Next Page  44 / 160 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 44 / 160 Previous Page
Page Background

44

ﺗﺤـﺖ أﺳـماء ﻛﺜـيرٍ ﻣﻨّـﺎ، ﻳﺮﻗـﺪ ﻧﺒـﻲّ: اﺳـﻢُ ﻧﺒـﻲّ لم ﻧﻔﻜّـﺮ

ﻓﻴـﻪ بمـﺎ ﻫـﻮ ﻛﺬﻟـﻚ. ﻛـﻢ ﻣـﻦ ﻣﺤﻤّـﺪ، وﻣـﻦ ﻳﻮﺳـﻒ، وﻣـﻦ

إﺑﺮاﻫﻴــﻢ... ﰲ ﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠــﺔ. وﻟﻴــﺲ ﻣــﻦ اﳌﺼﺎدﻓــﺔ أنّ اﻷﳌــﺎن،

ﻣﺜــﻼً، إﱃ ﺣــﺪود ﻛﺎﻧــﻂ ﻛﺎﻧــﻮا ﻳﺴــﻤّﻮن اﳌﺴــﻠﻤين ﺑﺎﺳــﻢ

»اﳌﺤﻤّﺪﻳـين«. وﺣـين ﻇﻬـﺮ ﻛﺎﻧـﻂ ﻗﺎﻟـﻮا ﻫـﻮ ﻣـﻮﳻ اﻷﳌـﺎن،

ﻫـﺬا ﺑﺄﻟﻮاﺣـﻪ وذاك ﺑﻠﻮﺣﺎﺗـﻪ. ربمّـﺎ ﻻ ﻧﻨﺘﺒـﻪ، إﻻ ﺑﺄَﺧـﺮة، إﱃ أنّ

ﻣﻌﻨـﻰ اﻟﻨﺒـﻲّ لم يمـﺖ ﺗﺤـﺖ أﺳـماﺋﻨﺎ، وأﻧّـﻪ أب، أو أخ، أو ﺟـﺪّ

ﻟﻨـﺎ، ﻋـﲆ ﻧﺤـﻮ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘـﻲ ﻓﻈﻴـﻊ.

لم ﻳﻌﻠـﻢ درﻳـﺪا، ﻣﺜـﻼً، إﻻ ﻣﺘﺄﺧّـﺮاً، أنّ اﺳـﻤﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘـﻲ

ﻫـﻮ »إﻳﻠﻴـﺎ« )ﺑﺎﻟﻌﱪﻳـﺔ »إﻟﻴﺎﻫـﻮ« وﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴـﺔ »إﻟﻴـﺎس«(، ﺣﻴﺚ

إنّ اﺳــﻤﻪ اﻟﻜﺎﻣــﻞ -إن ﺷــﺌﻨﺎ- ﻫــﻮ »ﺟــﺎك إﻟﻴــﺎس درﻳــﺪا«.

إﻟﻴـﺎس ﻳﻌﻨـﻲ ﺑﺎﻟﻌﱪﻳـﺔ: »إﻟﻬـﻲ ﻫـﻮ ﻳﻬـﻮه«. ﻛﺎن إﺧـﻮة درﻳـﺪا

ﺛﻼﺛـﺔ ذﻛـﻮر: اﻷﻛـﱪ »إﺑﺮاﻫﻴـﻢ«؛ واﻷوﺳـﻂ »ﻣـﻮﳻ«، واﻷﺧـير

ﻫـﻮ »إﻟﻴﺎﻫـﻮ«/ إﻟﻴـﺎس درﻳـﺪا.

وﻳﺠـﺪر ﺑﻨـﺎ أن ﻧﺴـﺄل ﻋﻨﺪﺋـﺬٍ: ﳌـﻦ ﻧـﴘء إذا أﺳـﺄﻧﺎ إﱃ

ﻧﺒـﻲّ؟

ﻧﺤـﻦ ﻧﺄﺧـﺬ ﻫـﺬا اﻟﻌﻨـﴫ اﻟﺒﻴﻮﻏـﺮاﰲ اﻟﺨـﺎص ﺑﺪرﻳـﺪا

ﻓﻜﺮة اﻟﻨﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﻌﺎﺻـﺮ

........................

@

ﻓﺘﺤﻲ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﻲ

* ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻮﻧﺲ اﳌﻨﺎر.

ﺑﺤﻮث وﻣﻘﺎﻻت

لم ﻳﻌــﺪ اﻟﻨﺒــﻲ ﻣﺼﻄﻠﺤــﺎً

ﻻﻫﻮﺗﻴ ـﺎً أو دﻳﻨﻴ ـﺎً ﻣﻨ ـﺬ وﻗ ـﺖ

ﻃﻮﻳـﻞ. وﰲ اﻟﻈﺎﻫـﺮ ﻓﻘـﻂ، أو

ﻋﺮﺿــﺎً ﻓﻘــﻂ، ﻧﺤــﻦ ﻧﻮاﺻــﻞ

اﻻﻫﺘــمام ﺑﻬﺎﻟﺘــﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴــﺔ

أو اﻟﻌﻘﺪﻳــﺔ. إنّ اﻟﻨﺒــﻲ ﻗــﺪ

دﺧــﻞ اﻷزﻣﻨــﺔ اﻟﺠﺪﻳــﺪة،

وﺗﺤــﻮّل إﱃ »رﻣــﺰ« ﻳﺸــير إﱃ

ﺟﻬـﺎز ﻣﻘﺪّﺳـﺎت ﻳﻌﻤـﻞ وﻓﻘـﺎً

ﻹواﻟﻴـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ. وﻋﻠﻴﻨـﺎ، ربمـﺎ،

أن ﻧﺴـﺄل: ﻛﻴـﻒ ﺗﺤـﻮّل اﻟﻨﺒـﻲ

ﻣـﻦ »رﺳـﻮل اﻟﻠـﻪ« إﱃ ﻣﺠـﺮّد

»رﻣــﺰ دﻳﻨــﻲ«؟