ندوة: "الصحافة الورقية في عصر الإنترنت .. التحديات ومحفزات الاستجابة"
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود، يوم الخميس الموافق 26 مايو 2016م فعاليات ندوة علمية بعنوان: "الصحافة الورقية في عصر الإنترنت .. التحديات ومحفزات الاستجابة" بحضور الأستاذ محمد أبو الفضل نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، بمقر الأبحاث بجاردن سيتي، وأدار تفاصيل اللقاء الأستاذ عبد الله أحمد الباحث بالمركز.
في البداية، أكد عبد الله أحمد أنه منذ أن انتشرت الصحافة الإلكترونية، واجهت الصحف الورقية الكلاسيكية تحديا من نوع خاص، وقد بات الخبر والقدرة على تداوله أسرع بكثير من قدرة الأخيرة على ملاحقته، حيث لم تعد الصحافة الورقية هي صحافة الخبر، وهو ما وضع الصحفي أمام مسؤوليات جديدة من حيث القدرة على تنويع المصادر والإلمام بفنيات التحليل والاستنتاج والتفاعل مع المعطيات، بل أصبحت الصحافة الورقية هي صحافة التحقيق والتحليل لما هو متداول من أخبار ومعلومات.
ونوه مقدم اللقاء أن هذا الوضع الإشكالي يضع الكثير من التساؤلات على مائدة الحوار، هل تستطيع الصحافة الورقية منافسة الصحافة الإلكترونية مستقبلا؟ وهل أصبح الأمر يتطلب صحفيا من نوع خاص لديه الكثير من المؤهلات التقنية والمعرفية؟ وما هو مستقبل أبواب صحفية كلاسيكية كالثقافة والفنون والرياضة في ظل الانفجار المعلوماتي الرقمي؟
من جانبه، أكد الضيف أن الحديث لا يقضي على القديم بالضرورة، وإنما يدفعه للتطور؛ فالكتاب الإلكتروني لم يقض على الكتاب الورقي، عكس كل ما كان متوقعا، بل دفعته المنافسة لمزيد من الإبداع والانطلاق نحو آفاق جديدة، ونفس الأمر ينطبق على الصحافة الورقية التي باتت مطالبة بتطوير أدواتها ومنطلقاتها لمواكبة رهانات الواقع وإشكالياته المتنامية.
ثم عرض أبو الفضل تجربته كمدير لتحرير موقع بوابة الأهرام إبان ثورة يناير، وكيف أن الموقع كان أكثر دينامية من الجريدة الورقية، وكيف اتخذ مواقف أكثر اقترابا من نبض الشارع الثوري، اتساقا مع حالة السيولة التي كانت سائدة آنذاك، وهو الأمر الذي وقفت أمامه الجريدة الورقية مكبلة بالتوازنات والتوجهات السياسية.
ونوه أبو الفضل في مجمل تحليله للوضع الحالي عن أهمية تطوير ملكات الصحفي في الجريدة الورقية وتطوير قدراته على تحليل الخبر واستنباط ملامحه المستقبلية؛ فالجريدة الورقية لم تعد هي جريدة الخبر والانفراد مثل الماضي، ولكنها ما زالت قادرة على تقديم المحتوى الرصين والتحليل الضمني للمعلومة والأحداث المتشابكة، كما نوه على ضرورة وجود ضوابط للنشر للقضاء على حالة الفوضى في تداول الأخبار، وفي نفس الوقت مراعاة حرية الرأي مع التدقيق على صحة المعلومة حرصا على الخصوصيات، وأن هذا التدقيق يحمي الجميع في ظل وجود قانون منظم قائم على المهنية.
بعد المحاضرة، دار نقاش بين الضيف وعدد من الحضور حول ما ورد في المحاضرة من أفكار مركزية تتعلق بمستقبل الصحافة الورقية في عصر الإنترنت.