Next Page  228 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 228 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

227

وﻣﻦ أﻧﻜﺮ ﻫﺬا ]أن اﺛﻨين ﻓﺼﺎﻋﺪاً إذا ﻓﺮق ﺑﻴﻨﻬما لم ﻳﻜﻦ أﻟﺒﺘﺔ ﻣﻨﻬما أن ﻳﺘﻔﻘﺎ ﻋﲆ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺧﱪ

ﻛﺎذب ﻳﺘﻔﻘﺎن ﰲ ﻟﻔﻈﻪ وﻣﻌﻨﺎه[ ﻟﺰﻣﻪ أن ﻻ ﻳﺼﺪق ﺑﴚء ﻣﻦ اﻟﺒﻼد اﻟﻐﺎﺋﺒﺔ ﻋﻨﻪ، وﻻ ﺑﺎﳌﻠﻮك اﻟﺴﺎﻟﻔين،

.21

وﻻ ﺑﺎﻷﻧﺒﻴﺎء

ﺑﻞ ﻳﺬﻫﺐ اﺑﻦ ﺣﺰم أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل: وﻣﻦ أﻧﻜﺮ ﻣﺎ ﺗﻨﻘﻠﻪ اﻟﻜﺎﻓﺔ ﻟﺰﻣﻪ أن ﻻ ﻳﺼﺪق أﻧﻪ

.

22

ﻛﺎن ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﺣﺪ ﻗﺒﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﻛﻮن اﻟﻨﺎس إﻻ اﻟﺨﱪ

ﻣﻦ دون ﺷﻚ، ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻻﻫﺘمام ﺑﺎﻟﺸﻬﺎدة أﻣﺮاً ﻋﺪﻳﻢ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻌﺮف اﻟﺪور اﻟﺬي

ﺗﺆدﻳﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﰲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، وﻻﺳﻴما ﻋﻠﻮم اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ اﻟﺘﻴﻘﻦ ﻣﻦ

اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ إﺟﺮاءات اﳌﺼﺎدﻗﺔ ﻋﲆ اﻟﺸﻬﺎدات. وﻟﻴﺲ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً أن ﻳﻜﻮن اﳌﻌﺠﻢ

اﳌﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ذﻟﻚ )ﺧﱪ، إﺳﻨﺎد...( ﻣﺴﺘﻌﺎراً ﻣﻦ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻫﻜﺬا ﻳﺘﻮﺻﻞ اﺑﻦ ﺣﺰم إﱃ دﻣﺞ

اﳌﻌﻄﻰ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﰲ اﻹﻃﺎر اﻷرﺳﻄﻲ. وﻳﺴﺘﻨﺪ ﻫﺬا اﳌﻌﻄﻰ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﲆ اﳌﻌﺠﺰات اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ

ﻟﻪ أﺻﻠﻪ اﻹﻟﻬﻲ، ووﺻﻞ إﻟﻴﻨﺎ ﻋﱪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻀماﻧﺎت اﻟﻘﻄﻌﻴﺔ. وﻳﻄﺮح اﺑﻦ ﺣﺰم ﻋﲆ اﳌﺴﻠﻤين،

اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳَﻌﺪّون اﻟﻮﺣﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮار، اﻟﺴﺆال اﻵتي: وﻫﻜﺬا ﻧﺴﺄﻟﻬﻢ

ﰲ اﻟﱪاﻫين اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻋﲆ إﺛﺒﺎت اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وﰲ اﻟﻜﻮاف اﻟﻨﺎﻗﻠﺔ أﻋﻼم اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم، ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺮوا

ﺑﺎﻟﺤﻖ ﺑﺄن ﺣﺠﺞ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻇﻬﺮت وﺑﻬﺮت، واﺿﻄﺮت اﻟﻜﻔﺎر ﻛﻠﻬﻢ إﱃ ﺗﺼﺪﻳﻘﻬﺎ واﳌﻌﺮﻓﺔ

.

23

ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻖ، أو ﻳﻘﻮﻟﻮا إﻧﻪ لم ﺗﻘﻢ ﻟﻠﻪ ﺣﺠﺔ ﻋﲆ أﺣﺪ وﻻ ﺗﺒين ﻗﻂ ﻷﺣﺪ ﺗﻌين ﺻﺤﺔ ﻧﺒﻮة ﻣﺤﻤﺪ )ص(

ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﻌﺠﺰات اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻗﻴﻤﺔ إﺛﺒﺎﺗﻴﺔ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺪﺣﺾ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻣﻦ ﻋﺎﻳﻨﻬﺎ

ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﴍ؛ ﺑﻞ إن أوﻟﺌﻚ، اﻟﺬﻳﻦ اﻃﻠﻌﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺷﻬﺎدات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻋﲆ ﺣﺪوﺛﻬﺎ

دون ﺗﺸﺎور ﻣﺴﺒﻖ ﺑين اﻟﺸﻬﻮد، ﻣﻀﻄﺮون أﻳﻀﺎً إﱃ ﺗﻘﺒﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﺻﻞ اﻹﻟﻬﻲ ﻟﻠﻨﺒﻮة، وﻣﻦ ﺛﻢ

ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻘﻄﻌﻴﺔ ﻟﻠﺮﺳﺎﻟﺔ اﳌﻌﻠﻨﺔ. وﻋﻠﻴﻪ، إن ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺳﻼم ﺗﺸﻜﻞ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﺑﻦ ﺣﺰم،

ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺎﳌﻔﻬﻮم اﻷرﺳﻄﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ: أي ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻳﻘﻴﻨﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﲆ ﺑﺮﻫﻨﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ

ﻣﻦ ﻣﺴﻠمات ﺑﺪﻳﻬﻴﺔ. واﺳﺘﻨﺎداً إﱃ ﻫﺬا اﻟﻴﻘين، ﺳﻴﺘﻤﻜّﻦ ﻫﺬا اﳌﺘﻜﻠﻢ، ﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﱄ، اﻟﺬي درﺳﻪ

، ﻣﻦ ﺗﻔﻨﻴﺪ اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺸكي ﺑﴫاﻣﺔ: إن اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﻗﺎدر ﻋﲆ

24

ﺑيرﳌﺎن وﺗﺮﺟﻤﻪ إﱃ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ

ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎت ﻗﻄﻌﻴﺔ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ.

.252

، ص

5

  - اﻟﻔﺼﻞ، ج

21

.251

. ص

5

  - اﻟﻔﺼﻞ، ج

22

.249

، ص

5

-  اﻟﻔﺼﻞ، ج

23

24 - Perlmann, «Ibn

azm on the Equivalence of Proofs», p. 279-290.

.253-270

، ص

5

ﻳﻮﺟﺪ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل ﰲ ﻛﺘﺎب اﻟﻔﺼﻞ، ج

ﺑﻘﻠﻢ: أدرﻳﺎن ﻛﻮﻧﺪﻳﺎر / ﺗﺮﺟﻤﺔ: ﻫﺪى ﻛﺮيمﲇ