ندوة علمية بعنوان: "الإسلاموفوبيا واستراتيجيات الأمن القومي الأوروبي"

فئة: أنشطة سابقة

ندوة علمية بعنوان: "الإسلاموفوبيا واستراتيجيات الأمن القومي الأوروبي"

     استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع لمؤمنون بلا حدود يوم الأحد الموافق 7 أغسطس  2016 فعاليات  ندوة علمية بعنوان: "الإسلاموفوبيا واستراتيجيات الأمن القومي الأوروبي"، حاضر فيها الباحث في العلوم  الاستراتيجية الأستاذ أنس القصاص،  وأدار تفاصيلها الباحث محمد الصادق وسط حضور جماهيري مكثف.

في محاضرته حاول الباحث التأصيل لأسباب تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، متناولا العديد من الملامح التي تحدد منطلقات الفكر الأوروبي، حيث خلص إلى نتيجة مفادها أن  أوربا تقسمها العديد من الصراعات الوجودية، كالصراعات الجيوسياسية بين ألمانيا وفرنسا، والصراع الثقافي بين الأنجلوفونية  والفرانكوفونية،  وتاريخ الصراع الديني بين الكاثوليك البروتستانت الذي زاد من حدته الصراع السياسي.

كما حاول الباحث أستعراض التاريخ الأوروبي انطلاقا من هذه المحددات التي قدمها عبر التاريخ الأوروبي، بداية من حرب الثلاثين عام والحروب النابوليونية في أوربا وصولا إلى الحربين العالميتين الأولي والثانية ، وخطة مارشال لإعادة اعمار أوربا، ثم رؤية أوربا في ظل توسيع مظلة الاتحاد الأوروبي شرق أوروبا .

وأكد القصاص أن الاتحاد الأوروبي كيان ضخم يتكون من أمم قوية –درع عسكري قوي-، أكبر ناتج محلي (18تريليون وفق بيانات البنك الدولي)، وأن هذا الكيان الضخم لديه العديد من التحديات ومشكلات ديموغرافية كبيرة،  ومعدلات خصوبة منخفضة (1,4%)، وتحديات اقتصاديات ضخمة مثل الأزمة اليونانية، في مواجهة النمو الاقتصادي الصيني، وتصاعد الجرائم الالكترونية، وفي ضوء معدلات متزايد من الهجرة الغير شرعية، وتصدرت المشهد نبرة فاشية متصاعدة مع صعود اليمين المتطرف في البرلمان الأوروبي .

كذلك ظهور نمط جديد من التحالفات في الوسط السياسي الأوروبي بين اليسار والليبرالية الاجتماعية، في ظل تصاعد اليمين الأوروبي، وهو ما أدي إلى تسويق فكرة الإسلاموفوبيا والخوف من الأجانب، وأصبح الشارع الأوروبي يرفع شعارات قطرية "فرنسا للفرنسيين، عاشت بافاريا"، ولعب تمدد داعش وانتشار عملياتها في أوروبا دورا في رواج هذا التوجه، واستعرض الباحث التقارير المتعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا الأوروبية، حيث  سجل المعدل ارتفاعا بحوالي 30%  في عام 2015م عن عام 2014، وهو ما أثر على أوضاع الجاليات الإسلامية وصورة الإسلام في أوروبا (الإجبار على السلام باليد  في المدارس السويسرية، إجبار المحال التجارية على بيع لحوم الخنزير في فرنسا).وقام الباحث بتحليل انعكاس ذلك على استراتيجيات الأمن القومي الأوربي، وما جاء في تقرير استراتيجية الأمن القومي الأوروبي لعام 2016، والذي أكد أن الإرهاب لا يمكن معالجته في الخارج بمعزل عن الداخل الأوروبي، كما تحدث عن دور هام للإعلام في مواجهة الإرهاب، و تبني سياسات تعليمية تكافح هذه الظاهرة؟ لكن السؤال الاشكالي هو كيف يتحقق كل ذلك في ظل صعود اليمين؟!

أنس القصاص باحث ومحاضر في العلاقات الدولية والشئون الاستراتيجية والسياسات الدفاعية المقارنة وقضايا الأمن الدولي والاستراتيجي واللاعبين المسلحين من غير الدول. قام بتدريس نظرية العلاقات الدولية في العديد من الجامعات المصرية وله دراسات منشورة في الشئون الاستراتيجية والدولية في العديد من مراكز الأبحاث المصرية والإقليمية.

 

 

 

البحث في الوسم
الأمن القومي