ندوة: المجال العمومي في الاجتماع السياسي الإسلامي جدليات الدين والعلمنة
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي في مقر قسم الأبحاث بالعاصمة المصرية القاهرة، يوم السبت الموافق 28 فبراير 2015، وقائع ندوة علمية دولية بعنوان "المجال العمومي في الاجتماع السياسي الإسلامي".
انقسمت الندوة إلى جلستين، حيث شارك في الجلسة الأولى: الدكتور شحاتة صيام أستاذ الاجتماع ورئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة الفيوم، والأستاذ مصطفي عبد الظاهر الباحث في مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي، والمتخصص في الفلسفة والإسلاميات، والأستاذ علي الرجال الباحث في الاجتماع السياسي. ترأس الجلسة الدكتور محمود أحمد كيشانة مدرس الفلسفة بجامعة القاهرة، فرع الخرطوم.
تضمنت ورقة الدكتور شحاتة صيام التي حملت عنوان "طغيان الدين في المجال العمومي: تداعيات ما بعد الثورة" نقدا للقوى الإسلامية التي حاولت السيطرة على الفضاء السياسي وفق مقولات الدين وأعمال الخير، وقد حاولت الورقة علاج مسألة طغيان الدين في المجال العمومي، وكيف أن هذا الفضاء تلون بقيم الأصولية بعيدا عن مقولات الحرية والمواطنة والمشترك الإنساني.
وفي مداخلته التي جاءت بعنوان "قوة الدين في المجال العام البرجوازي"، رصد الباحث مصطفى عبد الظاهر التطور التاريخي لمفهوم المجال العام، وعلاقته بالواقع الاجتماعي الغربي الذي أنتج ذلك المفهوم، ومدى تقاطع فكرة المجال العام مع الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر، وانطلقت الورقة من محاولة استعراض أهم المفاهيم والطروحات التي تضمنتها الدراسة، خاصة عند غرامشي ومدى تقاطعها مع منطلقات واقعنا الإسلامي المعاصر.
وقدم الباحث علي الرجال في ختام الجلسة الأولى، مداخلة بعنوان "المجال العام المأزوم"، تناول فيها أبرز التحديات التي تواجه المجال العام في الواقع المصري، وسعي الدولة إلى إحكام سيطرتها عليه بالهيمنة الأمنية حينا، واستدعاء الجماهير حينا آخر، ليخلص في نهاية البحث إلى أن خلق مجال عام قوي هو بمثابة عمل تفكيكي عميق لمرتكزات القمع والتسلط في بنية المجتمع والدولة المصرية.
وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور شحاتة صيام، شارك الأب وليم سيدهم الباحث ومدرس الفلسفة بمدرسة العائلة المقدسة، والدكتور محمود كيشانة مدرس الفلسفة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم، والأستاذة أسماء العماوي الباحثة في الدراسات الإسلامية.
تناول الأب وليم سيدهم في مداخلته التي جاءت بعنوان "جدليات الدين والعلمنة" دور اللاهوت المسيحي في تأسيس علاقة الإنسان بالعلمانية، واختلاف علاقة اللاهوت الغربي بالعلمانية عن اللاهوت الشرقي والفكر الإسلامي، ودور لاهوت التحرير في تحرر المؤمن المسيحي من سيطرة الدولة.
ثم قدم الدكتور محمود كيشانة مداخلته التي حملت عنوان "أزمة المواطنة في الخطاب السياسي الإسلامي"، حيث تطرق الباحث لرؤية الجماعات الإسلامية لفكرة المواطنة مقدما رؤية نقدية جذرية لرؤية جماعات الإسلام السياسي القائمة على إنكار المواطنة في المجتمعات الإسلامية.
وفي ختام الجلسة، تناولت الباحثة أسماء العماوي في ورقتها التي حملت عنوان "الإسلام والعلمانية نحو مقاربات معرفية"، بيان مفهوم الإسلام في الاستخدام القرآني وبيان مدى العلاقة بين هذا المفهوم والمفهوم المعرفي للعلمانية؛ من خلال نموذج تطبيقي للدراسة عن صورة غير المسلم في الأدبيات الفقهية المعاصرة .
شهدت الندوة حضورا كبيرا من جانب الباحثين والمهتمين، وامتلأت القاعة عن آخرها بحشد كبير تفاعل مع الحدث الثقافي، وشهدت المداخلات والأسئلة زخما وجدلا كبيرين، لما أثاره موضوع الندوة من أفكار وطروحات مازالت قيد النقاش بين المهتمين..
وكان من بين الحضور: الكاتب السوري سلامة كيلة، والدكتور غيضان السيد، والباحث الإسلامي محمد أبو المكارم، والأديب والكاتب السوري محمد خير الحلبي، والمخرج المسرحي مصطفى البندراوي، والدكتور ياسر قنصوة أستاذ الفلسفة السياسية، والدكتور أحمد سالم أستاذ الفلسفة الإسلامية، وحشد من طلاب الدراسات العليا والمهتمين في الوسط الثقافي المصري.