مجلة ألباب - العدد الثاني عشر

اﻟﻌﺪد

(12)

148

ﰲ اﳌﻨﺎخ اﻟﺜﻘﺎﰲ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ اﳌﻘﱰن ﺑﺘﻴﺎر اﻟﻌﺮوﺑﺔ اﻟﺴﺎﻋﻲ إﱃ اﻟﺘﺴﻠّﺢ ﰲ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ »اﻟﻐﺰو اﻟﻔﻜﺮي«

اﻟﻐﺮبي، بمﺎ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻪ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ »ﻗﻴﻢ« وﻣﻦ أﻋﻼم ووﺟﻮه ﻣﴩﻗﺔ. ﺑﻴﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎرﺑﺔ

ﻧﺠﺪﻫﺎ أﻳﻀﺎً ﻟﺪى اﻟﺠﺎﻣﻌﻴين ﰲ اﻟﻐﺮب، ﻛما ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺬﻟﻚ دراﺳﺘﺎ ﻟين إ. ﺟﻴﻮدﻣﺎن وﺳﺎﻣﻲ س. ﺣﺎوي

اﳌﺬﻛﻮرﺗﺎن آﻧﻔﺎً )واﳌﻼﺣﻆ أن ﻫﺬا اﻷﺧير ﻳﺒين ﻋﻦ ارﺗﺒﺎك ﻻﻓﺖ، وﻏﻤﻮضٍ ﰲ اﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ...،

ﻣﺎ ﻳﺒين أنﱠ اﻟﻨماذج اﳌﻌﺮﻓﻴﺔ اﳌﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻌﺸّﺶ ﺣﺘﻰ ﰲ اﻷوﺳﺎط

اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ(.

ﻫﻜﺬا ﻳﺘﻀﺢ ﻛﻴﻒ أن ﺳﺆاﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﺮاءة )ﺣﻲّ ﺑﻦ ﻳﻘﻈﺎن( )وﻫﻮ ﺳﺆال أﺛﺮﻧﺎه، ﺑﺎﻷﺣﺮى،

ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ( ﻟﻴﺲ ﻣﺒﻌﺜُﻪ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ اﺗﺒﺎع ﺗﻘﻠﻴﻌﺔ ﺳﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﻴّﻨﺔ؛ ﺑﻞ ﻣﺮدﱡﻩ إﱃ ﴐورة

ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻘﺘﴤ إﻋﺎدة ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﺨﺘﻠِﻒ ﻣﺎ ﺗﺮاﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﻮن، إﱃ ﺣﺪّ اﻵن، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻘﺘﴤ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻋﻼﻗﺔ

إﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻊ اﻟﻨﺼﻮص ذات اﻷﺻﻮات اﳌﺘﻌﺪدة.

وﻣﻦ ﺛﻢ، إﻧﻨﺎ ﺳنروم اﻗﱰاح ﻗﺮاءة ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﺘﻔﻬﻤﺔ؛ إﻧﻬﺎ ﻗﺮاءة ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗُﺴﺎﺋِﻞ، ﺑﻼ

اﻧﻘﻄﺎع، ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻛﻞ اﻟﻘﺮاءات، بمﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ نمﺎرﺳﻬﺎ ﻧﺤﻦ، ﻣﻦ ﻣﴩوﻋﻴﺔ إﺑﺴﺘﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ، وﻣﻦ

ﻣﻼءَﻣﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ؛ وﻫﻲ ﻗﺮاءة ﻣﺘﻔﻬّﻤﺔ، ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻬﺎ ﺗﺮﻣﻲ إﱃ اﻟﻨﻈﺮ اﻟﺸﻤﻮﱄ واﻟﺘﺤﺼﻴﻞ اﻹﺟماﱄ

ﳌﻌﺎني اﳌﺼﻨ ﱠ ﻔﺎت ووﻇﺎﺋﻔﻬﺎ. وﰲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻧﺎ، ﺑﻮﺳﻌﻨﺎ أن ﻧﺘﻨﺎول ﺑﺎﻟﺪرس أﻫﻢ اﻹﺷﻜﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﺜيرﻫﺎ

)ﺣﻲّ(، إذا ﻧﺤﻦ أﻋﻤﻠﻨﺎ اﻟﻨﻈﺮَ ﰲ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻵﺗﻴﺔ:

1 .

ﺷﻜﻞ اﳌﺤﺘﻮى.

2 .

ﺟﻮﻫﺮ اﳌﺤﺘﻮى.

3 .

وﻇﻴﻔﺔ )ﺣﻲّ( اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.

. ﺷﻜﻞ اﳌﺤﺘﻮى:

1. 2

إن ﻣﺎ دُرج ﻋﻠﻴﻪ، ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧيرة، ﰲ ﺑﺎب ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺤكي، ﻫﻮ ﻣﺴﻠﻚ ﺳِﻤﺘُﻪ اﻟﻨﺰوع إﱃ ﺗﺮﺟﻴﺢ

ﻛﻔّﺔ اﳌﻌﻴﺎر اﻟﺸﻜﲇ، ﺣﻴﺚ ﻳُﺮاد إﻏﻔﺎل اﻻﻋﺘﺒﺎرات اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋﻦ اﻻﺷﺘﻐﺎل اﻟﺪاﺧﲇ ﻟﻠﻨﺺ وﺗﻐﻴﻴﺒﻬﺎ

ﻗﺪر اﻹﻣﻜﺎن. وﻓﻴما ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻘﺼﺔ )ﺣﻲّ( ﻳﺠﺪر ﺑﻨﺎ أن ﻧﺘﻌﺮﱠف إﱃ اﻟﻌﺪﱠ ة اﻟﻠﻐﻮﻳﺔ واﻷدﺑﻴﺔ اﳌﺴﺨﱠﺮة

ﻹﻧﺘﺎج اﳌﻌﻨﻰ، كي ﻳﺘﺴﻨ ﱠ ﻰ ﻟﻨﺎ أن ﻧﻘﻒَ ﻋﲆ ﻣﺎ أﺿﺎﻓﻪ ﺻﻨﻒ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ، أو ﻣﺎ لم ﻳُﻀِﻔﻪ، إﱃ اﻟﺘﻮاﺻﻞ

-113

( وﺧﺎتمﺔ )ص

18-1

اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ. ﻧﻼﺣﻆ، ﺑﺪءاً، أن اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ، ﰲ ﺣﺪّ ذاﺗﻬﺎ، ﺗﻨﺪرج ﰲ ﻣﻘﺪﻣﺔ )ص

( ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬما اﻟﻜﺎﺗﺐ وﺣﺪَﻩ، دون ﻏيره، ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎً. وﺗﺮى اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﻮاﺻﻞُ ﻇﻬﻮرَﻩ ﻋﲆ

114

( ﻛﻠما اﻗﺘﴣ اﻷﻣﺮ اﻟﺘﻨﻮﻳﻪَ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺑُﺮﻫﺎن ﻣﻌينٍ، أو ﺗﻌﺰﻳﺰ

اﻣﺘﺪاد اﻟﴪد ﺗﺎرﻛﺎً وﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮاوي )ر

ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺤﺠﺎج. ﻳﺘﺒينّ، إذاً، أن اﻟﺮاوي ﺧﺎﺿﻊ ﺧﻀﻮﻋﺎً ﺑﻴ ﱢ ﻨﺎً ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ، وﻣﻘﺘﴫٌ ﻋﲆ أﻻ ﻳﴪد ﺳﻮى

ﺗﻘﺪﻳﻢ اﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ