مجلة ألباب - العدد الثاني عشر

اﻟﻌﺪد

(12)

210

ﺣين ﻳﻮﺿﺢ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ أنّ ﺗﻔﺴير ﻣﻌﺘﻘﺪ واﻟﺮدّ ﻋﲆ اﻻﻋﱰاﺿﺎت ﻻ ﻳﻔﱰض ﺑﺎﻟﴬورة أن ﻧﻜﻮن

ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﻓﻬﻤﻪ ﻓﻬماً ﺗﺎﻣﺎً واﻟﱪﻫﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺈﺑﺮاز ﺧﻠﻂ اﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﺬي

ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﺑﺎﻳﻞ، ﺑﻞ ﻳﺸير أﻳﻀﺎً إﱃ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ، ﺑﺤﺴﺐ رأﻳﻪ، ﻳﺘﻌينّ بمﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺗﺴﻴير ﻣﻨﺎﻇﺮة

( ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ: ﻣﺎ ﻫﻲ واﺟﺒﺎت اﳌﺮاﻓﻊ )اﳌﺪاﻓﻊ ﻋﻦ أﻃﺮوﺣﺔ( اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ، وﻣﺎ ﻫﻲ

controverse)

واﺟﺒﺎت اﳌﻌﺎرض )اﻟﺬي ﻳﺠﺎدﻟﻪ(، وﻣﺎ اﻟﺬي يمﻜﻦ أن ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻪ، ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﴍﻋﻴﺔ، ﻛﻞ ﻃﺮف ﻣﻦ

اﻵﺧﺮ ﰲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﺠﺞ؟

ﺗﻔﺴير ﳾء ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﺸﻒ ﻣﻌﻨﺎه، ﺣﻴﺚ ﻧﻌﺮف ﻋﻢﱠ ﻧﺘﺤﺪث )اﳌﺎ ﻫﻮ(. ﻟﺬﻟﻚ، ﻧﻔﴪ ﴎ اﻟﺘﺠﺴﻴﺪ

( ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ

le Fils)

( ﻣﺜﻼً ﺣين ﻧﻘﻮل إﻧّﻪ اﳌﻌﺘﻘﺪ اﻟﺬي ﻳﺘّﺤﺪ بمﻘﺘﻀﺎه اﻻﺑﻦ

l’Incarnation)

ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻪ ﻋﲆ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﻹﻟﻬﻴﺔ. ﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﻬﺬه اﻟﻮﺣﺪة؟ يمﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻜﻮّن ﻓﻜﺮة ﻋﻦ ﻫﺬه

( ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻮﺣﺪة اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ، ﻏير أن اﻟﺘﻔﺴير ﻻ يمﻜﻦ أن

analogie)

اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ

. وﻳﺘﻌﺬّر ﻓﻬﻢ اﻟﴪ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻋﺎﺟﺰون ﻋﻦ أن ﻧﻘﻮل

(analogique)

ﻳﺘﺠﺎوز ﻫﺬه اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﺸﺒﻴﻬﻴﺔ

ﻛﻴﻒ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة. ﻓﻔﻬﻢ ﳾء ﻣﺎ، ﻫﻮ واﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻪ ﻛﻠﻴﺎً وﺑﺼﻔﺔ ﺗﺎﻣﺔ: أي ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻓﻜﺮة

.37

واﺿﺤﺔ وﻣﺘﻤﻴﺰة وﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﳌﺎ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﴚء وﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ

ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻻ ﺗﺘﻀﻤّﻦ ﻫﺬه اﳌﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﺰﻳﺪاً ﻣﻦ اﻹﻳﻀﺎح ﻣﺎ لم ﻧُﻜﻮﱢ ن ﻓﻜﺮة أﻛثر ﺑﻴﺎﻧﺎً ﺣﻮل وﺣﺪة

اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ واﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ ]ﻧﻔﻬﻢ أﻧﻬما[ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﺣﺎﻣﻼً واﺣﺪاً. ﻓﻔﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣﺮ،

ﺗﺘﻤﺜّﻞ اﳌﺸﺎﺑﻬﺔ ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺐﴎّ ﺑﺂﺧﺮ، وﰲ اﻟﺘﻌﺮّف إﱃ وﺟﻮد اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑين أﻃﺮاف ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ )أ ﻫﻲ

ب ﻣﺜﻠما ج ﻫﻲ ح(، دون اﻟﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، وﻻ اﻟﺬﻫﺎب إﱃ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ وﺿﻊ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﲆ

اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻈﺎﻫﺮاتي )ﻓﺜﻤّﺔ تمﺎﺛﻞ ﺑين ﺣﺎﻻت اﻟﻨﻔﺲ وﺣﺎﻻت اﻟﺒﺪن ﻣﺜﻠما ثمّﺔ »ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻨﺴﺠﻤﺔ«

(. ﻟﺬﻟﻚ، يمﻜﻦ أن ﺗﻜﺘﴘ اﳌﺸﺎﺑﻬﺔ دﻻﻟﺔ ﰲ اﻻﺗﺠﺎﻫين: ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ

ﺑين ﺣﺎﻻت اﳌﺎدة وروح اﳌﺴﻴﺢ

( ﺑﺎﳌﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ وﺣﺪة اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ، ﻛما يمﻜﻦ

Eucharistie)

ﺗﻔﺴير اﻟﺘﺠﺴﺪ وﴎّ اﻟﻘﺮﺑﺎن اﳌﻘﺪس

ﺗﻔﺴير ﻫﺬه اﻟﻮﺣﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﱃ ﺗﺼﻮّر اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻼﻫﻮتي )وﻫﻮ ﺗﺼﻮّر ﻣُﺒﻬﻢ ﰲ ﺣﺪّ ذاﺗﻪ(...

اﻟﺬي ﻳُﺴﺘﻌﻤﻞ ﰲ ﺗﻔﺴير ﻫﺬه اﻷﴎار )وﻻﺳﻴما اﻟﻘﺮﺑﺎن اﳌﻘﺪس(. إنّ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻼﻫﻮتي

واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف ﻻ ﻳﻔﻬمان ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻻن ﺣين ﻳﺘﺤﺪّﺛﺎن ﻋﻦ اﻟﻮﺣﺪة. ﻓﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻏير ذات ﻣﻌﻨﻰ )ﻣﺠﺮد

(. ﺗﺤﻴﻠﻨﺎ اﻟﻮﺣﺪة ﻋﲆ اﺗﻔﺎق واﻗﻌﻲ أو ﻗﻞ إﻧّﻪ اﺗﻔﺎق ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻤﻌﺎﻳﻨﺔ. وﻋﲆ أي

flatus vocis

ﺻﻮت

.55

- ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ...، اﻟﻔﻘﺮة

.54 §, 41 §, 5 § ،...

- ﻻ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﻋﺪم اﻟﻔﻬﻢ ﺑﺄﴎار اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻓﻘﻂ، وﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎً ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء. اﻧﻈﺮ ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ

Remarque de .1704

آذار/ ﻣﺎرس

ﺣﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﻣﺬﻛﺮات ﻟﺮﻳﻔﻮ ﰲ

- ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ، ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ اﳌﺴﺒﻖ اﻟﻮﺿﻊ

l’Auteur du Système de l’Harmonie préétablie sur un endroit des Mémoires de Trévoux de mars 1704, GP VI, p.

.595-596

ﺣﻮل »ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻟﻠﻌﻘﻞ«: ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺿﺪ ﺑﺎﻳﻞ