ندوة بعنوان: الدوريات الثقافية في واقع متغير بين الكلاسيكية والتحديث
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي، إحدى مؤسسات مؤمنون بلا حدود، يوم الخميس الموافق 21مايو 2015م، فاعليات ندوة بعنوان: الدوريات الثقافية في واقع متغير بين الكلاسيكية والتحديث، والتي أدار تفاصيلها عبد الله أحمد بهجت الباحث بمركز دال، وتحدث فيها الدكتور محمد بدوي رئيس تحرير مجلة فصول الأدبية، والأستاذ سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية.
في البداية، استعرض الدكتور محمد بدوي واقع الدوريات الثقافية في مصر، في ظل متغيرات الراهن السياسي والاجتماعي، وكيف ارتبطت الدوريات الثقافية بالدولة، نظرًا لحاجتها إلى الدعم في ظل ما آل إليه واقع الثقافة المصرية، كما استعرض أهم الإشكاليات التي تواجه الوضع الثقافي في مصر، والتي مر بها إبان إشرافه على مشروع مكتبة الأسرة، ورئاسة تحرير مجلة فصول، ونوه إلى أن 90 % من الميزانية المخصصة للثقافة يذهب إلى رواتب الموظفين، فيما ينفق 10 % فقط على المشاريع الثقافية والمطبوعات، وباتت الدوريات الثقافية في ظل هذا الوضع تعاني حالة من الركود.
وأضاف بدوي أن المجلات الثقافية والعمل الثقافي في مصر بحاجة إلي إعادة تعريف وتحديد لمنطلقات جديدة لمواكبة التحديث، وأن الأمر يتطلب فتح حلقات من النقاش الخلاق والبناء، لفتح آفاق جديدة تستطيع من خلالها الدوريات الثقافية العودة إلى الحياة، وإثراء المشهد الثقافي .
كما أكد أن الدولة عليها أن تشجع المبادرات الفردية، وإدراة الثقافة بعقلية تتسم بالمرونة والاحترافية، لأن الثقافة هي خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف والإرهاب، ولابد أن تكون لذلك الأولوية في ظل دعوات تجديد الخطاب.
واستعرض بدوي تجربة مجلة فصول التي يرأس تحريرها، وكيف استطاعت على مدى عقدين من الزمان تنشيط الواقع الثقافي، عندما تولى رئاسة تحريرها الدكتور عز الدين إسماعيل ومن بعده الدكتور جابر عصفور، حيث نجحت في تأصيل الفكر النقدي وفتح نوافذ الفكر والإبداع على مفاهيم ومصطلحات ونظريات جديدة كالبنيوية وما بعد البنيوية والتحليل النفسي، وهو ما سبب على حد تعبيره إرباكًا في البداية للنقاد الذين قبل أن يواكبوا المتغيرات الفكرية الجديدة.
من جهة أخرى، استعرض سيد محمود رئيس تحرير جريدة القاهرة معطيات المشهد الثقافي ومفرداته الجديدة، محددًا أهم العقبات التي تواجه الدوريات الثقافية، وأبرزها الارتباط بالأشخاص دون وجود فكر مؤسسي حقيقي، وعدم وجود سياسات ثابتة لا تعتمد على شخص المسئول، كما استعرض مشكلات التوزيع، داعيًا وزارة الثقافة إلى إنشاء شركة توزيع خاصة، وهو حل يراه قادرًا على تغيير شكل الحياة الثقافية في مصر.
كما استعرض تجربته في جريدة القاهرة، وكيف انفتح بها على متغيرات الراهن الثقافي، وهو الأمر الذي جذب أقلاما جديدة، في ظل التنوع والموضوعية، والابتعاد عن النمطية في التناول، والكلاسيكية في التعاطي مع الشأن الثقافي، مما منح رئة جديدة للتنفس، لكن تظل إشكاليات الدعم والتوزيع من أبرز ما يواجهه.
وعن ظاهرة الأعلى مبيعا، والموقف النقدي منها، أكد سيد محمود أنه من أنصار فتح المجال أمام الجميع، فما يراه البعض تافها يمثل قيمة للبعض الآخر؛ فالتنوع مطلوب، والتعالي النقدي يعني الانفصال عن المشهد الثقافي، وعدم القدرة على قراءة مفرداته، وفي النهاية لا ضرر إطلاقا من تلك الظاهرة، بل على العكس ساهمت في رواج وإنعاش صناعة الطباعة، وتماهت مع شريحة عمرية من القراء، وهي ظاهرة قديمة، فلطالما كانت هناك الأعمال الأدبية البسيطة إلى جوار أعمال الرواد والكتاب الكبار.
الدكتور محمد بدوي هو أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة القاهرة، ورئيس تحرير مجلة فصول الأدبية، التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكان مسئولا عن مشروع مكتبة الأسرة، وللدكتور بدوي العديد من المؤلفات أهمها: الرواية المصرية الجديدة، بلاغة الكذب، لعبة الكتابة، لعبة السياسة، وكان أحد شعراء جماعة أصوات التي انطلقت في نهاية السبعينيات.
أما الأستاذ سيد محمود، فهو رئيس تحرير جريدة القاهرة التي تصدرها وزارة الثقافة المصرية، وهو محرر ثقافي بالأهرام، عمل كمراسل لصحيفة "الحياة" اللندنية و"الأخبار" اللبنانية، ووكالة رويترز للأنباء، كما عمل مديرًا لتحرير مجلة "الأهرام العربي"، وحصل عام 2001 على الجائزة الأولى من نقابة الصحفيين لأفضل تغطية ثقافية وفنية، وساهم في تأسيس صحيفة "البديل" ورأس القسم الثقافي بمجلة "الأهرام العربي" و"الأهرام المسائي" و"بوابة الأهرام"، وتم تكريمه عام 2013م بمؤتمر كتاب مصر، ومن مؤلفاته :"حكاية كوبري عباس"،وديوان شعرعام 2013 بعنوان "تلاوة الظل".