8
ﻧﺤــﻮ أدقّ، إﺷــﻜﺎﻟﻴّﺔ ﺗﻜــﻮّن اﳌﻮﺿــﻮع ﺿﻤــﻦ ﺻﻴﺎﻏــﺔ
ﺟﺪﻳــﺪة ﻧﺰﻋــﺖ ﻋــﻦ اﻟﻨّــﺺ اﻟﺪّﻳﻨــﻲ ﻣﺮﻛﺰﻳﺘــﻪ، ووﻟــﺪت
اﻟﺤﺎﺟــﺔ إﱃ ﺗﻮﺳــﻴﻊ ﻣﻔﺎﻫﻴــﻢ اﻟﺘﺄوﻳــﻞ واﻟﻔﻬــﻢ واﳌﻨﻬــﺞ إﱃ
ﴐوب ﺟﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ اﳌﻮﺿـﻮع ﻫـﻲ ﺧﺎﺻـﺔً اﻟﻨّﺼـﻮص اﻟﻘﺎرﺋـﺔ
ﻟﻠﻨّــﺺ اﻟﺪّﻳﻨــﻲ؛ وﻳﻌﻨــﻲ ذﻟــﻚ ﺧﺎﺻّــﺔً أنّ اﻟﺘّﺄوﻳــﻞ لم ﻳﻌــﺪ
ﻣﺘﻌﻠّﻘــﺎً ﺑﺎﻟﻘــﺮآن أو ﺑﺎﻟﺤﺪﻳــﺚ ﻓﺤﺴــﺐ؛ ﺑــﻞ ﺑــﺎت، ﻛﺬﻟــﻚ،
ﻣﺘﻌﻠّﻘـﺎً ﺑﴩوﺣﻬـما؛ أي ﺑﺎﻟﻨﺼـﻮص اﻟﺘـﻲ ﺗﺴـﺘﻌﻴﺪﻫما، وﺗﻌﻴـﺪ
ﺑﻨﺎءﻫــما. وﻳﻨﺘــﺞ ﻋــﻦ ﻫــﺬا اﻟﻮﺿــﻊ اﻟﺠﺪﻳــﺪ أنّ اﻟﺴّــﺆال لم
ﻳﻌـﺪ ﻳﺘﻌﻠّـﻖ ﺑﻄﻠـﺐ اﻟﺤﻘﻴﻘـﺔ ﻣـﻦ وراء اﻟﻨّـﺺ اﻟﺪﻳﻨـﻲ اﳌـﺆول
ﻓﺤﺴـﺐ، ﺑـﻞ ﺑـﺎت، ﻛﺬﻟـﻚ، ﻣﺘﻌﻠّﻘـﺎً ﺑﻔﻬـﻢ اﻟﻔﻬـﻢ؛ أي ﺑﻔﻬـﻢ
آﻟﻴـﺔ ﺑﻨـﺎء اﻟﻔﻬـﻢ اﻟـﺬي ﺻﻴـﻎ ﻋـﻦ اﻟﻨـﺺ اﻷﺻـﲇ. وﻫﻜـﺬا لم
ﻳﻌ ـﺪ اﻟﺴـﺆال ﻳﺴـﺘﻔﻬﻢ ﻣﻘﺼـﻮد اﻟﻨ ـﺺ ﻓﺤﺴـﺐ، ﺑ ـﻞ ﺑ ـﺎت:
ﻛﻴ ـﻒ يمﻜﻨﻨ ـﺎ أن ﻧﻔﻬ ـﻢ ﻓﻬ ـﻢ ﻣﻘﺼـﻮد اﻟﻨ ـﺺ؟
- وﻟﻌــﻞّ ﺟﻮﻫــﺮ اﻷﻣــﺮ ﰲ ﻫــﺬا اﻟﻮﺿــﻊ اﻟﺠﺪﻳــﺪ ﻫــﻮ
ﻣــﺎ ﺑــﺎت ﻳﺘﻤﺜّــﻞ ﻓﻴــﻪ ﻣــﻦ وﻗــﻮف اﻟﺪّارﺳــين ﻋﻨــﺪ ﺣــﺪود
اﻟﺪﻋـﻮة إﱃ ﺗﺠﺪﻳـﺪ اﳌﻨﺎﻫـﺞ ﻣـﻦ ﺧـﻼل اﻟﺪّﻋـﻮة إﱃ اﻻﺳـﺘﻌﺎﻧﺔ
ﻋ ـﲆ ﻗ ـﺮاءة اﻟﻨّﺼـﻮص، وﻻﺳ ـﻴما اﻟﻨّﺼـﻮص اﻟﺪّﻳﻨﻴ ـﺔ، بمﻨﺎﻫ ـﺞ
اﻟﻌﻠ ـﻮم اﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ وﻣﻜﺘﺴـﺒﺎﺗﻬﺎ، وبم ـﺎ ﻓﺘﺤﺘ ـﻪ ﻣ ـﻦ اﳌﻌ ـﺎرف،
ﺑﺤﻮث وﻣﻘﺎﻻت
أرﻳــﺪُ، إذاً، أن أﺧــﱰق ﺣُﺠــﺐ
(singularités)
اﻟﻔــــﺮادات
اﻟﱪادايمﻴـﺔ اﻟﻔـﺎرز ﺑﻌﻀﻬـﺎ ﻋـﻦ
ﺑﻌـﺾ، ﻷﺗﺤـﺪّث ﻋـﻦ ﺑﺮاداﻳـﻢ
اﻟﱪادايمـﺎت: ﻓﻠﻌـﻞّ إدراك ﻫـﺬا
»اﻟﺮّﺣــﻢ« اﻟﱪادايمــﻲ يمﻜّــﻦ
ﺑﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ اﻟﺘّﺤﻘـﻖ ﻣـماّ
إذا ﻛﺎن ﻫــﺬا اﻟﺮّﺣــﻢ، ﻛﻜﻞّ
ﺧـﺰّان إﻣـﻜﺎن، ﻗـﺪ أﻃﻠـﻖ، ﻗـﺪ
وﺿـﻊ، ﰲ أرض أﺧـﺮى، ﺳـﻼﻟﺔ
أﺧــﺮى ﻣــﻦ اﻟﱪادايمــﺎت.
”
“
ﻓﻲﺷﺮوط اﻟﺘﺠﺪّد اﻟﺘﺄوﻳﻠﻲ
........................
@
ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮب
* ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻮﻧﺲ.