مجلة تأويليات - العدد الأول

109 / 160

109 2018 . ﺷﺘﺎء1 اﻟﻌﺪد
اﻟﻔﻴﻠﺴـﻮف ﺑﻮﺻﻔـﻪ اﻟﺴـﺎﻫﺮ اﻷﺻﻴـﻞ ﻋـﲆ اﻟﻜﻴﻨﻮﻧـﺔ، وﳌـﺎ ﻛﺎﻧـﺖ اﻟﻜﻴﻨﻮﻧـﺔ ﺗﺴـﻜﻦ اﻟﻠﻐـﺔ، ﻓـﺈﱃ ﻫـﺬه اﻟﻠﻐـﺔ
ﺗﺘﻮﺟّـﻪ اﻟﻘـﺮاءة اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴـﺔ، إﱃ ﻛﻼﻣﻬـﺎ ﺗﻨـﴫف اﻟﻘـﺮاءة اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴـﺔ، اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﻛﻼم ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴـﻮف أو ذاك،
وﻫـﻮ ﻣـﺎ أﻗﺒـﻞ ﻋﻠﻴـﻪ ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ ﰲ ﻗـﺮاءة ﻟﻠـﻜﻼم اﻟﻜﺎﻧﻄـﻲ.
5
لم يمـﺾِ ﺣﻀـﻮر اﻟﻘـﺮاءة اﻟﻬﺎﻳﺪﻏﺮﻳـﺔ اﳌﺨﺼﺼﱠ ـﺔ ﻟﻜﺎﻧـﻂ ﻋـﲆ وﺗـيرة واﺣـﺪة، وﻻ وﻓـﻖ ﻣﺴـﺘﻮى واﺣـﺪ؛
ﻓﻔـﻲ داﺧـﻞ ﺗﻠـﻚ اﻟﻮﺗـيرة وذاك اﳌﺴـﺘﻮى ﻧﺠـﺪ ﺗﻨﻮﻳﻌـﺎت ﻗﺮاﺋﻴـﺔ ﺣﺘـﻰ ﻳﺒـﺪو أن ﻣﻼﻗـﺎة ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ اﻟﻘﺮاﺋﻴـﺔ
ﻟﺴـﻠﻔﻪ ﻛﺎﻧـﻂ ﻣﻀـﺖ ﰲ ﻃﺮﻳﻘـين:
ً ﻳُﺴﺘﺸـﻬﺪ: اﻟﻄﺮﻳـﻖ اﻟـﺬي ﺳـﻠﻜﺘﻪ ﻛﺘﺎﺑـﺎت ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ، ﺗﻠـﻚ اﻟﺘـﻲ ﻳﻈﻬـﺮ ﻓﻴﻬـﺎ ﻛﺎﻧـﻂ ﻓﻴﻠﺴـﻮﻓﺎاﻷول
ﺑــﻪ ﺿﻤــﻦ ﺗﺤﻠﻴــﻞ إﺷــﻜﺎﻟﻴﺔ أو ﻗﻀﻴــﺔ أو ﻣﺴــﺄﻟﺔ أو ﻣﻔﻬــﻮم ﻓﻠﺴــﻔﻲ ﻣــﺎ ﰲ ﺳــﻴﺎق ﻣﻌــينﱠ ، دﻓﺎﻋــﺎً أو
ﻗﺼﺪﻳ ﱠ ـﺔ ﻗﺒـﻮﻻً، أو ﰲ ﺳـﻴﺎق ﻣﻘﺎرﺑـﺔ ﺗﻬـﺪف إﱃ ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﻛﺎﻧـﻂ ﻣـﻊ ﻏـيره ﻣـﻦ اﻟﻔﻼﺳـﻔﺔ؛ ﺣﻴـﺚ ﻻ ﺗﻮﺟـﺪ
يمﻜـﻦ أن ﻳﻈﻬـﺮ ﻓﻴﻬـﺎ ﻛﺎﻧـﻂ أو ﻓﻠﺴـﻔﺘﻪ ﻣﺤـﻮرَ ﺑﺤـﺚ وﺗﻔﻜﱡـﺮ ﻣﺨﺼـﻮص. وﰲ ﻫـﺬا اﻻﺗﺠـﺎه، ﻣﺨﺼﻮﺻـﺔ
(. وﻇﻬـﺮت ﰲ 1976) (، ولم ﺗﺘﻮﻗﱠـﻒ إﻻ ﺑﻮﻓﺎﺗـﻪ ﻋـﺎم1912) ﺑـﺪأت ﻛﺘﺎﺑـﺎت ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ ﻋـﻦ ﻛﺎﻧـﻂ ﻣﻨـﺬ ﻋـﺎم
ﻫـﺬا اﻻﺗﺠـﺎه ﻣﻘـﺎﻻت ﻛﺘﺒﻬـﺎ ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ، وﻣﺤـﺎﴐات ﺟﺎﻣﻌﻴـﺔ ﻛﺎن ﻗـﺪ أﻟﻘﺎﻫـﺎ ﻫﻨـﺎ أو ﻫﻨـﺎك، وﻣـﻦ ﺛـﻢّ
ﺑﺤـﻮث ودراﺳـﺎت ﻋـﺪّة، وﺻـﻮﻻً إﱃ اﻟﻜﺘـﺐ اﻟﻘﺎئمـﺔ ﺑﺮأﺳـﻬﺎ ﺗﻠـﻚ اﻟﺘـﻲ ﻛﺎن ﻟﻜﺎﻧـﻂ ﻓﻴﻬـﺎ ﺣﻀـﻮره اﻟﻮاﺿـﺢ
ﰲ ﻛﻴﻨﻮﻧـﺔ اﻟﻘـﺮاءة اﻟﻬﺎﻳﺪﻏﺮﻳـﺔ، ﻣـﻦ دون أن ﻳﻜـﻮن ﻛﻼم ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴـﻮف ﻣﻘـﺮوءاً ﻋـﲆ ﻧﺤـﻮ ﻣﺮﻛـﺰيّ إنْ
ﺻـﺢ اﻟﺘﻌﺒـير.
؛ﺑـﺆري: اﻟﻄﺮﻳـﻖ اﻟـﺬي ﺳـﻠﻜﺘﻪ ﻣﺤـﺎﴐات وﻛﺘـﺐ وﻣﻘـﺎﻻت ﻟﻬﺎﻳﺪﻏـﺮ ﻋـﻦ ﻛﺎﻧـﻂ ﻋـﲆ ﻧﺤـﻮ اﻟﺜـﺎني
ً أﻣـﺎم اﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ واﳌﻌﺎﻳﻨـﺔ. ﻟﻘـﺪ ﺑـﺪأ ذﻟـﻚ ﻣﻨـﺬ ﺗﺘﺸـﻌّﺐ ﻣﺮﻛﺰﻳـﺎﺣﻴـﺚ ﻛﺎن ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴـﻮف ﻣﻮﺿﻮﻋـﺔ
ﻛﺎﻧــﻂ وﻣﺸــﻜﻠﺔ (، اﻟﺘــﻲ ﺗﺠﻠﱠــﺖ ﺗﺎﻟﻴــﺎً ﰲ ﻛﺘﺎﺑــﻪ ) 1926/1925) ﻣﺤﺎﴐاﺗــﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴــﺔ ﻟﻠﻔﺼــﻞ اﻟــﺪراﳼ
ﺗﻔﺴـير ( ﻋـﻦ اﻫﺘماﻣـﻪ ﺑﺈﻳﺠﺎد 1928/1927) ، وﻣـﻦ ﺛـﻢّ ﻣﺤﺎﴐاﺗـﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴـﺔ ﻟﻠﻔﺼـﻞ اﻟـﺪراﳼاﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘـﺎ(
وﻣ ـﻦ ﺛ َـﻢﱠ ﻣﺤﺎﴐاﺗ ـﻪ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴ ـﺔ ﻟﻠﻌ ـﺎم اﻟ ـﺪراﳼ ﻓﻴﻨﻮﻣﻴﻨﻮﻟﻮﺟ ـﻲ ﻟﻜﺘ ـﺎب ﻛﺎﻧ ـﻂ )ﻧﻘ ـﺪ اﻟﻌﻘ ـﻞ اﳌﺤ ـﺾ(،
ﻣـﺎ ﻫـﻮ اﻟـﴚء. ﻧﻈﺮﻳـﺔ اﳌﺒـﺎدئ اﻟﱰﻧﺴـﻨﺪﻧﺘﺎﻟﻴﺔ أو أواﻷﺳـﺌﻠﺔ اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻟﻠﻤﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘـﺎ ( ﻋـﻦ 1936/1935)
(، اﻟﺘـﻲ 1961) ﻟﻌـﺎمأﻃﺮوﺣـﺔ ﻛﺎﻧـﻂ ﺣـﻮل اﻟﻜﻴﻨﻮﻧـﺔ؟ وﺻـﻮﻻً إﱃ دراﺳـﺘﻪ اﻟﺼﻐـيرة اﳌﺠـﺎوزة ﻋﻨـﺪ ﻛﺎﻧـﻂ
.(1962) ، اﻟـﺬي ﺻـﺪر ﰲ ﻋـﺎمﻋﻼﻣـﺎت اﻟﻄﺮﻳـﻖ(ﻧﴩﻫـﺎ ﺑﻌـﺪ ﻋـﺎم ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ )
( ﺑﻘـﺎء اﻟﺘـﻼزم 1) :وﻫـﺬا ﻳﻌﻨـﻲ أنّ اﳌﻼﻗـﺎة اﻟﻬﺎﻳﺪﻏﺮﻳـﺔ ﻟﻜﺎﻧـﻂ ﻋﺎﻣـﺔً ﺳـﺎرت ﰲ اﻻﺗﺠﺎﻫـﺎت اﻵﺗﻴـﺔ
(2) .ﺑـين ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ وﻛﺎﻧـﻂ ﻣﺴـﺘﻤﺮاً ﻟﻌﻘـﻮد ﻃﻮﻳﻠـﺔ ﻋـﲆ اﻟﺼﻌﻴـﺪ اﻟﻘـﺮائي ﰲ ﻣﺴـﺘﻮﻳﻴﻪ اﻟﻜﻤـﻲ واﻟﻜﻴﻔـﻲ
( ﻓـﱰة ﻣُﻨﺘﺠـﺔ ﻋـﲆ اﻟﺼﻌﻴﺪﻳـﻦ أﻋـﻼه؛ ﺣﻴـﺚ ﻇﻬـﺮ 1962) ( ﺣﺘـﻰ ﻋـﺎم1912) ﻛﺎﻧـﺖ اﻟﻔـﱰة ﻣـﻦ ﻋـﺎم
( ﺷـﻬﺪت اﻟﻔ ـﱰة ﻣ ـﻦ ﻋ ـﺎم 3) .ًﻛﺎﻧ ـﻂ ﻣﻮﺿـﻮع ﻋﻨﺎﻳ ـﺔ ﰲ ﻣﺤـﺎﴐات وﻣﻘ ـﺎﻻت ودراﺳـﺎت وﻛﺘ ـﺐ ﺗﺒﺎﻋ ـﺎ
رﺳﻮل ﻣﺤﻤﱠ ﺪ رﺳﻮل