ورشة الفكر العربي الحديث (اليوم الأول)
فئة: أنشطة سابقة
انعقدت يوم السبت الموافق 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أولى محاضرات ورشة الفكر العربي الحديث، بمركز دال للأبحاث والإنتاج الإعلامي التابع في القاهرة.
جاءت المحاضرة بعنوان "مدخل إلى كتابة البحث العلمي"، تناول فيها الباحث الأستاذ / مصطفى أحمد ثابت مقدمة حول تاريخ مناهج البحث العلمي بدءًا من الفلسفة اليونانية مرورًا بالفلسفة المسيحية الوسيطة وانتهاءً بالحداثة وما بعد الحداثة في نظرتها إلى العلوم الإنسانية والتجريبية، معرجًا على منهج البحث في التراث الإسلامي وأدواته، ثم تناول القضايا المتعلقة بمفهوم المنهج العلمي وتعريفه وصياغة البحث العلمي واختلافه عن الأشكال الأخرى من الكتابة، وذكر أنواع الأبحاث العلمية وخصائصها، كما تعرَّض لذكر مراحل البحث العلمي وضوابطه، وشدد على مسألة كثرة المتغيرات التي تحول أحيانًا كثيرة، دون إمكانية التنبؤ بنتائج قاطعة وعامة للبحوث، مدللًا على ذلك بأمثلة من الوقائع والأحداث المعاصرة، مثل نشأة بعض الأزمات الاقتصادية أو الاجتماعية العالمية والمحلية من دون استشراف سابق، وتطرَّق لذكر العلاقة بين التعلم في المدارس العلمية الإسلامية الكبرى والانتساب إليها، كالأزهر الشريف في مصر والزيتونة في تونس وتريم في حضرموت وغيرها، وبيّن انحصار العنف الديني بشكل عام في التاريخ القديم والحديث؛ كما قدَّم من خلال التفاعل مع المتدربين والنقاش المفتوح معهم، عرضا وتحليلا لأزمة العلوم الإنسانية في أواخر القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، والعلاقة بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية، وأمثلة من المعضلات التي يعاني منها الفكر العربي الحديث.
وأعقب المحاضرة عرضا منفصلا للمناظرة الشهيرة التي جرت بين الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي والفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، بعنوان: عن الطبيعة البشرية، لصالح التلفزيون الهولندي عام 1971. وتركَّز النقاش بعد العرض على علاقة المؤسسات البحثية بالسلطة السياسية، واستقلالية البحث العلمي والنشاط الطلابي، وذلك في ضوء السؤال الإشكالي الذي وجه لتشومسكي، الذي ناهض التدخل الأمريكي في فيتنام، عن عمله في معهد ماساتشوستس للتقنية، والذي يقدِّم استشارات في مجال التسليح والحرب للحكومة الأمريكية. كما تطرَّق النقاش إلى الانخراط السياسي للمثقف وموقف فوكو من الماركسية وقناعات تشومسكي بالأناركية النقابية.