ندوة: " الفلسفة الإسلامية في مرحلة ما بعد الكلاسيكية: البحث عن مرجعية ودور أبي حامد الغزالي".
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلا حدود يوم السبت الموافق 16 يناير 2016م الدكتور إريك فان ليت، عضو مركز ماكميلان لدراسات الشرق الأوسط بجامعة ييل بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في ندوة عملية بعنوان: " الفلسفة الإسلامية في مرحلة ما بعد الكلاسيكية: البحث عن مرجعية ودور أبي حامدالغزالي"، وذلك في تمام السادسة مساءًا بمقر الأبحاث بجاردن سيتى. وأدارت الباحثة بريهان خالد تفاصيلها.وذلك في حضور عدد من الباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن الثقافي. في البداية ألقت الباحثة كلمة رحبت فيها بالضيف والحضور، وعرضت موضوع المحاضرة وإشكاليتها التي تكمن في صعوبة دراسة تاريخ الفكر الإسلامي في أواخر العصور الوسطى وبداية العصر الحديث بالأساس في وجود ذلك الكم الهائل من المؤلفات التي تم انتاجها.وأياً ما كان حال الفلسفة الإسلامية ما بعد الكلاسيكية فإن الغزالي يشكل جزءًا هاما منها، مؤكدة أن دور الغزالي سلبا وإيجابا على من أتى بعده، والطريقة المثلى لبداية تأسيس نسق للفلسفة الإسلامية بعد الكلاسيكية هو موضوع الندوة.
وفي كلمته رحب الضيف بالحضور، مؤكدًا أن هناك رؤية نمطية تجاه الغزالي تتهمه بادخال المسلمين في عصور الظلام الفكرى، ورفضه المطلق للفلسفة، مؤكدا أن كتاب تهافت الفلاسفة لعب دورا كبيرا في الجدل الدائر حول مدي انسجام الإسلام مع القيم الحديثة، واستعرض كتابات بعض المفكرين الذين هاجموه أمثال: عيان هرسي على التى تناولت أن الغزالي قد لعب دورا جوهريا في تحدى الفلاسفة الإغريق القدماء، وأنه اعتبر العقل الإنساني سرطان يعمل لتقويض الإسلام، وكذلك نيل تايسون الذي أكد على أن من يقرأ كتابات الغزالي يتأكد أن الرياضيات من عالم الشيطان، وسلمان رشدى وغيرهم.
ثم مضى يفند تلك المزاعم مؤكدا أن الغزالي يتملك قدرة فائقة على طرح السؤال الذي يمكن أن يدور في الأذهان، ويجيب عنه وفق قدرات ذهنية يراها خارقة ومتجاوزة لعصره، وهدفه من كتاب تهافت الفلاسفة يبدو متناقضا على نحو ما، فبرغم انه رغب في إظهار عدم اتساق الفلسفة، فإنه استخدم الفلسفة للقيام بذلك، فإن كنت تجيد استخدام الفلسفة، فلن تصل إلى نتائج الفلاسفة مثل: الفارابي وابن سينا، بل وإن استخدمت عقلك ستصل إلى نتائج متعارضة وصحيحة ومنسجمة مع الدين .
ثم استعرض الضيف بشيئ من التفصيل رؤية الغزالي عن سبب عجز الفلاسفة عن الوصول إلى استنتاجات صحيحة مجيبا أنهم لم يوظفوا العقل جيدا، ولكن تشبثوا بسلطة تقليد العلماء، وأن هذا في ظنه اتهام مثير للغاية، فدائما ما تحدث الفلاسفة بتعالي عن العوام المعروفين بتقليدهم الأعمى وإنهم الفلاسفة هم الخواص، فقلب الغزالي المائدة وأعلن أن الفلاسفة هم أتباع عميان.
وبعد المحاضرة التي استغرقت نحو الساعتين، دار نقاش بين الضيف وجمهور الحضور، حيث تطرق لموضوعات عامة في فكر الغزالي، واستقبال العقل الإسلامي والغربي لها. والدكتور إريك فان ليت هو باحث متخصص في فلسفة وتاريخ الفكر الإسلامي، حاصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة والدراسات الدينية من جامعة أوتريخت الهولندية، وهو عضو في مركز ماكميلان لدراسات الشرق الأوسط بجامعة ييل الأمريكية، ويعمل على أصول الصوفية والأخلاق في أعمال الغزالي وبالأخص كتابه "تهافت الفلاسفة"