Next Page  140 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 140 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

139

ﺑﻘﻠﻢ: ﻣﺤﻤﺪ أرﻛﻮن/ ﺗﺮﺟﻤﺔ: ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ ﻓﺘﺢ اﻟﺪﻳﻦ

إن ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل ﻳﻐﺪو ﻣﻠﺤّﺎً ﻣﺘﻰ أﺧﺬﻧﺎ ﰲ اﻟﺤﺴﺒﺎن أن اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ لم ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ، إﱃ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن

اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠﺮي )اﻟﺤﺎدي ﻋﴩ اﳌﻴﻼدي(، وﺟﻮدٌ ﺣﻖﱞ ﻳﺴﱰﻋﻲ اﻻﻧﺘﺒﺎه؛ ﺑﻞ ﻛﺎن وﺟﻮدُﻫﺎ وﺟﻮداً

م( لم

1064)

ﻃﻔﻴﻔﺎً ﺳﻤﺘﻪ اﻟﻬﺸﺎﺷﺔ، وﻻ ﺳﻴّما ﰲ اﻷﻧﺪﻟﺲ. وﻻ ﻏﺮو؛ إذ ﻧﻼﺣﻆ ﻛﻴﻒ أن اﺑﻦ ﺣﺰم

ﻳﺬﻛﺮ ﰲ رﺳﺎﻟﺘﻪ ﺣﻮل ﺳﻤﻮّ اﻷﻧﺪﻟﺴﻴين أيّ اﺳﻢ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف أو ذاك، ﻛما أﻧﻪ اﻛﺘﻔﻰ ﰲ ﺑﺎب اﻟﻜﻼم

م( ﺣين ﻳُﻮرد

1070)

ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﱃ ﻣﺎ وَﺿﻌﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎت. وﻳﻌﻀﱢ ﺪ ﻫﺬه اﻟﺸﻬﺎدة ﺻﺎﻋﺪ اﻷﻧﺪﻟﴘ

أﺳماء ﻷﻋﻼمٍ ﰲ اﳌﻨﻄﻖ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت وﻋﻠﻢ اﻟﻔﻠﻚ، ﻣﻦ ﻏير أن ﻳُﺸير إﱃ أﻫﻞ اﻟﻄﺐ. وﻗﺪ ذﻛﺮ أن

م(، وﺗﻄﻮّر ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎن

886-852)

اﻻﻫﺘمام ﺑﻬﺬه اﳌﺒﺎﺣﺚ ﺑﺪأ ﰲ ﻋﻬﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ

-976)

م(، اﻟﺬي أﻧﺸﺄ ﻣﻜﺘﺒﺔً ﻏﻨﻴﺔً ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻗﺮﻃﺒﺔ. ﻏير أن ﺧﻠَﻔﻪ ﻫﺸﺎم

976-961)

اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺜﺎني

م( لم ﻳﻠﺒﺚْ أن أﻣَﺮ ﺑﺈﺣﺮاق ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘّﺼﻞ ﺑﻌﻠﻮم اﻷواﺋﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ وﻣﺼﻨّﻔﺎت، وﻋﲆ اﻷﺧﺺ

1009

ﻣﺎ ﺗﻌﻠّﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﳌﻨﻄﻖ واﻟﻔﻠﻚ. وإﻧّﻪ ﻷﻣﺮٌ ذو دﻻﻟﺔ أنّ ﻛﻞ أﻫﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎص، اﻟﺬﻳﻦ أﺷﺎر إﻟﻴﻬﻢ ﺻﺎﻋﺪ

اﻷﻧﺪﻟﴘ، اﺿﻄﺮوا إﱃ أن ﻳﻮﻟٍﻮا وﺟﻮﻫَﻬﻢ ﺟﻬﺔ اﻟﴩق ﻟﻴﴩﻋﻮا ﰲ اﻟﺘﻌﻠّﻢ واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ، أو ﻟﻴﻨﻬﻠﻮا ﻣﻦ

. وﻫﺬا اﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ، ﺑﺪوره، ﻳﺸﺪّد ﻋﲆ ﻣﺎ أﺻﺎب اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﻦ ﻫﻮانٍ واﻧﺤﻄﺎط ﰲ ﻣﺴﻘﻂ

2

اﳌﺼﺎدر

رأﺳﻪ. وﻟﻌﻞّ ﻛﻼﻣَﻪ ﻳﻨﻢﱡ ﻋﻦ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺪوﻧﻴﺔ ﻣﺄﻟﻮفٍ إزاء اﳌﴩق ﺣين ﻳﻘﻮل: إن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﳌُﺮاد ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ

ﻫﻲ »أﻧﺪر ﻣﻦ اﻟﻜﱪﻳﺖ اﻷﺣﻤﺮ )أي ﺣﺠﺮ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ(، وﻻ ﺳﻴّما ﰲ ﻫﺬه اﻟﺮﺑﻮع اﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ«

(، أو ﻋﻦ ﻣﺎ وﺿﻌﻪ

12

، أو ﺣين ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ »ﻛﺘﺐ أبي ﻧﴫ )اﻟﻔﺎرابي( اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻴﻨﺎ« )ص

3

(9

اﻟﻐﺰاﱄ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻣﺴﺘﻐﻠﻘﺔ ﻋﺼﻴﺔ ﻋﲆ اﻟﻔﻬﻢ، وﻫﻲ »ﻣﺆﻟﻔﺎت لم ﻳﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ إﱃ اﻷﻧﺪﻟﺲ أيّ ﻛﺘﺎب

(. وﺗﺮاه ﻳﺘﺤﴪﱠ ﻋﲆ ﻛﻮن »ذوي اﻟﻌﻘﻮل اﻟﻔﺬّة« ﰲ اﻷﻧﺪﻟﺲ إنمﺎ ﻛﺮﱠﺳﻮا

14

ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻠﻤﻨﺎ« )ص

ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﺮﻳﺎﺿﻴﺎت، ﺛﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ، »ولم ﻳﺘﺨﻄّﻮا ذﻟﻚ إﱃ ﻏيره«؛ ﻓﺎﻛﺘﺴﺎب ﻋﻠﻮم اﻵﻟﺔ »لم ﻳﻘﺪﻫﻢ إﱃ

اﻟﻜمال اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ... وأﺧيراً... إن أﻫﻞ زﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﺎ زاﻟﻮا ﰲ ﻃﻮر اﻟﻨﻤﻮ، ﻓﺈﻣﺎ أﻧﻬﻢ ﺗﻮﻗﱠﻔﻮا ﻋﻦ اﻟﺴير ﻗﺒﻞ

م( ورد

1139)

(. وﺣﺪه اﺑﻦ ﺑﺎﺟﺔ

12 ،11 ،10

ﺑﻠﻮغ اﻟﻜمال، وإﻣّﺎ أﻧّﻨﺎ ﻻ ﻧﺪرك ﻗﻴﻤﺘﻬﻢ اﻟﺤﻘّﺔ« )ص

ذِﻛﺮُﻩ ﺑين اﻟﻌﻘﻮل اﻟﺘﻲ ﺗﺄتىّ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻼﻣﺲَ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻛثر ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ، ﺑﻴﺪَ أن ﻣﺎ وُﺟِﺪ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻪ ﻫﻮ

ﰲ أﻛثره ﻏير ﻣﻜﺘﻤﻞ اﻟﺒﻨﻴﺎن، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺨﻠﻠﻪ اﻟﻨﻘﺺ ﰲ أﺟﺰاﺋﻪ اﻷﺧيرة... أﻣّﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ،

.(11

ﻓﻼ ﻳﻌﺪو ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﺨﻴﺼﺎت واﻟﻜﺘﻴ ﱢ ﺒﺎت اﻟﺘﻲ وُﺿِﻌﺖ ﻋﲆ ﻋﺠﻞ« )ص

ﻫﺬه اﻹﺷﺎرات اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻨﺒﺌﻨﺎ -ﻻ ﺷﻚّ- ﻋﻦ اﳌﻨﺎخ اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻈﺮوف اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﻮﺟّﺐ ﻋﲆ

اﻟﻘﺮﻳﺤﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ أن ﺗﺸﻖّ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺑين ﺷﻌﺎﺑﻬﺎ. ﻓﻔﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ اﻟﻬﺠﺮي )اﻟﺜﺎني ﻋﴩ اﳌﻴﻼدي(،

ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻜﺘﺐ واﳌﺼﺎدر ﺿﺌﻴﻠﺔ، ﻻ ﺗﺴﻤﻦ وﻻ ﺗﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻮع؛ إذ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﻀﻊ ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ

،(1224

ﻓﻘﻬﺎء اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ وﻋﻠماﺋﻬﺎ، ﻛما ﻳﺨﱪﻧﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﳌﺮاﻛﴚ، ﻣﺆرﱢ خ اﳌﻮﺣﱢ ﺪﻳﻦ )اﻟﺬي ﺗﻮﰲ ﺑﻌﺪ

- اﻧﻈﺮ: اﻷﻧﺪﻟﴘ، ﺻﺎﻋﺪ، ﻃﺒﻘﺎت اﻷﻣﻢ، ﺗﺮﺟﻤﺔ ر. ﺑﻼﺷير، )ﺑﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ(.

2

.1936 ،

- ﺗﺸير أرﻗﺎم اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﱃ اﻟﱰﺟﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺠﺰﻫﺎ ل. ﻏﻮﺗﻴﻴﻪ، اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺑيروت

3