Next Page  215 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 215 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

214

ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺎﻗﻀﺎً ﻟﻠﺠﺰء )ﻫﺬا اﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺬي نمﺘﻠﻜﻪ؛ أي ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ( دون

أن ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺎﻗﻀﺎً ﻟﻠﻜﻞ )اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻜﲇ اﻟﺬي ﻫﻮ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻛﻞّ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﳌﻨﻴﻌﺔ(. ﻓﻌﻘﻠﻨﺎ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ

ﻋﻦ ﻋﻘﻞ اﻟﻠﻪ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ؛ ﺑﻞ ﰲ اﻟﺪرﺟﺔ، »ﻣﺜﻠما ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻗﻄﺮة ﻣﺎء ﻋﻦ اﳌﺤﻴﻂ، أو ﻛما ﻳﺨﺘﻠﻒ

.

50

اﳌﺘﻨﺎﻫﻲ ﻋﻦ اﻟﻼﻣﺘﻨﺎﻫﻲ«

وأﺧيراً، إن ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﻳﻌﺎرض اﻟﻐﻤﻮض اﳌﻔﺘﻌﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﺪ إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻳﻞ ﰲ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑين ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻮق

اﻟﻌﻘﻞ وﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺪ اﻟﻌﻘﻞ. ﻓﺎﻟﻌﻘﻞ اﳌﻘﺼﻮد إنمﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﴩي، وﻣﺎ ﻳﻌﺠﺰ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻦ ﻓﻬﻤﻪ

)أي اﻷﴎار( ﻳﺘﺠﺎوزه، وﻫﻮ، ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎً ﻟﻪ، وﻟﻴﺲ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎً ﻟﺤﻘﺎﺋﻘﻪ وﻣﺒﺎدﺋﻪ.

ﻫﻨﺎ، أﻳﻀﺎً، ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻣﻔﱰﺿﺔ أو ﻣُﺆَﻣَﻠﺔ، إﻧّﻬﺎ ﻣﺜﺒﺘﺔ وﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ واﺛﻘﺔ.

وﳌﻌﺎﻳﻨﺔ ذﻟﻚ، ﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ ﺗﻔﺴير اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﺗﻔﺴيراً ﻛﺎﻣﻼً ﻳﺬﻫﺐ إﱃ ﺣﺪّ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳﺆال

»اﻟﻜﻴﻒ؟« و»اﳌﺎذا؟«. ﻓﻤﻦ اﳌﺆﻛﺪ أن اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﻮﺣﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ ﺻﻨﻒ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ

اﻟﺘﻲ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ إدراﻛﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻏير أﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮّن ﻣﻌﻬﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻓﺮﻳﺪة وﻣﺘﺼﻠﺔ ﻻ يمﻜﻦ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ

.

51ً

ﺗﻨﺎﻗﻀﺎً ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً أو ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺎ

. اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻘﻴﺪة أم اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻘﻞ؟

3

ﰲ ﻧﻈﺮ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ، ﻻ يمﻜﻦ أن ﻳﻮﺟﺪ اﻋﱰاض ﺿﺪ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻳﻌﺠﺰ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻦ رده. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ

ذﻟﻚ، ﻣﺎذا ﻧﻘﻮل ﻋﻦ اﻟﴩ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻼﺋﻢ وﺟﻮده ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً اﻟﻜمال اﻹﻟﻬﻲ؟ ﻳﻌﻮد ﺑﺎﻳﻞ دائمﺎً إﱃ ﻫﺬا

اﳌﺸﻜﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﺿﺢ، ﺑﺤﺴﺐ رأﻳﻪ، ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻛثر دﻗﺔ ﻣﻦ ﻏيره )ورﻫﺎﻧﻪ ﻧﻈﺮي أﻛثر ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎً(

اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑين ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺴﻴﺤﻲ واﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﻧﺪرﻛﻬﺎ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻨﻮر اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ. ﺗﺼﺪم

اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﺒﺎدئ اﻷﺧﻼق اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، إذ ﺗُﻌﻠﱢﻤﻨﺎ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻌﺎني ﻣﻦ ﺧﻄﻴﺌﺔ لم ﻳﻘﱰﻓﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ )ﺧﻄﻴﺌﺔ

آدم(، وأنّ اﻟﻠﻪ، ﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺧيرﻳﺘﻪ وﻗﺪاﺳﺘﻪ، ﻻ يمﻨﻊ اﻟﺴﻘﻮط، وﻫﻮ ﻳَﻠﻌﻦ أﻛثر ﻣما ﻳُﻨﺠﻲ. وﻣﻦ

ﺟﻬﺘﻪ، إن اﻟﻌﻘﻞ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻮﺣﻲ: ]أي إﱃ[ اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﺎﻧﻮﻳﺔ أو اﻹﻟﺤﺎد. أﻣﺎ اﻷوﱃ

)اﳌﺎﻧﻮﻳﺔ(، ﻓﻌﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ )وﻻ ﻣﺠﺎل ﻹﻧﻜﺎرﻫﺎ( تمﺘﺎز ﺑﺈﻋﻔﺎء اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ

اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ، وﻫﻲ أﻛثر ﻗﺪرة ﻋﲆ اﻟﺘﻌﺒير ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻓﱰاض ﻣﺒﺪأ ﺧير وﺣﻴﺪ. وﻳﻌﱰف اﻟﺜﺎني )أي

اﻹﻟﺤﺎد( ﺑﻌﺒﺜﻴﺔ اﻟﺘﻔﻜير ﰲ ﻛﺎﺋﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﻫﻮ ﻣﺼﺪر اﻟﴩ، وﻳﺴﺘﺨﺮج ﻛﻞّ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳌﱰﺗﺒﺔ ﻋﲆ ذﻟﻚ...

وﰲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘين )اﳌﺎﻧﻮﻳﺔ واﻹﻟﺤﺎد(، اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ إﱃ إﻟﻪ واﺣﺪ ﻳﻘﻊ ﰲ ﺗﻨﺎﻗﺾ.

تمﺜﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﴩ اﳌﻌﻀﻠﺔ اﻷﻛﱪ ﰲ ﻛﻞ ﻻﻫﻮت ﻋﻘﻼني. وﻫﻜﺬا، إن ﺑﺎﻳﻞ ﻳﺠﻴﺐ ﺟﻤﻴﻊ أوﻟﺌﻚ

.61

  - ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ... اﻟﻔﻘﺮة

50

.63

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮة

51

ﺣﻮل »ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻟﻠﻌﻘﻞ«: ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺿﺪ ﺑﺎﻳﻞ