ندوة: الإسلام وأروبا ... تبعات المواجهة وخيارات الاحتواء
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، يوم الأحد الموافق 3 أبريل 2016 فعاليات ندوة علمية بعنوان :" الإسلام وأروبا ... تبعات المواجهة وخيارات الاحتواء" . بحضور البروفيسيور ألبرشت فوس أستاذ الدراسات الإسلامية، ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط والأدنى بجامعة ماربورج الألمانية . أدار تفاصيل اللقاء الدكتور عاصم حفني أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة ماربورج.
فرضت الأحداث المتلاحقة في أوربا، والتي بلغت ذروتها بتفجيرات بروكسل الأخيرة مزيدا من الأسئلة الإشكالية حول مستقبل الإسلام في أوربا، في ظل تصاعد المد المعادي كرد فعل للأحداث الإرهابية الأخيرة، والتي يحاول اليمين المتطرف توظيفها لتكريس حالة من الكراهية لكل ما يمت للإسلام بصلة، مع فشل المؤسسات الإسلامية الكلاسيكية في فض الاشتباك بين الإسلام والعنف، وضعف الأصوات التنويرية التي يفرض عليها الحصار في الداخل والخارج، وبين كل هذا تتعدد معطيات المواجهة، والتي سوف يخسر منها الجميع، وكذلك خيارات الاحتواء والاندماج، والتي لن تفلح سوى بتضافر الجهود، وفتح مساحات واسعة للتيارات التنويرية المتحررة هنا وهناك.
من هذا المنطلق، جاءت أهمية اللقاء، حيث طرح البروفيسيور فوس رؤيته في هذا الصدد ملتقطا أطراف الخيط، ليقدم معالجة موضوعية لقضية الإسلام وأروبا، حيث قدم في البداية رؤية تاريخية لصورة المسلم في أوربا منذ العصور الوسطى، وكيف ترسخت في العقل الجمعي تصورات ضبابية تكره هذا الآخر، ولا تعترف بوجوده، كما تتبع محاولات تغيير تلك الصورة النمطية في المجتمعات الأوربية الحديثة، ومحاولات الممانعة التي تقوم بها الجماعات اليمينية المتطرفة، وتساعد عليها سلوكيات المتطرفين المسلمين، وطرح الدكتور عاصم حفني على الضيف عددا من الأسئلة التي ربما تدور في الأذهان الآن بصدد تصاعد المد المعادي للإسلام في ظل العمليات الإرهابية الأخيرة، وأجاب الدكتور فوس ليعرض الصورة كما هي، ويطرح عديد الأسباب التي يرى فيها عائقا أمام اندماج المسلمين في أوربا، ومشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية، وتنامي التيار السلفي الوهابي، وعدم تقديم حلول حقيقية لمشكلات الأقليات المسلمة.
وفي الختام، عرض الدكتور عاصم حفني تجربته كعربي مسلم درس وعاش بألمانيا، مؤكدا أن المسلم مطالب باحترام الآخر، وأن يترك الصورة النمطية التي حملتها بنيته الذهنية عن الغرب، فاحترام عادات وتقاليد الآخر هو السبيل إلى تحقيق الاندماج وبالضرورة سوف يحترمني هذا الآخر، مؤكدا أنه لم يتعرض لأي من أنواع التمييز لأنه بالضرورة يكن تقديرا، ويمارس انفتاحا نحو فهم الآخر المتقدم حضاريا على كافة المستويات.
شهد اللقاء حضورا كثيفا من الدارسين والباحثين، وعلى رأسهم الدكتورة يمنى طريف الخولي أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة والدكتور كرم فتحي الباحث في التاريخ المعاصر، وعدد من المهتمين من رجال الصحافة والإعلام.
البروفيسيور ألبرشت فوس هو أستاذ الدراسات الإسلامية بمركز دراسات الشرق الأوسط والأدنى بجامعة ماربورج، حاصل على الدكتوراه من جامعة كولونيا عن أطروحة "الضفة الفلسطينية السورية في العصر المملوكي (1250-1517) وفي 2002 ترقى إلى أستاذ مساعد في الدراسات الإسلامية بجامعة ايرفورت، وهو حاليا مدير مركز الشرق الأوسط بجامعة ماربورج الألمانية.
والدكتور عاصم حفني هو أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية والعربية، ومستشار أكاديمي بجامعة ماربورج بألمانيا، ومدرس بكلية اللغات والترجمة /جامعة الأزهر، حصل على درجة الماجستير من كلية اللغات والترجمة في موضوع استخدام المصطلحات الإسلامية عند الأديب الألماني كارل ماي، وعلى الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية بجامعة ليبتسج بألمانيا في موضوع "المصطلح الديني السياسي وفهم المسلمين للسلطة، له عدد كبير من المؤلفات بالعربية والألمانية والإنجليزية.
البروفيسيور ألبرشت فوس/ألمانيا " الإسلام وأروبا ... تبعات المواجهة وخيارات الاحتواء"
|
|
جلسة نقاش ندوة " الإسلام وأروبا ... تبعات المواجهة وخيارات الاحتواء" |