114
ﺗ ـﱰاوح ﻫ ـﺬه اﻟﻮرﻗ ـﺔ ﺑ ـين ﺑﻨﻴﺘ ـين ﺗﺄوﻳﻠﻴﺘ ـين اﺧﱰﻧ ـﺎ أن
ﻧﻌـﱪّ ﻋـﻦ أوﻻﻫـما ﻣـﻦ ﺧـﻼل نمﻮذﺟﻴّـﺔ ﻗﺼّـﺔ ﻳﻮﺳـﻒ، وﻋـﻦ
ﺛﺎﻧﻴﺘﻬـما ﻣـﻦ ﺧـﻼل نمﻮذﺟﻴّـﺔ ﻗﺼـﺔ اﻟﻜﻬـﻒ؛ ﻓﺴـﻮرة ﻳﻮﺳـﻒ
وﺳــﻮرة اﻟﻜﻬــﻒ ﻻ ﺗﺆﺧــﺬان ﻫﻨــﺎ ﺑﻮﺻﻔﻬــما ﺳــﻮرﺗين، وإنمّــﺎ
ﺑﻮﺻﻔﻬـما أنمﻮذﺟـين ﺿﻤـﻦ اﻟﱪاداﻳـﻢ اﻟﺘﺄوﻳـﲇ:
(figure)
- ﻓﺄﻣّـﺎ اﻷنمـﻮذج اﻷول ﻓﻴﻌﻄﻴـﻪ ﺗـﺪرّج ﺻـﻮرة
ﻳﻮﺳـﻒ اﻗﺘﻔـﺎءً ﻷﺛـﺮ ﻫـﻮ ﻣﻌﻨـﻰ ﻣﻌﻄـﻰ. ﻓﻜﺄنمّـﺎ ﺗﺮﻳـﺪ اﻟﻘﺼـﺔ
أن ﺗﻜ ـﻮن ﺗﺠﺮﺑ ـﺔ اﻟﺘﻘ ـﺎء بمﻌﻨ ـﻰ ﻣﻘ ـﺪّر ﻣ ـﻦ اﻟﺒﺪاﻳ ـﺔ، وﻫ ـﻮ
إني رأﻳـﺖ
اﳌﻌﻨـﻰ اﻟـﺬي ﺗﺸـير إﻟﻴـﻪ رﻣﺰﻳـﺎً ﺻﻴﻐـﺔ اﻟﺮّؤﻳـﺎ:
أﺣـﺪ ﻋـﴩ ﻛﻮﻛﺒـﺎً واﻟﺸّـﻤﺲ واﻟﻘﻤـﺮ رأﻳﺘﻬـﻢ ﱄ ﺳـﺎﺟﺪﻳﻦ
)اﻵﻳـﺔ(.
- وأﻣـﺎ اﻷنمـﻮذج اﻟﺜـﺎني ﻓﺘﻌﻄﻴـﻪ ﻻ ﻧﻬﺎﺋﻴّـﺔ اﳌﻌﻨـﻰ، اﻟﺘـﻲ
ﺗﻌـﱪّ ﻋﻨﻬـﺎ ﺻﻴﺎﻏـﺔ ﺧـﱪ اﻟﻜﻬـﻒ ﻧﺴـﻘﺎً ﻣـﻦ اﻹﻣﻜﺎﻧـﺎت ﻧـﻜﺎد
ﻻ ﻧﻘـﺮ إﺣﺪاﻫـﺎ ﺣﺘـﻰ ﺗﻌﻮّﺿﻬـﺎ إﻣﻜﺎﻧﻴـﺔ أﺧـﺮى ﺗﺮﺟﺊ اﻟﺤﺴـﻢ
ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬـﺎ. وﻟﻌـﻞّ ﺻﻴﻐـﺔ اﻹرﺟـﺎء ﺗﺘﺤـﻮل، ﰲ اﻟﻮﻗـﺖ ﻧﻔﺴـﻪ،
إﱃ ﻧــﻮعٍ ﻣــﻦ ﺻﻴﻐــﺔ اﻟﺮﺟــﺎء، اﻟــﺬي ﻳﺠــﺪ ﻋﺒﺎرﺗــﻪ ﰲ ﻫــﺬا
ﻗـﻞّ ربي أﻋﻠـﻢ ﺑﻌﺪﺗﻬـﻢ ﻣـﺎ
اﻻﺳـﺘﺪراك اﳌﺰاﻣـﻦ ﻟـﻜﻞّ إﻗـﺮار:
)اﻵﻳـﺔ(.
ﻳﻌﻠﻤﻬـﻢ إﻻ ﻗﻠﻴـﻞ . . .
»ﻳﻮﺳﻒ« و»اﻟﻜﻬﻒ« وﻗﺪرﻧﺎ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻲ
........................
@
ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮب
* ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻮﻧﺲ.
ﻣﻘﺎرﺑﺎت ﺗﺄوﻳﻠﻴﺔ
ﺻــﻮرة ﻳﻮﺳــﻒ ﻟﻴﺴــﺖ
ﺻــﻮرة اﻟﻔﺎﺟﻌــﺔ اﻟﺘــﻲ
ﻳﻜﺘﻨﻔﻬــﺎ ﻫﻠــﻊ اﻟﻼﻳﻘــين،
وﻟﻜﻨّﻬـﺎ ﺻـﻮرة اﻟﺤـﺰن )ﺣﺰن
ﻳﻌﻘـﻮب اﻟﻨﻤﻮذﺟـﻲ ﺧﺎﺻـﺔ(
ﻫــﺬا اﻟﺤــﺰن اﻟــﺬي ﻳﻌﻴــﺶ
ﻧﻔﺴــﻪ، وﻳﺨــﱪ زﻣﺎﻧﻴﺘــﻪ،
ﺣــﺰن ﻻ ﻳــﺄتي ﻣــﻦ ﻋــﺪم
اﻻﻃﻤﺌﻨـﺎن وإنمـﺎ ﻫـﻮ ﺣـﺰن
ﰲ ﻋــين اﻻﻃﻤﺌﻨــﺎن إﱃ أن
ﻣﺼــيره ﻣﻌــﺮوف.
”
“