Next Page  218 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 218 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

217

ﻣﻤﻜﻨﺎً( ﻓﺴﻴﻜﻮن ﻫﺰيمﺔ، تمﺎﻣﺎً ﻣﺜﻠما ﺳﻴﻜﻮن اﻻﻧﺘﺼﺎر اﳌﺰﻋﻮم ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻴﺪة؛ إذ إن ذﻟﻚ

ﺳﻴﺆدي إﱃ ﺗﺪﻣير ﻓﻜﺮة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺪة ﻻ ﺗﻨﺘﴫ أﺑﺪاً ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻞ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺘﴫ ﻋﲆ

. ﺗﺼﺪم أﴎار اﻟﺪﻳﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘﻨﺎ اﻟﻌﺎدﻳﺔ

59

اﳌﻘﻮﻻت اﻟﺨﺎﻃﺌﺔ، وﻋﲆ اﻷﻓﻜﺎر اﳌﺴﺒﻘﺔ وﻋﲆ اﳌﻈﺎﻫﺮ

ﰲ اﻟﻨﻈﺮ، وﻳﻔﱰض ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ اﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ ﻓﻬﻤﻬﺎ ﻓﻬماً ﻛﺎﻣﻼً. ﻓﺎﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻻ يمﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن إﻻ

اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻘﻞ، اﻟﺬي ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺎﺟﺘﻨﺎ إﱃ اﻟﱪاﻫين وﺗﺮدّدﻧﺎ ﰲ ﻗﺒﻮل ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ وﻻ

.

60

ﻟﻠﻔﻬﻢ

ﻓﻼ ﺗﺘﻤﺜّﻞ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺔ إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ إيمﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻳﻞ ﺻﺎدﻗﺔ أم ﻻ، ﺑﻞ ﻓﻴما إذا ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﻄﺮف

اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي يمﻜﻦ -ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف- ﳌﺴﻴﺤﻲ ﺗَﺒﻨﻴﻪ. ﻓﺎﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺤﴫي ﻟﻠﺰوج )اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ أو اﻟﺪﻳﻦ(

ﻻ يمﻜﻦ إﻻ أن ﺗﺼﺪم اﻟﻼﻫﻮﺗﻴين »اﻟﻌﻘﻼﻧﻴين«. ﻓﺤين ﻳﺆﻛﺪ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ أن ﻣﺆﻟﻒ اﳌﻌﺠﻢ »ﻳﺮﻳﺪ إﺳﻜﺎت

، ﻓﺈن ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﻳﺪﻳﻦ ﺧﻄﺄﻳﻦ ﻧﺎﺗﺠين ﻋﻦ اﻹﻓﺮاط

61

اﻟﻌﻘﻞ ﺑﻌﺪﻣﺎ دﻓﻌﻪ إﱃ اﻟﻜﻼم أﻛثر ﻣﻦ اﻟﻼزم«

ﻧﻔﺴﻪ. دﻓﻊ ﺑﺎﻳﻞ اﻟﻌﻘﻞ إﱃ اﻟﺤﺪﻳﺚ أﻛثر ﻣﻦ اﻟﻼزم دون اﺳﺘﻌمال اﻟﺘﻤﻴﻴﺰات اﻟﴬورﻳﺔ )اﻟﺘﻔﺴير،

اﻟﻔﻬﻢ، اﻟﱪﻫﻨﺔ، اﳌﺮاﻓﻌﺔ، ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻮق اﻟﻌﻘﻞ/ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺪ اﻟﻌﻘﻞ(. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﺳﻜﺘﻪ ﺑﻘﺴﻮة ﻗﺒﻞ

ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ ﻋﲆ ﺣﻞ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻫﻢ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﰲ ﺧﻠﻘﻬﺎ. إﻧﻪ لم ﻳﺮَ إﻻ ﻋﻤﻞ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺴﻠﺒﻲ ولم

ﻳﺪرك ﺣﺮﻛﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ؛ إذ ﺣين ﻧﺤﻄﻢ، ﰲ اﻵن ﻧﻔﺴﻪ، اﻷﻃﺮوﺣﺔ وﻧﻘﻴﻀﻬﺎ، ﻓﺈنّ اﻟﻌﻘﻞ: »]…[ ﻳَﻌِﺪﻧﺎ

وﻗﺘﻬﺎ ﺑﴚء ﻋﻤﻴﻖ، ﴍﻳﻄﺔ أن ﻧﺘﺒﻌﻪ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﲆ اﻟﺘﻌﻤﻖ، وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺮوح اﳌﺠﺎدﻟﺔ

. ﻳﺘﻮﻗﻒ

62

ﺑﻞ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﰲ اﻟﺒﺤﺚ وﻛﺸﻒ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وﻫﻮ تمﺶﱟ ﻳﻜﺎﻓﺄ دائمﺎً ﺑﻨﺠﺎﺣﺎت ﻛﺒيرة«

اﻟﺮﻳﺒﻴﻮن واﻹيمﺎﻧﻴﻮن ﻗﺒﻞ اﻷوان. إﻧّﻬﻢ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟﺠﺎذﺑﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻣﺘﺨﻠﻴﺎً ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ

ﻣﺎ وﺿﻌﻪ، ﻣﻦ دون أن ﻳﺴﺘﻨﺪوا إﱃ اﻟﻌﻘﻞ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻼﺗﻪ اﻟﻮاﻋﺪة.

يمﻴﺰ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ: ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ اﳌﺘﻌﺠﺮﻓﺔ أو اﻟﺘﻘﺮﻳﻈﻴﺔ اﳌﺮﺗﺒﻜﺔ

اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻋﻲ اﻟﱪﻫﻨﺔ ﻋﲆ اﻷﴎار ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻌﻘﻞ، وﻫﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺎﺷﻠﺔ )ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ(؛ ﺑﻞ ﻫﻲ

، وﻣﻮﻗﻒ اﻹيمﺎني اﻟﺪوﻏمائي اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ

63

ﻣﴬة ﻟﻠﻌﻘﻴﺪة

اﻻﻋﺘﻘﺎد، وذﻟﻚ ﺑﺎﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻋﻘﻴﺪة ﻻﻋﻘﻼﻧﻴﺔ ﰲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ. وﻫﻮ ﺗﺼﻮّر ﻳﻌﺰز ﺻﻔﻮف أﻋﺪاء اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ

. يمﻴﺰ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﻣﻮﻗﻔﻪ، أﻳﻀﺎً، ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺮﻳﺒﻴين اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮون أن

64

ﺧﻼل اﻹﺳﺎءة إﱃ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ

.42

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮة

59

.43

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮة

60

.39

  - اﻟﺘﻴﻮدﻳﺴﻴﺎ، اﳌﻘﺪﻣﺔ ص

61

.80

  - ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ... اﻟﻔﻘﺮة

62

.59

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮة

63

.23

- اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، اﻟﻔﻘﺮة

64

ﺑﻘﻠﻢ: ﺑﻮل راﺗﻮ / ﺗﺮﺟﻤﺔ: اﻟﻄﺎﻫﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺰة