Next Page  217 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 217 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

216

ﺿﺪه، واﻟﻘﺮاﺋﻦ واﻟﺸﻬﺎدات اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻨﻪ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻻﺗﻬﺎم اﻓﱰاء وﺳﺨﺎﻓﺔ، ﻷﻧﻪ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن

ﻋﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻳﻨﺒﻐﻲ، إذاً، أن ﻳﺘﻐﻠﺐ إيمﺎﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﺎﺋﻞ اﻟﻜﱪى ﻋﲆ اﻟﻌﻠﻞ اﳌﻬﺰوزة. ﻓﻴﺼﺒﺢ ﺑﺬﻟﻚ

ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﴩوط اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﻬﺎ ﺑﺎﻳﻞ، وﺗﱪﻳﺮ ]ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ[ اﻟﻠﻪ ﺣﺘﻰ وإن اﺳﺘﻨﺪﻧﺎ إﱃ

اﳌمارﺳﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﰲ ﻣﺤﺎﻛﻤﻨﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻮد اﳌﻌﻴﺎر اﻷﻛثر وﺿﻮﺣﺎً. ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ

ﻓﻘﻂ أنّ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻻﻣﺘﻨﺎﻫﻲ اﻟﺨيرﻳﺔ أﻧﻪ ﻻ يمﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪر اﻟﴩ، وﻟﻜﻦّ ذﻟﻚ ﻫﻮ

اﻷﻛثر اﺣﺘماﻻً أﻳﻀﺎً.

ﻓﻤﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﳌﻘﺎرﻧﺎت واﻻﻋﱰاﺿﺎت، اﻟﺘﻲ ﻳﻀﻌﻬﺎ ﺑﺎﻳﻞ ﻋﲆ ﻟﺴﺎن اﻟﺮﻳﺒﻴين واﳌﺎﻧﻮﻳين

واﳌﻠﺤﺪﻳﻦ، ﻫﻮ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ ﺑﻴﺎن أﻧﻪ ﻻ وﺟﻮد ﻟﺤﻞّ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻠﴫاع ﺑين اﻟﻌﻘﻴﺪة واﻟﻌﻘﻞ. ﻓﻠﻴﺲ

ﻟﻠﻤﺴﻴﺤﻲ إﻻ ﻣﺨﺮج واﺣﺪ، وﻫﻮ اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﺴﻠﻄﺔ ﻛﻼم اﻟﻠﻪ. وﻫﻮ اﻟﺤﻞّ اﳌﻘﺒﻮل ﺑﻞ واﳌﻌﻘﻮل.

وﻣﺎ اﻹيمﺎﻧﻴﺔ إﻻ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﴐورﻳﺔ ﻟﻌﻘﻞ أﺑﺮزت ﻣمارﺳﺘﻪ اﻟﺤﺮة دون ﻋﻮاﺋﻖ وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ: وﻫﻲ

ﻋﺪم ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، وإﺑﺮاز اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ، وإﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﲆ اﻹﺣﺮاﺟﺎت وﺑﺚّ اﻟﺸﻚ. ﻳﺆدي اﻟﻌﻘﻞ

إﱃ اﻟﻌﻘﻴﺪة، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ اﻟﺤﺪّ اﻟﺬي ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻠﺘﺰم ﺑﻪ، وﻫﻮ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺘﺨﲇ ﻋﻦ اﻷﻧﻮار اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺣين

ﻳﻌﻠﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﺪﻳﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻴﺎ. ﻳﻘﻮل ﺑﺎﻳﻞ:

»]...[ إذ ﻣﺎ اﻟﺬي يمﻜﻦ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ وﻳﻜﻮن أﻛثر ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﻞ اﳌﺴﺘﻘﻴﻢ، واﻟﺤﺲ اﻟﺴﻠﻴﻢ، ﻣﻦ أن

ﻧﺤﺐ ﻃﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ أﻛثر ﻣﻦ ﺣﺒﻨﺎ ﻟﻄﺎﻋﺔ اﻟﺒﴩ، ﺳﻮاء ﺗﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أم بمﻌﺘﻘﺪ ﺗﻔﻜير؟

.

57

]...[ وبمﻌﻨﻰ ﻣﺎ، ﻟﻴﺲ ثمﺔ ﻋﻘﻴﺪة أﻛثر ﺑﻨﺎء ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﲆ أﻧﻘﺎض اﻟﻌﻘﻞ«

( »اﻧﺘﺼﺎر ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﴩي«؛ ﻫﻞ ذﻟﻚ ﻓﻌﻼً

Nicole)

ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺳماه ﻧﻴﻜﻮل

( ]اﳌﺘﻀﻤﻦ

Pyrrhus)

اﻧﺘﺼﺎر؟ أﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻧﻘﻼب ﻣﻔﺎﺟﺊ، وﺑﺎﻧﺘﺼﺎر ﻣﻦ ﻧﻮع أﻧﺼﺎر ﺑيرﻳﻮس

ﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣﺔ[؟ ﻓﺎﻟﻌﻘﻴﺪة ﻻ ﺗﻨﺘﴫ إﻻ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً، ﺣين ﺗﻘﻊ ﰲ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻣﻄﺮد، وﺗﺤﺎﴏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﻬﺔ

ﺑﺎﻋﱰاﺿﺎت ﻳﻘﺎل إﻧﻬﺎ ﻣﻨﻴﻌﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻄﺮح ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻧﻌﻠﻦ أﻧﻬﺎ ﻏير ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺤﻞ. ﻳﺒﺪو واﺿﺤﺎً أن

اﻟﻌﻘﻞ ﻗﺪ اﻧﺘﴫ، ﻟﻜﻨّﻪ ﻳﺮﻓﺾ ﺗﺎﺟﻪ إﺟﻼﻻً ﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻠﻪ اﳌﻄﻠﻘﺔ، واﺣﱰاﻣﺎً ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻜﻼم اﳌﻨﺰل... ﻻ

ﻳﺘﺨﲆّ اﳌﺴﻴﺤﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻞ ﻷﻧﻪ يمﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ اﻧﻬﺰم؛ ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻣﻀﻄﺮ إﱃ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑين اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ

واﻟﺪﻳﻦ، وﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺘﺨﲆ ﻋﻦ اﻷوﱃ وﻓﺎء ﻟﻠﺜﺎني.

ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ »اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻄﺎء ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻘﻴﺪة تمﺎﻣﺎً«. وﺗﺆدي إرادة اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺑﻴﻨﻬما

. ﻓﺈن ﻛﺎن اﻧﺘﺼﺎر اﻟﻌﻘﻴﺪة اﳌﺰﻋﻮم ﻋﲆ اﻟﻌﻘﻞ واﻗﻌﻴﺎً )أو ﻛﺎن

58

إﱃ اﻓﺘﻌﺎل ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ

.RQP, II, chap. CLXI, OD III2, p. 836b .

  - ﺑﺎﻳﻞ، ﺑﻴﺎر، إﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ ﻗﺮوي

57

.39

  - ﻣﻘﺎﻟﺔ تمﻬﻴﺪﻳﺔ... اﻟﻔﻘﺮة

58

ﺣﻮل »ﻣﻼءﻣﺔ اﻟﻌﻘﻴﺪة ﻟﻠﻌﻘﻞ«: ﻻﻳﺒﻨﺘﺰ ﺿﺪ ﺑﺎﻳﻞ