اﻟﻌﺪد
(12)
212
faire)
ﺑﻮﺿﻮح، وﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﻓﺤﺺ اﳌﻌﺘﻘﺪ ذاﺗﻪ، وﻻ ﰲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﱪاﻫين اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ؛ أي إﻓﻬﺎم
( ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﻔﻬﻢ، واﻟﱪﻫﻨﺔ ﻋﲆ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﱪﻫﻨﺔ )ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻌﻘﻞ(، وﻟﻜﻦ
comprendre
( وﴏاﻣﺔ اﻟﺤﺠﺞ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﺿﺪّ ]ذﻟﻚ اﳌﻌﺘﻘﺪ[. ﻣﻮﺿﻮع
la recevabilité)
اﻟﺤﻜﻢ ﻋﲆ اﳌﻘﺒﻮﻟﻴﺔ
اﻟﻨﻘﺎش اﻷﺳﺎﳼ إنمّﺎ ﻫﻮ، ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ، اﻻﻋﱰاض، ﻛما ﻫﻮ اﻟﺸﺄن ﰲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻌينّ ﺗﻘﻴﻴﻢ إذا
ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻹداﻧﺔ ﻣﺆﺳﺴﺔ وواﺛﻘﺔ أم ﻻ. وﻟﻜﻦ، ﻟﺒﻴﺎن أنّ اﻹداﻧﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻻ ﴐورة ﻷن ﻳﻜﻮن
اﳌﺪاﻓﻊ ]ﻋﻨﻬﺎ[ ﻻﻫﻮﺗﻴﺎً ﻣﻤﺘﺎزاً، وأن ﻳﺘﺪﺧﻞ ﰲ ﻟﻄﺎﺋﻒ ﻻﻫﻮﺗﻴﺔ. ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﻨﻄﻖ اﳌﺸﱰﻛﺔ
واﺳﺘﻌماﻟﻬﺎ اﺳﺘﻌماﻻً ﺣﺴﻨﺎً. ﻛﺎن ﺑﺎﻳﻞ ﻳﺄﻣﻞ أن ﻳﺄتي ﻳﻮم ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ﻗﺎدراً ﻋﲆ اﻟﺮدّ ﻋﲆ
ﻫﺬه اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت ﺿﺪ اﻟﻌﻘﻴﺪة، اﻟﺘﻲ ﻳَﻌﺪﻫﺎ ﻣﻨﻴﻌﺔ. وﻋﲆ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺪﻳﺎً ]ﻛما ﻳﻘﻮل
ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ[ اﻧﺘﻈﺎر:
»رﺟﻞٍ ذي ذﻛﺎء ﻣﺘﻮﺳﻂ، ﻣﻨﺘﺒﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﴚء، وﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﻗﻮاﻋﺪ اﳌﻨﻄﻖ اﻟﻌﺎدي،
ﻓﻬﻮ ﻗﺎدر ﻋﲆ اﻟﺮد ﻋﲆ اﻻﻋﱰاض اﻷﻛثر إﺣﺮاﺟﺎً ﺿﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﻻﺳﻴما ﺣين ﻳﺼﺪر اﻻﻋﱰاض ﻣﻦ
اﻟﻌﻘﻞ وﺣﺪه، أو ﺣين ﻧﺪﻋﻲ أن ذﻟﻚ اﻻﻋﱰاض ﺑﺮﻫﻨﺔ ]...[ إذ ﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﻔﺤﺺ اﻟﺤﺠﺔ ﺑﺎﻻﻋﺘماد
ﻋﲆ اﻟﻘﻮاﻋﺪ، ﻓﺴﻨﺠﺪ دائمﺎً ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻜﺸﻒ ﻋﻴﺐ ﰲ اﻟﺸﻜﻞ، أو وﺟﻮد ﻣﺼﺎدرات لم ﺗﻘﻊ ﺑﺮﻫﻨﺘﻬﺎ ﻋﻦ
.43
ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺠﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ«
وﻋﲆ ﻧﻘﻴﺾ ﻣﺎ ﴏّح ﺑﻪ ﻛﺎﺗﺐ اﳌﻌﺠﻢ، ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ إذاً أن ﻧﻌﺮف، ﻣﻨﺬ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة، ﻣﻼءﻣﺔ ﺣﻘﺎﺋﻖ
. ﻻ يمﻜﻦ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎوزه ]ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻮق اﻟﻌﻘﻞ[ وﻟﻜﻦ ﻳﺘﻌين
44
اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻣﻊ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻜﻮني
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﴬورة دﺣﺾ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺪه؛ أي ﻣﺎ ﻛﺎن ﺧﻄﺄه ﻣﻮﺿﻮع ﺑﺮﻫﻨﺔ. إنّ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑين ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺬﻫﻦ
praeter/contra)
اﻷرﺑﻊ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﻛﺜيراً ﺑﺎﻟﺘﻤﻴﺰ اﻟﻜﻼﺳﻴكي ﺑين ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻮق اﻟﻌﻘﻞ/ وﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺪ اﻟﻌﻘﻞ
( اﻟﺬي ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺿﺪّ ﺑﺎﻳﻞ. ﻓﻌﻼً، ﻳﺮى ﺑﺎﻳﻞ أن ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﻮﺣﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﻗﺪرات
rationem
اﻟﻌﻘﻞ؛ ﺑﻞ ﻛﺜيراً ﻣﺎ ﺗﻨﺎﻗﻀﻪ. وﺑﺎﻷﺣﺮى، إن ﻫﺬا اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﳌﻌﺘﺎد ﰲ اﻟﻼﻫﻮت ﻣﺆﺳﺲ ﻋﲆ اﻟﺘﺒﺎس.
ﻳﻘﻮل ﺑﺎﻳﻞ: »أﴎار اﻹﻧﺠﻴﻞ ﻓﻮق اﻟﻌﻘﻞ ﻛما ﻳﻘﺎل ﻋﺎدة، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ. أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﻻ
نمﻨﺢ اﻟﻌﻘﻞ اﳌﻌﻨﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺼﺎدرة وﰲ ﺟﺰﺋﻬﺎ اﻟﺜﺎني. ﻓﻔﻲ اﻟﺠﺰء اﻷول ﻧﻘﺼﺪ
ﻋﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن، وﰲ اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎني اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ. ﻓﺈن اﻓﱰﺿﻨﺎ أﻧﻨﺎ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرة اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ،
أو اﻟﻌﻘﻞ اﻷﺳﻤﻰ، أو اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻜﻮني اﻟﺬي ﻫﻮ ﰲ اﻟﻠﻪ، ﻓﺴﻴﻜﻮن ﺻﺤﻴﺤﺎً أﻳﻀﺎً أن اﻷﴎار اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ
ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻮق اﻟﻌﻘﻞ، وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺿﺪه. وﻟﻜﻦ ﺣين ﻧﻔﻬﻢ ﰲ اﻟﺠﺰء اﻷوّل ﻣﻦ اﳌﺼﺎدرة وﰲ ﺟﺰﺋﻬﺎ اﻟﺜﺎني
.p. 68, 27 § ،
- اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ
43
.p. 85, 60 §
- اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ
44
ﺣﻮل »ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻟﻠﻌﻘﻞ«: ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺿﺪ ﺑﺎﻳﻞ