Next Page  231 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 231 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

230

ﰲ اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ، وإن ﺟﺪول ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﺨﻤﺲ ﻟﻠﻨﺺ اﻟﻘﺮآني، اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﺑﻖ درﺟﺎت

م(، ﺟﻴﻼً ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ، لم ﻳﻜﻦ ﻟﻴﻜﻮن

1111/

505

اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺨﻤﺲ، اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺪﻣﻪ اﻟﻐﺰاﱄ )ﺗﻮﰲ ﺳﻨﺔ

.

33

ﻟﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﻋﻨﺪ اﺑﻦ ﺣﺰم

ﻻ ﻳﻄﺒﻖ اﺑﻦ ﺣﺰم ﻫﺬه اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴﺔ ﻋﲆ اﳌﺼﺎدر اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺣﺪﻫﺎ؛ ﺑﻞ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﻛما ﻫﻲ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﴍع ﰲ ﻗﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ اﳌﻘﺪﺳﺔ اﻟﻴﻬﻮدﻳﺔ واﳌﺴﻴﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ أيّ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎرة.

وأن ﺗﻜﻮن اﻻﺳﺘﻌﺎرة أﺣﺪ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﺄوﻳﻞ اﳌﺴﻴﺤﻲ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻓﺈنّ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﺜﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﻫﺪﻓﻪ: ﻳﺄﺧﺬ

ﻣﻦ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻣﺼﺎدرﻫﻢ، ﻟﻜﻨّﻪ ﻻ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻨﺎﻫﺠﻬﻢ ﰲ ﻗﺮاءة ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎدر. ﻓﻠما ﻛﺎن اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻜﻮني ﻫﻮ

أداة اﻟﺤﻮار ﺑين اﻷدﻳﺎن وﴍﻃﻪ، ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﻧﺴﺐ ﻻﺑﻦ ﺣﺰم أن ﻳﻘﺒﻞ ﻗﻮاﻋﺪه اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﺾ أي تمﻴﻴﺰ

ﺑين ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﳌﻌﻨﻰ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺳﻴﻤﻨﺢ ذﻟﻚ ﺟﺪلَ ﺑﻦ ﺣﺰم ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻪ، ﻟﻜﻨّﻪ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﻴﻨﺘﺞ

ﻣﺤﺪودﻳﺘﻪ.

وﺳﻨﻜﺘﻔﻲ ﻫﻨﺎ بمﺜﺎل واﺣﺪ أﺧﺬﻧﺎه ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎل اﻟﺪاﺋﺮ ﺣﻮل اﻷﻧﺎﺟﻴﻞ. ﻳﻘﻮل اﳌﺴﻴﺢ ﰲ إﻧﺠﻴﻞ ﻣﺘﻰ

(: ﻳﺸﺒﻪ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴماوات ﺣﺒّﺔ ﺧﺮدل أﺧﺬﻫﺎ إﻧﺴﺎن وزرﻋﻬﺎ ﰲ ﺣﻘﻠﻪ. وﻫﻲ أﺻﻐﺮ

32-31 ،13)

ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺬور ﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ نمﺖ ﻓﻬﻲ أﻛﱪ اﻟﺒﻘﻮل، وﺗﺼير ﺷﺠﺮة، ﺣﺘﻰ أن ﻃﻴﻮر اﻟﺴماء ﺗﺄتي وﺗﺘﺂوى

ﰲ أﻏﺼﺎﻧﻬﺎ.

ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ، ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل، ﺑﺤﻜﺎﻳﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﻌﺪﻳﺪة اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﻹﻧﺠﻴﻞ: إﻧﻬﺎ

ﻗﺼﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻗﺼيرة ﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ أﺳﻤﻰ ﻫﻲ ﻣﻠﻜﻮت اﻟﺴماوات. إﻻ أن ﻫﺬا اﻟﻮﺻﻒ اﻷدبي

ﻻ ﻳﻬﻢ اﺑﻦ ﺣﺰم إﻃﻼﻗﺎً، ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻓﺾ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ﻳﻜﻮن رﺳﻮل ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﺑﻬﺬه

اﻟﺠﻤﻠﺔ: ﺣﺎﺷﺎ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم أن ﻳﻘﻮل ﻫﺬا اﻟﻜﻼم. ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺬل اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ ﻛﺎن ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺒﺸﺎرة

ﺑﺎﻟﻔﻼﺣﺔ. وﻗﺪ رأﻳﻨﺎ ﻧﺒﺎت اﻟﺨﺮدل، ورأﻳﻨﺎ ﻣﻦ رآه ﰲ اﻟﺒﻼد اﻟﺒﻌﻴﺪة، ﻓما رأﻳﻨﺎ ﻗﻂ وﻻ أﺧﱪﻧﺎ ﻣﻦ رأى

.

34

ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻨﻪ يمﻜﻦ أن ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻄير

ﻫﻜﺬا، إذاً، ﻛﺎن ﻣﺆﻟﻒ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﺠﻬﻞ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ، ﻓﺈﻧﻪ إذاً ﻟﻴﺲ رﺳﻮﻻً، وأﺣﺮى أن ﻳﻜﻮن

اﻟﻠﻪ ذاﺗﻪ! وإن ﺧﻄﺄ ﺑﻴّﻨﺎً ﻛﻬﺬا ﻟﻬﻮ ﺑﺮﻫﺎن ﻋﲆ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺬﻟﻚ اﳌﻘﻄﻊ أﺻﻞ اﻹﻟﻬﻲ. ﻓﺄن ﻳﺘﻜﻠﻢ

اﳌﺴﻴﺢ ﺑﴫاﺣﺔ ﻋﻦ اﻟﻼﻫﻮت أﻛثر ﻣﻨﻪ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﺒﺎت، أو أن ﺗﻜﻮن اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﺟﺰءاً ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣﻦ ﺑﻼﻏﺔ

اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ، ﻓﺘﻠﻚ وﻗﺎﺋﻊ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ: إن اﻹﻃﺎر اﻟﺘﺄوﻳﲇ اﻟﺬي ﺑﻨﺎه اﺑﻦ ﺣﺰم ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ

- اﻟﻐﺰاﱄ، ﻓﻴﺼﻞ اﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑين اﻹﺳﻼم واﻟﺰﻧﺪﻗﺔ.

33

.79

، ص

2

  - اﻟﻔﺼﻞ، ج

34

ﻣﺂزق اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ...اﻹﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ ﻻﺑﻦ ﺣﺰم اﻟﻘﺮﻃﺒﻲ