ندوة: الرياضة وعلاقتها بالأبنية المجتمعية؛ قراءة في إشكاليات الراهن
فئة: أنشطة سابقة
نظم مركز "دال" للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، ندوة بعنوان" الرياضة وعلاقتها بالأبنية المجتمعية، قراءة في إشكاليات الراهن" بحضور تامر بجاتو وهشام حنفي نجمي المنتخب الوطني المصري السابقين، وأدار اللقاء الدكتور سامح إسماعيل مدير الأبحاث بمركز دال.
في البداية، تحدث الدكتور سامح عن التطور الذي لحق الرياضة في العصر الحديث، حيث أصبحت فعلا اجتماعيا وسياسيا، بالإضافة إلى البعد الاقتصادي، ثم طرح مقدمة نظرية أوضح فيها أن الرياضة تجاوزت دورها كهواية ولعبة يمارسها الإنسان، مضيفاً أن الرياضة منذ بداية التاريخ كانت تهدف إلى تفريغ طاقة العنف في الإنسان، وتهذيب أخلاقه، وأن الألعاب الأولمبية خلقت ميدانا تنافسيا سلميا، لتغدو الرياضة نشاطا مجتمعيا مهما ومتنفسا للشعوب للهروب من هزائمهم المجتمعية.
وأضاف الدكتور سامح مع انفجار عاصفة الربيع العربي، باتت الرياضة أداة يوظفها الفرقاء، كل حسب أهدافه، وتحولت روابط المشجعين إلى وقود اشتعلت به ومعه ميادين الخلافات السياسية والدينية، وغدت ساحات الأندية الرياضية مسرحا انعكست عليه كل أشكال الصراع في المجتمع، لتتوارى الرياضة خلف أبواب النزاع السياسي/ الاجتماعي، بشكل تجاوزت به ساحة الملاعب لتصبح فاعلا رئيسا على صعيد المجتمع، وباتت مكونا من مكونات الهوية، تعبر حينا عن الحس الوطني، وحينا آخر عن الانتماء البديل كحالة من حالات الاغتراب، وما بين الحالتين شهدت الملاعب أحداثا تجاوزت الرياضة كفعل إلى إعلاء روح المنافسة الشريفة، لتراق الدماء ويسقط الضحايا، ويتصدر العنف المشهد بكل تفاصيله.
ومن جانبه/ تحدث تامر بجاتو نجم الزمالك ومنتخب مصر الأسبق، طارحا سؤالا مفاده: لماذا نمارس الرياضة؟ ومضى محاولا تقديم إجابة تتفق والراهن الاجتماعي، فهي في رأيه وسيلة لفهم الواقع والتعرف على مكامن الخلل، وخلق روح تنافسية قائمة على أساس أخلاقي ، وخلق روابط مجتمعية شديدة العمق، فربما نعجز عن جمع الناس لمناقشة أمر ما، وحدها الرياضة قد تبدو قادرة على جمعهم.
وأشار بجاتو إلى أن ما يحدث في مصر الآن، ليس له علاقة بأهداف الرياضة؛ فالمجتمع الكروي تحديداً تم تفريغه من أية قيم أخلاقية، وأصبح العنف والسعي وراء السلطة والمال والنفوذ فاعلا أساسيا في الحقل الرياضي، وهو ما أدى إلى سيطرة رأس المال وتدخل السياسة والدين لتصبح الرياضة مجالا للصراع.
وأكمل بجاتو:" الرياضة تعكس أزمات المجتمع بوضوح، فما حدث من تغيرات مجتمعية في العقود الماضية، ألقى بظلاله على الرياضة بداية من تراجع الدولة عن الاهتمام بتوسيع قاعدة الممارسة الرياضة في المدارس، وبناء أبنية تعليمة على أراضي الملاعب المدرسية، وانحسار دور الساحات الشعبية وتآكل دور الجامعات، فضلاً عن الأرقام المبالغ فيها التي تطلبها الأندية كشرط للعضوية، ومن هنا لم تعد الرياضة موجودة كحق إنساني لكل البشر، وأصبحنا مجتمعا بلا رياضة.
وأشار بجاتو إلى أن الحل يكمن في تغير بنية المجتمع في رؤيته للرياضة، وتوسيع قاعدة الممارسة الرياضية والسعي لتأسيس جيل جديد من الرياضين، وتكريس ثقافة قائمة على العطاء واحترام الآخر والبعد عن الانتهازية والإفراط في التفكير المادي، وهذا لن يتم بدون وجود رعاية مجتمعية للمواهب الرياضية، وتخليص الرياضة في الشركات من مضاربات رأس المال وأحابيل الاحتراف.
ومن جانبه، قال هشام حنفي نجم الأهلي والمنتخب الوطني الأسبق، والإعلامي الرياضي حاليا، أن الرياضة كانت أبرز معطيات القوى الناعمة المصرية، وأن التراجع الذي شهده الحقل الرياضي كان ضمن ما شهدته شتى البنى الاجتماعية من تراجع، وأن الأمر الآن يحتاج أن نقف مع أنفسنا وخاصة في مجال الإعلام الرياضي وقفة موضوعية، فقد تحول ميدان الرياضة إلى ساحة للمشاحنات وبث الكراهية وافتعال الأزمات من أجل جلب الإعلانات ونسب أعلى من المشاهدة دون الاهتمام بأي محتوى رياضي أو معرفي أو إنساني.
وهاجم حنفي دخول السياسة في المجال الرياضي، مؤكدا أن ذلك انقض على كل مكتسبات الرياضة وأخلاقياتها، وحولها إلى ميدان صراع حقيقي تراق فيه الدماء، مدللا بمجزرتي بورسعيد والدفاع الجوي، داعيا إلى تخليص الرياضة، وإعادتها إلى مسارها الصحيح كأداة من أدوات السلم الاجتماعي.
بعدها طرحت الأسئلة والمداخلات من الحضور في أمسية تقاطع فيها ما هو اجتماعي/سياسي بما هو رياضي، في حضور حشد من رجال الصحافة الرياضية على رأسهم الأستاذ لطفي السقعان سكرتير عام رابطة النقاد الرياضيين، وأكاديميين في مجال علم الاجتماع الرياضي، وقنوات الأهلي سبورت ونايل سبورت والاون تي في .