مجلة ألباب - العدد الثاني عشر

123 / 242

اﻟﻌﺪد
(12) 122
)بمﻌﻨﻰ ﻣﻌينّ وﻟﻜﻨ ﱠ ﻪ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ(. ﻳﻔﱰض أﻏﺎﻣﺒين 47ﻳُﻘﺎل إنﱠ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻮاﻃﻨين »ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﻮ اﻟﺪم«
.48أنﱠ اﻟﺤﺪود، اﻟﺘﻲ ﻓﺼﻠﺖ اﻷﻓﺮاد أو اﻟﻔﺌﺎت اﻻﺟﺘماﻋﻴّﺔ ذات ﻣﺮّة، ﻫﻲ اﻵن داﺧﻞ اﻟﺠﺴﻢ اﻟﻔﺮدي
ﻟﻘﺪ ﺗﺤﺮّك اﻟﺨﻂّ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑين اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺴﻴﺎﳼ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎرﻳﺔ »إﱃ داﺧﻞ ﺣﻴﺎة ﻛﻞّ إﻧﺴﺎن وﻛﻞّ
ﻣﻮاﻃﻦ. اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎرﻳﺔ لم ﺗﻌﺪ ﻣﺤﺼﻮرة بمﻜﺎن ﻣﻌينّ، أو ﻓﺌﺔ ﻣﺤﺪﱠ دة. إﻧﱠﻬﺎ ﺗﺴﻜﻦ اﻵن ﰲ اﻟﺠﺴﻢ
.49اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻟﻜﻞّ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ«
وﻟﻸﺳﻒ، ﻳﱰك أﻏﺎﻣﺒين ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻴﺎﺗﻴّﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ؛ ﻓﺄﻃﺮوﺣﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة
واﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﺗﺘﻤﻴّﺰ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﻌﻴين، وﺗﻔﺘﻘﺪ اﻟﺘماﻳﺰ اﻟﻨﻈﺮي، أو يمﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل ﺑﻮﺿﻮح: إﻧﱠﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن
ﻛﻞّ اﻟﻨﺎس ﻣﺴﺘﺒﺎﺣﻲ اﻟﺪم، ﻓﺈﻧﱠﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺟﺪاً. ﻳﺤﺪّد أﻏﺎﻣﺒين ﺣﺠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮل إنﱠ اﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﺧﺘﺰال إﱃ وﺿﻊ »اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎرﻳﺔ«، دون ﺗﻮﺿﻴﺢ آﻟﻴّﺔ اﻟﺘماﻳﺰ ﺑين اﻟﻘﻴﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎة.
وﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻏير اﻟﻮاﺿﺢ، ﺑﺘﺎﺗﺎً، إﱃ أيّ ﻣﺪى، وﺑﺄﻳّﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ، ﻳﺸﺎرك ﻣﻦ ﻫﻮ ﰲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﰲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ
ﻣﺼير اﻟﺴﺠﻨﺎء ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻻﻋﺘﻘﺎل. وﻫﻞ ﻃﺎﻟﺒﻮ اﻟﻠﺠﻮء ﰲ اﻟﺴﺠﻮن ﰲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎرﻳﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ
ذاﺗﻬﺎ، واﳌﻌﻨﻰ ذاﺗﻪ، ﻛما ﰲ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻟﻨﺎزﻳ ﱠ ﺔ؟ إنﱠ اﻣﺘﻴﺎزات أﻏﺎﻣﺒين ﻫﻲ ﻣﴪﺣﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ
ﺑﺸﻜﻞ ﻏير 50ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻟﺮﺻين؛ ﻷﻧﱠﻪ ﻳﺮى أنﱠ ﺷﺨﺼﺎً ﻗُﺘﻞ ﻋﲆ اﻟﻄﺮق اﻟﴪﻳﻌﺔ ﻣﻬﺪور اﻟﺪم
ﻣﺒﺎﴍ. إنﱠ اﻻﻓﺘﻘﺎر إﱃ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻟﻴﺲ ﺧﻄﺄ ﻏير ﻣﻘﺼﻮد ﰲ ﺣﺠﺞ أﻏﺎﻣﺒين، ﻟﻜﻨ ﱠ ﻪ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ
اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﳌﺮﻛﺰﻳّﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻴﺎﺗﻴّﺔ اﳌﻌﺎﴏة.
ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻻﻟﺘﺒﺎس أو اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻴﺎﳼ اﻟﺤﻴﺎتي:
ﴍﺣﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً أنﱠ اﳌﻔﺎرﻗﺔ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ أﻏﺎﻣﺒين، ﻛما ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻛﺎرل ﺷﻤﻴﺚ اﻟﺬي ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ
أﻏﺎﻣﺒين ﻛﺜيراً، ﺗﻜﻤﻦ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ أنﱠ رأس اﻟﺴﻴﺎدة، ﺑﻮﺻﻔﻪ يمﺘﻠﻚ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴّﺔ ﻟﻴﻘﺮّر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮني ﻳﺠﺐ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ، ﻳﻀﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎرج اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﺗﺨﻀﻊ ﺣﺪود
.51اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮني ﻟﻬﻴﻜﻠﻴّﺔ ﻫﺬه اﳌﻔﺎرﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﻖ اﻟﻄﻮﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺨﺎﺻﱠ ﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﻫﻴﻜﻞ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء
وﻳﻨﻘﻞ أﻏﺎﻣﺒين اﻻﻗﺘﺒﺎس اﳌﻌﺮوف ﺟﺪاً ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن اﳌﺴﺘﺒﺎح ﻣﻦ )اﻟﻼﻫﻮت اﻟﺴﻴﺎﳼ(، ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺐ
.111 ـ اﳌﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ، ص47
ـ وﻷﻧﱠﻪ ﻳﺘﻢّ ﺗﻀﻤين اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎرﻳﺔ ﰲ اﻟﺪيمﻘﺮاﻃﻴّﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴّﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺨﻔﻴّﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴّﺔ، وﻋﲆ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ ﻻ يمﻜﻦ أن ﺗﺮﺳﻢ 48
ﺣﺪودﻫﺎ، ﻓﺈنﱠ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﻫﺪاف ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻺﻗﺼﺎء ﻋﲆ أﺳﺎس اﻟﻌﺮق واﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘماﻋﻲ؛ اﻷﻣﻮات اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺠﺪد. ﰲ أﻳﺎﻣﻨﺎ،
ﻫﺬه اﻷﻫﺪاف ﺗﺘﻜﺎﺛﺮ ﺑﴪﻋﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ، وﺗﺘﺴﻠﻞ اﻷﺟﺴﺎد وﺻﻮﻻً إﱃ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺨﻠﻴﻮي: ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌين واﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻏير اﻟﴩﻋﻴين، واﻟﺴﺠﻨﺎء
اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮون ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ اﻹﻋﺪام، وﻣﻦ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ ﻟﺤماﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺤﺎر، وﻣﻦ اﳌﺮﴇ اﳌﺼﺎﺑين ﺑﻐﻴﺒﻮﺑﺔ، وزارﻋﻲ اﻷﻋﻀﺎء
واﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺠﺬﻋﻴّﺔ اﻟﺠﻨﻴﻨﻴّﺔ.
.140 - اﳌﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ، ص49
.114 - اﳌﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ، ص50
.15 - اﳌﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ، ص51
اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺤﻴﺎﺗﻴ ﱠ ﺔ وﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﻮت ﺑين ﻓﻮﻛﻮ وأﻏﺎﻣﺒين