Next Page  216 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 216 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

215

اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮن أنّ اﻟﻠﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﴩ ﻟكي ﻳﺰﻳﺪ ﰲ إﻇﻬﺎر ﺣﻜﻤﺘﻪ، ]ﺑﻘﻮﻟﻪ[ إنّ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا

اﻟﻘﻮل ﻳﺆدي إﱃ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻠﻪ ﺑﺮبّ أﴎة ﻳﱰك أﻃﻔﺎﻟﻪ ﻳﻜﴪون أرﺟﻠﻬﻢ ﻟكي ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮاﻋﺘﻪ

ﰲ ﺗﻄﺒﻴﺒﻬﻢ، أو ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻠﻪ ﺑﺤﺎﻛﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺄن ﺗﻜثر اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت، وأن ﺗﻌﻢّ اﻟﻔﻮﴇ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ؛ ﻟكي

! ﻻ وﺟﻮد ﻷيّ ﻗﺎضٍ ﰲ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻳﻌﺬر رﺟﻼً

52

يمﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ إﺧمادﻫﺎ

لم ﻳﻘﻢ ﺑﺨﻄﻴﺌﺔ، ﻟﻜﻨّﻪ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ؛ ﺑﻞ ﻳﴪّﻫﺎ ﻋﻮض ﻣﻨﻌﻬﺎ، وﴏح ﺑﺄﻧﻪ لم ﻳﻄﻠﺒﻬﺎ؛ ﺑﻞ ﺳﻤﺢ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ،

ولم ﻳﻘﻢ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ.

ﻳﺨﺼﺺ ﺑﺎﻳﻞ، ﰲ اﻟﺠﺰء »اﳌﺬﻫﺒﻲ« ﻟﻜﺘﺎب اﻟﺘﻴﻮدﻳﺴﻴﺎ، ﺗﱪﻳﺮ ﺳماح اﻟﻠﻪ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﴩ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﱃ

)وﻫﻲ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﳌﻔﻀﻠﺔ ﰲ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي(،

53

اﻟﻌﻠﻞ اﳌﺎﻗﺒﻠﻴﺔ. ﻓﻔﻲ إﻃﺎر اﻟﺮد ]ﻋﲆ ﺑﺎﻳﻞ[

ﻳﻜﺘﻔﻲ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻴﻮب ﻫﺬه اﳌﻘﺎرﻧﺎت اﻷﻧﱰوﺑﻮﻣﺮﻓﻴﺔ؛ ﻓﻮﺣﺪة ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻌﺪل ﻻ ﺗﻠﻐﻲ اﳌﺴﺎﻓﺔ

اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑين اﻹﻧﺴﺎني واﻹﻟﻬﻲ؛ إذ إن ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺪل ﻻ ﺗﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ

اﻟﻠﻪ ﻛما ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻗﻀﻴﺔ رﺟﻞ ﰲ ﻣﺤﻜﻤﺔ. وﺑﴫف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ أن »اﳌﺪﻋﻰ ﻋﻠﻴﻪ« ﻟﻴﺲ ﻣﻦ درﺟﺔ

اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻻ يمﻜﻦ ﺗﻘﻴﻴﻢ وزن اﻟﺸﻜﻮك وﻗﻴﻤﺔ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﺿﺪه ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ]اﻟﺘﻲ

ﺗﻘﻴ ﱠ ﻢ ﺑﻬﺎ أﻋمال اﻟﻠﻪ[. ﻓﻔﻲ ﻗﻀﻴﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ دائمﺎً اﻟﻮﺻﻮل إﱃ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺣﻴﺚ ﻛﺜيراً

ﻣﺎ ﻳﻀﻄﺮ اﻟﻘﺎﴈ إﱃ »ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﲆ اﻟﻘﺮاﺋﻦ واﻻﺣﺘماﻻت، وﺧﺎﺻﺔ ﻋﲆ اﻟﺘﺨﻤﻴﻨﺎت أو اﻷﻓﻜﺎر

. ﻏير أن ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﰲ ﺗﻨﺎول اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻠﻪ ﻣﺎدام اﻟﻨﻘﺎش ﺣﻮل اﻷﴎار

54

اﳌﺴﺘﺒﻘﺔ«

ﻗﺪ ﺑينّ أن ]ﺻﻔﺔ[ اﻻﺣﺘمال ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻴﺎراً ﻟﻘﺒﻮل ]ﻗﻀﻴﺔ[. ﻓﺈن ﻛﺎن يمﻜﻦ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً ﻟﻠﺬﻧﺐ أن ﻳﺒﺪو

ﻋﲆ أﻧّﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﰲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺬﻟﻚ ﻏير ﻛﺎفٍ ﻹداﻧﺔ اﻟﻠﻪ؛ إذ ﻳُﻈﻬﺮ اﻟﻔﺤﺺ اﳌﻌﻤﻖ ﻟﻠﻮاﻗﻌﺔ،

إن ﻛﺎن ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ، أنّ ثمﺔ أﺳﺒﺎﺑﺎً ﻋُﻠﻴﺎ وﻋﺎدﻟﺔ ﺟﺪاً ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻮﺟﻮد اﻟﴩ. ]ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ[ إذاً أن

(، ﻷن اﻟﺴﺒﺐ

droit universel des esprits)

اﻟﻌﺪل اﻹﻟﻬﻲ ﻻ يمﺜّﻞ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻟﺤﻖ اﻟﻌﻘﻮل اﻟﻜﻮني

.

55ً

وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺤﻜﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎن ﰲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن اﺧﺘﻼﻓﺎً ﻛﻠﻴﺎ

ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﻧﺄﺧﺬ ﰲ اﻻﻋﺘﺒﺎر اﻟﺸﺨﺺ اﳌﺪان، وﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺎد إﱃ اﳌﻘﺎرﻧﺎت، يمﻜﻦ أن ﻧﺘﻮﺻﻞ إﱃ رﺳﻢ

ﻣﻼﻣﺢ ﻣﻘﺎرﺑﺔ أﻛثر ﺻﺤﺔ. ﻓﺤين ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﻠﻪ، ﻛﺄﻧﻨﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻦ رﺟﻞ

. ﻓﺄﻳﺎً ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ

56

ﺑﺮيء ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺠﺮيمﺔ أو ﻣُﺤﺴﻦ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻗﱰاﻓﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﴪﻗﺎت

.DHC, « Pauliciens », rem. E

  - ﺑﻴﺎر ﺑﺎﻳﻞ، اﳌﻌﺠﻢ..."ﺑﻮﻟﻴﺴﻴﺎن" اﳌﻼﺣﻈﺔ

52

  - ﺣﻮل ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺠﺰأﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻴﻮدﻳﺴﻴﺎ وﺣﻮل اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت واﻟﺤﺠﺞ واﻟﱪاﻫين اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻛﻞ ﻃﺮف اﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ اﻟﺬﻛﻮر

53

5-7

ﺳﺎﺑﻘﺎ، اﻟﻔﺼﻮل

.p. 70, 32 § ...

  - ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ

54

.35

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮة

55

.36-37

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮﺗﺎن

56

ﺑﻘﻠﻢ: ﺑﻮل راﺗﻮ / ﺗﺮﺟﻤﺔ: اﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺰة