ندوة: "جدلية المركز والهامش وإشكال الهوية في السودان"
فئة: أنشطة سابقة
نظم مركز" دال " للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤسسة مؤمنون بلا حدود بالقاهرة ندوة بعنوان "جدلية المركز والهامش وإشكال الهوية في السودان"، حاضر فيها الدكتور أبكر آدم إسماعيل، وأدار تفاصيلها الباحث بمركز دال إبراهيم الشرقاوي، وسط حضور كثيف من جانب الجالية السودانية بالقاهرة، والمهتمين بالدراسات الإفريقية ووسائل الإعلام المختلفة.
في البداية تحدث الباحث إبراهيم الشرقاوي عن الدور المهم الذي تلعبه كتابات أبكر آدم في تحليل المشهد السوداني الثقافي والاجتماعي والسياسي، مشيراً إلى تنوع الإنتاج الأدبي والمعرفي للضيف، ما بين الشعر والأدب والدراسات الاجتماعية، وأضاف الشرقاوي أن آخر أعمال أبكر آدم هى كتابه:"جدلية المركز والهامش في السودان"، والذي جاء موضوعه في سياق المحاضرة التي ألقاها الدكتور أبكر آدم.
ومن جانبه قال أبكر آدم : " إن الصراع اليوم في السودان ليس فقط حول السلطة والهوية كما يتم تصويره، لكنه صراع أيضاً على الفضاءات المعرفية، وهي واحدة من أبرز مجالات الصراع؛ لأن منظومة المعرفة هي واحدة من أهم سبل السيطرة على الشعوب على مدار التاريخ، فمن خلال فضاءات المعرفة يمكن توجيه أفكار الناس وصياغة وعيهم وإدراكهم للأشياء".
وأضاف أن كتاب "جدلية المركز والهامش في السودان" هو عبارة عن دراسة ترصد إشكاليات الصراع في السودان من خلال تحليل ثقافي، باعتبار الثقافة البنية الكلية للمجتمع التى تشمل المادي والمعنوي، وهي المساحة الأوسع التي تعبر عن المجتمع ككل بفنونه وآدابه وأفكاره وعاداته وتقاليده.
وأشار آدم إلى أن المجتمعات التي تتمتع بتنوع أثني وعرقي كالسودان، يختلط فيها مفهوم الثقافة الفردي بالمفهوم الجماعي، حيث تتعامل كل جماعة، باعتبارها دائرة مغلقة على ذاتها، وتسعى من خلال هذا الانغلاق إلى الاستحواذ على المزيد من السلطة والنفوذ، ومع مرور الزمن يتحول نفوذ وسطوة الجماعة إلى بناء اجتماعي يصنع تفاوتا هيكليا في المجتمع ويصنع ما يعرف بالمركز والهامش .
وأوضح آدم أن التفاوت الطبقي والإجتماعي له العديد من الأسباب أبرزها :
أولاً: العنصرالطبقى والاقتصادي؛ وهو مرتبط بالتراكم الزمني للثروة والسلطة في جماعة واحدة.
ثانياً : العنصر الثقافي المتمثل في وعي وعادات وتقاليد ونمط تفكير كل فصيل مجتمعي.
ثالثاً : الدين والطائفي؛ فعلى سبيل المثال في الدول السنية يصبح السنة هم المركز ويتم تهميش الشيعة، والعكس كذلك وأيضا داخل الطائفة الواحدة، فهناك امتيازات لعضو ينتمي لها عن آخر. رابعا : الوضع الجغرافي والاهتمام بالمدن المركزية في دولنا العربية، وتهميش باقي الأقاليم. خامسا : الجنس البشرى ذكر وأنثى، ففي المجتمعات الذكورية يحصل الذكر على المزيد من الامتيازات في حين تُستغل المرأة.
وأشار آدم إلى أن اشكالية الهوية في السودان تبنى على عنصر أساسي، وهو التنوع الإثني والثقافي، وقد ساهمت السلطة السودانية عبر قرون في صناعة هذه الازمة وتأصيلها داخل المجتمع السوداني على حد قوله.
وأكد آدم على كون هذه الإختلافات يمكن علاجها وتلافيها، لكنها تحتاج مجهودا ووقتا طويلا، وبداية العلاج تكمن في تحديد الأزمات والمشاكل، ثم في الاعتناء والاهتمام بمنظومة التعليم، ومحاربة الجهل، والعمل على إيجاد منظومة حكم تقوم بتوزيع عادل للثروة وللسلطة.