ندوة: الإسلام الحركي واستراتيجيات التمكين؛ الإخوان المسلمون أنموذجا
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، فاعليات ندوة بعنوان: الإسلام الحركي واستراتيجيات التمكين؛ الإخوان المسلمون أنموذجا، والتي أدار تفاصيلها الدكتور سامح إسماعيل مدير الأبحاث بالمركز.
في كلمته الافتتاحية، رحب الدكتور سامح بضيفة المركز والسادة الحضور، منوها بأهمية الموضوع، وحاجته للدراسة الموضوعية المتجردة من أية انحيازات أيديولوجية، لتتبع آليات التمكين ومكوناته وأدواته، وما يمثله من انغلاق سياسي ساهم في تضييق الخناق على الحركات الإسلامية، وحرمها من النقد البناء والمراجعات التي لا غنى عنها للاستمرار ومواصلة مشروعها السياسي، ومنع عنها رافدا مهما لتغذية بقائها.
بعد ذلك، ألقت الدكتورة ميادة سوار الذهب محاضرة وافية، استعرضت فيها مصطلح التمكين، في محاولة لضبط المفهوم قبل إسقاطه على جماعة الإخوان المسلمين وتتبع منطلقاته ومساراته في سياق الحراك السياسي الذي واكب أحداث الربيع العربي، وكيف ساهم التمكين كهاجس في السقوط السياسي المدوي للجماعة، بكل ما اكتنفه من إقصاء وصراعات جانبية مع رفاق النضال، وهو ما أضعف الجماعة وساهم في تنامي ظاهرة العداء الشعبي لها.
وتتبعت سوار الذهب الجذور التاريخية لحركات الإسلام السياسي بداية من أبي الحسن الشعراني، واستعرضت تجربة الإسلام السياسي في السودان كواحدة من أفضل التجارب التي يمكن دراستها على مستوى حركات الإسلام السياسي .كما تعرضت لتاريخ جماعة الإخوان بالشرح والتحليل، وتتبعت المرتكزات الأساسية التي قامت عليها سياسات التمكين، كما تطرقت لتاريخ الحركة الإسلامية في السودان منذ الأربعينيات ، وحتى ظهور مجموعة من التكتلات الإسلامية إبان ما عرف بـ "ميثاق الحركة الإسلامية "، وكيف دخلت الحركة الإسلامية في تحالفات مع الأحزاب المدنية في السبعينيات، مثل: "حزب الأمة - الحزب الاتحادي" ، واستمرت هكذا الحركات الإسلامية في حالة التحالفات لتحقيق مصالحها الخاصة حتى وصولها للسلطة، مؤكدة أن الحركة الإسلامية في السودان تتحرك وفق رؤيتها المطلقة للأشياء.
كما أكدت أن ثورات الربيع العربي أثبتت أن جماعة الإخوان، وإن كانت لديها القدرة التنظيمية على إدارة العملية الانتخابية والوصول إلى السلطة، إلا أنها تفتقد القدرة على إدارة الدولة، وإلى الكوادر القادرة على تسيير أمور المواطنين، فهي تنشغل فقط بالتمكين، وحصار الآخر وإقصائه في سعيها المحموم نحو السيطرة والهيمنة على السلطة، فهم لذلك عاجزون عن البقاء في السلطة، حيث إنهم لم يستطيعوا تلبية احتياجات مجتمعاتهم الديمقراطية، بل إنهم في النهاية نظام شولي مستبد.
وعن مبادرة "سودان الغد"، أكدت الدكتورة ميادة أنها محاولة لتوحيد صف المعارضة السودانية والاتفاق حول قضية واحدة، حيث ترتكز على وضع حلول جذرية للأزمة السودانية من مفهوم قومي استراتيجي كما تقطع الطريق على أي حل جزئي أو ثنائي، حيث تتفادى أخطاء الماضي وتضع خارطة طريق موحدة .
بعد ذلك، ردت الدكتورة ميادة على مداخلات وأسئلة الحضور. شهدت الجلسة حضورا كثيفا من الجانبين المصري والسوداني وسط تغطية إعلامية كبيرة.
والدكتورة ميادة سوار الذهب هي رئيسة حزب الاتحاد الليبرالي الديمقراطي، وهي من أشهر وأهم القيادات النسائية السودانية، ناشطة مدنية ومناضلة حقوقية في العمل العام وحقوق المرأة والطفل، لها عدة برامج إذاعية وتلفزيونية في القنوات السودانية، شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية العلمية والسياسية، وحاضرت بالعديد من الجامعات العربية، وهي عضوة قيادية في لجنة أطباء السودان، حيث ترأست اللجنة القانونية والإعلامية في فترة اعتصام الأطباء، تدرجت في الحزب من عضوة إلى مسؤولة العمل الطوعي والإنساني، ثم اُنتخبت رئيسة لحزب الاتحاد الليبرالي.
جدير بالذكر أن الدكتورة ميادة حفيدة الأمير لاي إبراهيم النور سوار الذهب الحاكم العسكري للعاصمة القومية في عهد الفريق الراحل إبراهيم عبود وعضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة السودانية(١٩٥٨ - ١٩٦٤ ).