مجلة ألباب - العدد الثاني عشر

اﻟﻌﺪد

(12)

126

ﻳﺘﻌﻘﺐ أﻏﺎﻣﺒين ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﲆ ﻓﺌﺎت اﻟﻘﻤﻊ واﻻﺳﺘﻨﺴﺎخ واﻻﺧﺘﺰال، دون أﺧﺬ

اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻌﻼﺋﻘﻴ ﱠ ﺔ واﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳ ﱠ ﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴ ﱠ ﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر. وﺑﺬﻟﻚ، إﻧﱠﻬﺎ ﻻ ﺗﺰال داﺧﻞ أﻓﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن.

ﻳﺪﻳﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ أﻏﺎﻣﺒين ﻟﻜﺎرل ﺷﻤﻴﺚ أﻛثر ﻣﻦ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﻮﻛﻮ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﺷﻤﻴﺚ إنﱠ اﻟﺴﻴﺎدة واﺿﺤﺔ ﻋﻨﺪ

اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﺑﺸﺄن ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء، ﰲ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن؛ ﰲ ﺣين أنﱠ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴّﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ وﺟﻨﺒﺎً

إﱃ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ أو ﺿﺪّ اﻵﻟﻴّﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﱠ ﺔ، ﻫﻲ أﻛثر أﻫﻤﻴ ﱠ ﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻓﻮﻛﻮ. وﺑﻴﻨما ﻳﺮﻛّﺰ اﻷوﱠ ل ﻋﲆ ﻛﻴﻔﻴ ﱠ ﺔ

وﻗﻒ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺎﻋﺪة، ﻳﺮﻛّﺰ اﻷﺧير ﻋﲆ إﻧﺘﺎج اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴ ﱠ ﺔ. ﻳﺄﺧﺬ ﺷﻤﻴﺚ اﻟﺴﻴﺎدة ذاﺗﻬﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻧﻘﻄﺔَ

اﻧﻄﻼق، وﺗﻌﻨﻲ، ﻟﻔﻮﻛﻮ، ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴّﺎت اﻻﺟﺘماﻋﻴ ﱠ ﺔ اﳌﻌﻘﱠﺪة، اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛّﺰ اﻟﻘﻮى داﺧﻞ

اﻟﺠﺴﻢ اﻻﺟﺘماﻋﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻌﻄﻲ اﻻﻧﻄﺒﺎع ﺑﺄنﱠ ﻫﻨﺎك ﻣﺮﻛﺰاً ﻣﺴﺘﻘﻼً أو ﻣﺼﺪراً ﺳﻴﺎدﻳّﺎً ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ.

اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﺤﻴﺎة:

ﻳﺮى أﻏﺎﻣﺒين أنﱠ ﺟﺪﱠ ة اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أنﱠ »اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻲ

ﻋﻠﻴﻪ، وﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ﱠ ﺔ، ﻫﻲ ﻣﻌﻄﻰ ﺳﻴﺎﳼ، واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ، وﺑﺼﻮرة ﺗﻠﻘﺎﺋﻴ ﱠ ﺔ، ﻫﻲ

. ﻛﺎن اﻻﻧﺸﻐﺎل ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة ﰲ اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ اﻟﺴﻴﺎﳼ ﻟﻠﻨﺎزﻳين ﻧﻀﺎﻻً ﺿﺪّ اﻟﻌﺪو ﰲ اﻟﻮﻗﺖ

ﻣﻌﻄﻰ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ«

ﻧﻔﺴﻪ، ﰲ ﺣين أنﱠ ﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎﺑﺎً ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻠﻘﻮل إﻧﱠﻨﺎ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﴐ ﻋﲆ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮة واﺣﺪة أﺧﺮى

ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻧﺤﻮ ﺗﺴﻴﻴﺲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، إﻻ أنﱠ ﻫﻨﺎك اﺛﻨﺘين ﻋﲆ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺸﻞ

ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎول ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ ﰲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ.

أوﻻً: ﻻ ﻳﺄﺧﺬ أﻏﺎﻣﺒين ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أﻧﱠﻪ تمﱠﺖ زﺣﺰﺣﺔ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺴﻴﺎدة؛ إذ ﺑﻴﻨما ﻧُﻔّﺬت اﻟﺘﺪﺧﻼت

اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ ﱠ ﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ ﰲ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺤﺴين اﻟﻨﺴﻞ، ﰲ اﻟﻨﺼﻒ اﻷوﱠ ل ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﴩﻳﻦ، ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺲ

ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﲆ ﺻﺤﱠ ﺔ اﻟﺴﻜﺎن، أو اﻟﺘﻄﻬير اﻟﻌﺮﻗﻲ، أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ،

اﻟﻴﻮم، أﻛثر وأﻛثر ﻣﺴﺆوﻟﻴ ﱠ ﺔ اﻷﻓﺮاد ذوي اﻟﺴﻴﺎدة. وﺳﻮاء ﻛﺎن ﻫﺆﻻء ﻣﺮﴇ ﻣﺴﺘﻘﻠين، أو ﻣﺴﺘﻬﻠﻜين

ﻧﺸﻄﺎء، أو آﺑﺎء ﻣﺴﺆوﻟين، ﻓﺈﻧﱠﻬﻢ ﻳﺤﺪّدون ﺧﻴﺎراﺗﻬﻢ اﻟﻄﺒﻴ ﱠ ﺔ أو اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴ ﱠ ﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ. اﻟﻴﻮم، ﻟﻴﺴﺖ

اﻟﺪوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈّﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪﺧﻼت اﳌﺒﺎﴍة واﻟﻘﻴﻮد؛ ﻷنﱠ اﻟﻘﺪرة واﻟﻜﻔﺎءة واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات

ﺗﻨﺴﺐ، ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ، إﱃ ﻗﺮار ﻓﺮدي ﻳﺘّﺨﺬه اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺴﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪ »ﺧﻴﺎرات ﻣﺪروﺳﺔ« ﺑﻌﻴﺪاً

ﻋﻦ اﻻﺳﺘﺒﺪاد اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﻄﺐّ اﻷﺑﻮيّ.

لم ﺗﻌﺪ اﻟﻘﺮارات ﺑﺸﺄن اﻟﺤﻴﺎة واﳌﻮت ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﱠ ﺔ واﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴ ﱠ ﺔ، وﻟﻜﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ

. ﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﺗﺤﻠﻴﻞ أﻏﺎﻣﺒين ﺑﻘﻮّة ﺣﻮل

»اﻟﻴﺪ اﻟﺨﻔﻴﺔ« اﻟﺘﻲ تمﺜﻞ ﺧﻴﺎرات وﻣمارﺳﺎت اﻷﻓﺮاد اﻟﺴﻴﺎدﻳ ﱠ ﺔ

.148

ـ اﳌﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ، ص

70 - Lemke, Thomas, 2002, “Genetic Testing, Eugenics, and Risk”, in: Critical Public Health, 12. Jg. Nr. 3, 2002,

اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ وﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﻮت ﺑين ﻓﻮﻛﻮ وأﻏﺎﻣﺒين