Next Page  141 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 141 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

140

ﺗﻘﺪﻳﻢ اﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ

ﰲ إﺷﺎرة إﱃ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﺎرابي اﳌﻔﻘﻮدة، أو إﱃ ﻣﺼﻨّﻔﺎت اﻟﻐﺰاﱄ، ﻣﺬﻛﺮاً، ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، بمﺎ آل إﻟﻴﻪ

ﻣﺼﻨّﻒ )إﺣﻴﺎء ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ(، اﻟﺬي ﻳُﻌﺪﱡ ﻣﻦ أﻣّﻬﺎت اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺐ اﳌﻠﻘﱠﺐ ﺑﺤﺠّﺔ

م(،

1149

، أﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﻌﺮبي )ت

1100

اﻹﺳﻼم: ﻓﻘﺪ ﺟﻠﺐ اﻟﻜﺘﺎب إﱃ رﺑﻮع اﳌﻐﺮب واﻷﻧﺪﻟﺲ، ﻧﺤﻮ

ﻟﻜﻦ اﻟﻜﺘﺎب أُﺣﺮِق ﺑﺈﻳﻌﺎزٍ ﻣﻦ ﻏُﻼة اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ، أﻣﺜﺎل اﺑﻦ ﺣﻤﺪﻳﻦ ﰲ ﻗﺮﻃﺒﺔ. واﻗﻊ اﻷﻣﺮ أن ﻫﺬا

اﳌﺼﻨ ﱠﻒ ﺗﻀﻤﱠ ﻦ، ﰲ ﺟﺰﺋﻪ اﻷول اﳌﺨﺼّﺺ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻧﻘﺪاً ﻻذﻋﺎً ﻟﻠﻔﻘﻬﺎء، وﻫﻮ ﻧﻘﺪ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ

أن ﻳﻘﺾﱠ ﻣﻀﺠﻊَ ذوي اﻟﻨﻔﻮذ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ.

ﺻﺤﻴﺢ أنّ اﻟﻜﺘﺎب اﻷول ﻣﻦ اﻹﺣﻴﺎء اﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﴩﻋﻴﺔ ﻳﻨﻌﺖ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﻨﻌﻮت ﺣﺼﻴﻔﺔ ﻻ

يمﻜﻨﻬﺎ إﻻ أن ﺗﺰﻋﺞ أﻛثرﻫﻢ ﻧﻔﻮذاً. ﻧﻘﺮأ ﻓﻴﻪ، ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﻫﺬا اﳌﻘﻄﻊ اﳌﺴﺘﻔﺰ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﻷوﺿﺎع

ﰲ اﻟﻐﺮب اﻹﺳﻼﻣﻲ: »ﳌﺎ آﻟﺖ اﻟﺨﻼﻓﺔ إﱃ ﻗﻮمٍ اﺳﺘﻮﻟﻮا ﻋﲆ زﻣﺎم أﻣﺮِﻫﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻏير ﴍﻋﻲ، ودون أدنى

ﻗﺪرة ﻋﲆ ﻣمارﺳﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﺘﺎوى واﻷﺣﻜﺎم ﻣمارﺳﺔً ﻣﺴﺘﻘﻠﺔً، ﺻﺎر ﻣﻦ اﻟﻼزم اﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻔﻘﻬﺎء... وﻟﻮ

ﺳﺌﻞ ﻓﻘﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﻌﺎني ﺣﺘﻰ ﻋﻦ اﻹﺧﻼص ﻣﺜﻼً، أو ﻋﻦ اﻟﺘﻮﻛﻞ، أو ﻋﻦ وﺟﻪ اﻻﺣﱰاز ﻋﻦ

اﻟﺮﻳﺎء، ﻟﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ، ﻣﻊ أﻧﻪ ﻓﺮض ﻋﻴﻨﻪ اﻟﺬي ﰲ إﻫماﻟﻪ ﻫﻼﻛﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة، وﻟﻮ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻠﻌﺎن واﻟﻈﻬﺎر

واﻟﺴﺒﻖ واﻟﺮﻣﻲ ﻟﴪد ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺠﻠﺪات ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺮﻳﻌﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﴤ اﻟﺪﻫﻮر وﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﱃ ﳾء

ﻣﻨﻬﺎ...؛ ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻠﺪة ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺒﻴﺐ إﻻ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﺬﻣﺔ وﻻ ﻳﺠﻮز ﻗﺒﻮل ﺷﻬﺎدﺗﻬﻢ ﻓﻴما ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻃﺒﺎء

ﻣﻦ أﺣﻜﺎم اﻟﻔﻘﻪ، ﺛﻢ ﻻ ﻧﺮى أﺣﺪاً ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻪ، وﻳﺘﻬﺎﺗﺮون ﻋﲆ ﻋﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ ..ﻫﻞ ﻟﻬﺬا ﺳﺒﺐ إﻻ أن اﻟﻄﺐ

.

4

ﻟﻴﺲ ﻳﺘﻴﴪ اﻟﻮﺻﻮل ﺑﻪ إﱃ ﺗﻮﱄ اﻷوﻗﺎف واﻟﻮﺻﺎﻳﺎ وﺣﻴﺎزة ﻣﺎل اﻷﻳﺘﺎم«

ﻳﺤﺪّﺛﻨﺎ اﳌﺮاﻛﴚ بمﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﺣين ﻳﺼﻒ أﺣﻮال اﻟﻔﻘﻬﺎء ﰲ اﳌﺠﺘﻤﻌين اﳌﺮاﺑﻄﻲ واﳌﻮﺣﱢ ﺪي،

(، ﺑﻠﻎ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﺮﺗﺒﺔً ﴍﻳﻔﺔً لم

1142-1106 :

ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮل: »ﰲ زﻣﻨﻪ )ﻳﻘﺼﺪ زﻣﻦ ﻋﲇ ﺑﻦ ﺗﺎﺷﻔين

ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ بمﺜﻠِﻬﺎ ﻋﻬﺪٌ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻓﺘﺢ اﻷﻧﺪﻟﺲ... ﺣﻴﺚ اﻧﱪى أﺻﺤﺎب اﻟﻨﻔﻮذ ﻳﺘﻘﺮّﺑﻮن ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﺘﺰاﻳﺪت

ﺛﺮواﺗﻬﻢ، وﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻬﻢ... وﻣﺎ ﻛﺎن أﺣﺪٌ ﻟﻴﺪﻧُﻮَ ﻣﻦ أﻣير اﳌﺆﻣﻨين، وﻳﻨﺎلَ اﻟﺤﻈﻮة ﻟﺪﻳﻪ، ﻣﺎ لم

ﻳﻜﻦ ﻣُﻠِماًّ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻔﺮوع، أﻗﺼﺪ اﻟﻔﺮوع ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺬﻫﺐ اﳌﺎﻟكي... وﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﻢ اﻷﻣﺮ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺟﻌﻠﻬﻢ

ﻳﻨﺴﻮن اﻟﺮﺟﻮعَ إﱃ ﻛﺘﺎب اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ، وإﱃ ﺳﻨﺔ رﺳﻮﻟﻪ )ص(... وﺻﺎر أﻣﺮاً ﻣﺄﻟﻮﻓﺎً، وﻗﺘﺌﺬٍ، أن ﻳُﻨﻌَﺖ

ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻛﻞﱡ ﻣﻦ أﺑﺎن ﻋﻦ اﻫﺘمام ﺑﺎﻟﻜﻼم، وزرَع اﻟﻔﻘﻬﺎء ﰲ ذﻫﻦ اﻷﻣير وﻗﻠﺒِﻪ ﻣﻘﺖَ اﻟﻜﻼم، ورﺳﺨﻮا

ﻟﺪﻳﺔ ﻓﻜﺮة أن اﻟﺴﻠﻒ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺒﻐﻀﻮن ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ، وﻳﻨﻔﺮون ﻣِﻦ ﻛﻞ ﻣَﻦ ﻳُﺒْﺪي دراﻳﺔ بمﺴﺎﺋﻠﻪ، وأن

ﻫﺬا اﳌﺒﺤﺚ ﻻ ﻳﻌﺪو ﻛﻮﻧَﻪ ﺑﺪﻋﺔ ﰲ اﻟﺪﻳﻦ... )ﺟﻤﻠﺔ ﻏير واﺿﺤﺔ: ﻟﻴﺲ ثمﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ أﻓﻀﻞَ ﻣﻦ

ﻫﺬه كي ﻳﻈﻬﺮ اﳌﺮء ﺣﻤﻴ ﱠ ﺘﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ...(«.

- إﺣﻴﺎء ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ، اﻟﻜﺘﺎب اﻷول؛ وأﻳﻀﺎً ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى.

4