ندوة: قضية فلسطين في الثقافة العربية بين الاستدعاء والغياب
فئة: أنشطة سابقة
استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي ( إحدى مؤسسات مؤمنون بلا حدود ) يوم الخميس 14 مايو 2015م، ندوة بعنوان: قضية فلسطين في الثقافة العربية بين الاستدعاء والغياب، حاضر فيها الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي،أستاذ التاريخ الحديث المتفرغ - كلية الآداب - جامعة حلوان، والأستاذ مأمون خلف الناشط والباحث الفلسطيني بجامعة روما، في لقاء امتد زهاء ساعتين، أدار تفاصيله الأستاذ محمد الصادق مدير قسم الأرشيف والوثائق بمركز دال.
في البداية، تحدث الدكتور عاصم الدسوقي عن واقع قضية فلسطين، وأسهب في تحديد المنطلقات التاريخية منذ صدور تصريح بالفور، وحتى قيام السلطة الفلسطينية، واستعرض المنحنيات الفارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، والتي لم يواكبها وعي عربي حقيقي بمكامن الخطر، وما آل إليه الوضع عبر عقود تخللتها صراعات عسكرية دامية، دفع فيها الشعب العربي الفلسطيني ثمناً باهظاً.
وأكد الضيف الكبير، أن قضية فلسطين شغلت حيزا كبيراً في مجال الدراسات الأكاديمية، وتصدرت المشهد البحثي في الجامعات ومراكز الدراسات في مصر والعالم العربي، وأن كثيراً من تلك الأعمال التزمت الموضوعية العلمية، وفقا للمعايير المنهجية، واستشهد بأعمال الدكتور حسن غنيم، والتي يراها مثالا يجسد الموضوعية دون أي انحيازات مسبقة، لكن تطرق في نفس الوقت لعدد من البحوث والدراسات، غلبت فيها العاطفة على الموضوعية، فبدت كخطب رنانة، لكنها فقدت طابعها العلمي، كما أكد أن هناك خلطا كبيرا بين كلمتي "صهيوني" و "يهودي"، وأن ذلك جاء تأثرا بالخطاب السياسي في أوج الصراع العربي الإسرائيلي.
وفي نهاية كلمته، أكد أن المستقبل يحتم على العرب التوحد، واستشراف ملامح المستقبل، فالقضية واحدة، والهدف أسمى من أن تشوهه الحسابات والمصالح الضيقة، وأن حضور قضية فلسطين في الثقافة العربية لا يضاهيه حضور، فهي القضية الأولى التي شغلت العقل الجمعي العربي طويلا، وهي مرشحة في المستقبل للاستمرار بنفس زخم الحضور.
ومن جانبه، أكد الأستاذ مأمون خلف أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب، وأن حضورها الثقافي لم يخفت وميضه إلا في فترات وجيزة واستثنائية، لكن الحضور لا يكتسب قوته الدافعة والمؤثرة إلا في أوقات الأزمة، وعلى الرغم من عدم استقرار منحنى الصعود، إلا أن القضية لن ولم تمت في رأيه، واستعرض محاور ذلك الحضور في مجالات الأدب والفكر والثقافة، وكيف كانت الكلمة في كثير من الأحيان أكثر تأثيرا من البندقية.
وبصفته يمثل الجيل الثالث من اللاجئين الفلسطينيين، أكد أن الارتباط بالأرض لم يتغير، وهو ما يدحض ادعاءات الجانب الصهيوني، بأن الجيل الثاني سوف ينسى القضية، فالقضية حاضرة وباقية طالما ظل الاحتلال جاثما على الأرض المغتصبة، وأن الفلسطينيين في الشتات لا يقلون انتماء عن إخوانهم في الداخل.
الدكتور عاصم الدسوقي هو أستاذ التاريخ الحديث المتفرغ - كلية الآداب - جامعة حلوان، وعميد الكلية ومؤسسها (يناير 1995- يناير1999)، والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة أسيوط فرع سوهاج (1984-1990). وعضو المجلس القومي للثقافة وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد المؤرخين الأفارقة (باماكو عاصمة جمهورية مالي). نشرت له دراسات متخصصة ما بين كتب وبحوث تربو على الستين عملا اعتبارًا من 1975. اشترك في الندوات العامة والمتخصصة، ويكتب مقالات في الصحف والمجلات الشهرية. أشرف على عدة رسائل لدرجتي الماجستير والدكتوراه ، وناقش عشرات الرسائل في التاريخ الحديث وفي تخصصات الاجتماع والصحافة والعلوم السياسية، وهو عضو في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
والأستاذ مأمون خلف، ناشط فلسطيني وباحث في جامعة روما، حاصل على درجتي ماجستير من جامعة روما في العلوم السياسية؛ الأولى عن السياسات الأمنية للأمم المتحدة، والثانية عن سياسة فرنسا في البحر المتوسط، وله دراسات محكمة في عدة موضوعات منها:هوية اللاجئين الفلسطينيين في الأردن إلى أين؟ والحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في الأردن.