Next Page  212 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 212 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

211

ﺣﺎل، ﻫﻮ ﻣﻼﺋﻢ ﻟﻠﻤﻈﺎﻫﺮ. ﻏير أن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻮﺣﺪة ﻏير ﻗﺎدر ﻋﲆ تمﻜﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮّن اﻟﺮاﺑﻄﺔ

اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، واﻟﻮﺣﺪة اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﺑين ﺟﻮﻫﺮﻳﻦ. ﻓﻤﺸﺎﺑﻬﺔ وﺣﺪة اﻟﻨﻔﺲ واﻟﺠﺴﺪ ﺑﺤﻀﻮر اﳌﺴﻴﺢ ﰲ

.(Un je ne sais quoi)

اﻟﺨﺒﺰ وﺑﻮﺣﺪة اﳌﺴﻴﺢ ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺒﴩﻳﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﴚء ﻣﺒﻬﻢ

زد ﻋﲆ ذﻟﻚ أﻧّﻨﺎ ﻋﺎﺟﺰون ﻋﻦ اﻟﱪﻫﻨﺔ ﻋﲆ اﻷﴎار؛ أي إﻧﻨﺎ ﻋﺎﺟﺰون ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﺮﻫﺎن يمُﻜّﻦ ﻣﻦ

(، وإﻻ ﻓﺴﻨﻜﻮن ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﲆ ﻓﻬﻤﻬﺎ. ﻏير أﻧﻨﺎ، ﻋﲆ

le pourquoi

ﺑﻴﺎن اﻟﻌﻠّﺔ اﳌﺎﻗﺒﻠﻴّﺔ )ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻠماذا

(، ﺑﺒﻴﺎن أﻧّﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ

Les objections)

اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻗﺎدرون ﻋﲆ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻨﻬﺎ ﺿﺪ اﻻﻋﱰاﺿﺎت

ﺗﻨﺎﻗﻀﺎً ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً أو ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎً، وأﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﺎﻗﺾ إﻻ اﳌﻈﺎﻫﺮ أو ﺳير اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﺎدي )ﺣﺎﻟﺔ اﳌﻌﺠﺰات(.

ﰲ أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ اﳌﻘﺪﺳﺔ وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ

39

ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺪاﻓﻊ ﻋماّ ﻻ ﻧﻔﻬﻤﻪ؟ ﺣين ﻻﻳﻮﺟﺪ ﻣﺠﺎل ﻟﻠﺸﻚ

اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻮﺣﻲ، ﺗﺼﺒﺢ اﳌﻌﺘﻘﺪات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ ﻏير ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺪﺣﺾ، وﻳﺘﻌﺬر وﺟﻮد اﻋﱰاض

ﺿﺪﻫﺎ ﻏير ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺪﺣﺾ، وإﻻ ﻓﺈنّ إيمﺎﻧﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﺑﻼ أﺳﺎس، وﻳﺘﻌينّ وﻗﺘﻬﺎ اﻻﻋﱰاف ﺑﺨﻄﺌﻬﺎ؛ ﻓﻼ

يمﻜﻦ ﻟﻘﻀﻴّﺘين ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺘين أن ﺗﻜﻮﻧﺎ ﺻﺤﻴﺤﺘين ﰲ اﻵن ﻧﻔﺴﻪ. ﻣﻦ اﻟﴬوري، إذاً، أن ﻧﺘﺒﻊ اﻻﻋﱰاﺿﺎت.

ﻓﺈﻣّﺎ أن ﻳﻜﻮن اﻻﻋﱰاض ﺑﺮﻫﺎﻧﺎً ﺷﻜﻼً وﻣﻀﻤﻮﻧﺎً، ﻳﻘﺪم ﺑﺮﻫﻨﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﺒﺜﻴﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎد. ﻳﻨﺒﻐﻲ وﻗﺘﻬﺎ

. ﻓﻌﻼً، ﺗﻌﻮد اﻟﺪواﻓﻊ اﻟﺘﻲ ﻗُﺪّﻣﺖ، إﱃ اﻵن، إﱃ

40

دﺣﺾ ذﻟﻚ اﻻﻋﺘﻘﺎد واﻋﺘﺒﺎره ﻏير ﺻﺎدر ﻋﻦ اﻟﻠﻪ

. ﻳﻜﻔﻲ ﺣﻴﻨﺌﺬٍ أن ﻧُﻘﻴﻢ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﺑﺄﻧّﻬﺎ

41

وﺛﻮق أﺧﻼﻗﻲ، وﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻮﺛﻮق ﻣﻄﻠﻖ ﻣﺤﺪّد ﺑﱪﻫﻨﺔ

ﺗﺎﻓﻬﺔ وﻣﻬﺰوزة: أي إﻧﻬﺎ ﺗﻨﺒﻨﻲ ﻋﲆ ﻣﻈﺎﻫﺮ وﺷﺒﻬﺎت أو ﻋﲆ اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﺣﺪه.

ﰲ ﻧﻈﺮ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ، ﻣﻦ اﳌﺆﻛّﺪ أن اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑين اﻟﺘﻔﺴير واﻟﻔﻬﻢ واﻟﱪﻫﻨﺔ واﳌﺮاﻓﻌﺔ أﻫﻢ ﻣﺎ

. ﻛما أﻧﻪ

42

ﻣﻴّﺰ ﺟﺪاﻟﻪ ﻣﻊ ﺑﺎﻳﻞ وﺟﺎﻛﻮﻟﻮ وﻟﻮﻛﻼر. أدى ﻫﺬا اﻟﺠﺪال إﱃ وﺿﻊ ﻧﻈﺎم ﻧﻘﺎش دﻗﻴﻖ

ﻣﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﻔﺎدي اﻟﺨﻠﻂ وﺳﻮء اﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺤﺪﻳﺪ دور ﻛﻞ ﻃﺮف ﺑﺪﻗﺔ: ﻳﺘﻌين ﻋﲆ اﳌﺮاﻓﻊ ]أي

اﳌﺪاﻓﻊ ﻋﻦ أﻃﺮوﺣﺔ أو ﻓﻜﺮة[ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﻔﺴير واﻟﺮد ﻋﲆ اﻻﻋﱰاﺿﺎت. وﻋﲆ اﳌﻌﺎرض أن ﻳﱪﻫﻦ أن

اﻷﻃﺮوﺣﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ أو ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ. ﻳﻜﻮن وﻗﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ إﻧﻬﺎء اﻟﺨﺼﻮﻣﺔ؛ إذ ﺳﻴﻈﻬﺮ رﻫﺎﻧﻬﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ

ﻓﺒﻴﺎن

  - ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل، ﻻ ﺗﻄﺮح ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻟﻮ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ، وﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺳﺒﺎب اﻻﻋﺘﻘﺎد.

39

اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺳﺲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺪﻳﻦ، ﺑﺼﻮرة ﺗﺠﻌﻞ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﰲ ﻣﻨﺄى ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ

ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ...(

5

"دواﻋﻲ اﻹيمﺎن" )اﻟﻔﻘﺮة

أﺷﻜﺎل اﻻﻧﺘﻘﺎدات أﻣﺎم ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻘﻞ. ﻓﻤﻦ دون ﻫﺬه اﻟﺤﺠﺞ، وﻫﻲ ﻻ تمﻨﺢ ﻏير وﺛﻮق أﺧﻼﻗﻲ، ﻻ ﳾءَ يمﻜﻦ أن يمﻴّﺰ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺴﻴﺤﻲ ﻋﻦ

ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ...(. ﻟﻼﻋﱰاﺿﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻓﺤﺼﻬﺎ، إذاً، ﻋﻼﻗﺔ بمﺤﺘﻮى اﳌﻌﺘﻘﺪ )اﳌﻨﺎﻗﺾ، ﺑﺤﺴﺐ ﺑﺎﻳﻞ،

29

"اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ" )اﻟﻔﻘﺮة

ﳌﺒﺎدئ اﻟﻌﻘﻞ(، وﻟﻴﺲ ﻟﴩﻋﻴﺔ أﺳﺎﺳﻪ اﻟﻨﴢ )اﻟﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﻔﱰض أﻧﻬﺎ ﻣﻨﺘﻬﻴﺔ(.

  - واﳌﻌﺘﻘﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﺎوﻣﻪ اﻟﻌﻘﻞ وﻳﺪﺣﺮه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﺘﻘﺪ ﻟﻴﺲ ﻏير ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻔﻬﻢ ﻓﺤﺴﺐ؛ ﺑﻞ يمﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل إﻧّﻪ ﻻ ﳾء أﻳﴪ

40

p. 66, 23 § ،

ﻓﻬماً وأﻛثر ﺟﻼءً ﻣﻦ ﻋﺒﺜﻴّﺘﻪ. اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ

- اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، "ويمﻜﻦ ﻟﺤﺠﺞ ﺻﺤّﺔ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻻ تمﻨﺤﻨﺎ إﻻ وﺛﻮﻗﺎً أﺧﻼﻗﻴّﺎً أن ﺗُﻮازن، أو ﻳﻘﻊ ﺗﺠﺎوزﻫﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻋﱰاﺿﺎت ﺗﻮﻓّﺮ وﺛﻮﻗﺎً

41

,Ibid, § 5, p. 53 ."ً

ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻻﻋﱰاﺿﺎت ﻣُﻘﻨِﻌﺔ وﺑﺮﻫﺎﻧﻴّﺔ تمﺎﻣﺎ

ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ...

72-79

- وﺿﻊ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻨﻘﺎش ﰲ اﻟﻔﻘﺮات

42

ﺑﻘﻠﻢ: ﺑﻮل راﺗﻮ / ﺗﺮﺟﻤﺔ: اﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺰة