Next Page  151 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 151 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

150

اﻟﺨﻠﻖ واﻟﻌﻘﻞ واﻟﻔﻄﺮة وﻫﻠﻢ ﺟﺮا(. إن اﺧﺘﻴﺎرَ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﴪدي ﻧﻔﺴَﻪ ﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎر ﻟﺮبمﱠ ﺎ ﻓﺮض ﻧﻔﺴﻪ

ﻋﲆ اﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻧﻈﺮاً ﳌﺎ ﻳﺘﻴﺤﻪ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﺎت ﺣﺠﺐ ﺑﻌﺾ اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺟﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ

اﳌﺮوي ﻟﻪ وإﺧﻔﺎﺋﻬﺎ وراء ﺳﺘﺎر اﻟﺨﻴﺎل.

وﻟﱧ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﰲ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﴪد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺣﻈﻨﺎ أن اﳌﱰﺟﻤين، ﺣﺘﻰ اﳌﺤﺪﺛين ﻣﻨﻬﻢ، ﻻ ﻳﻈﻬﺮون

أي تمﻔﺼﻞ داﺧﻞ اﻟﻨﺺ؛ ﻏير أن ثمّﺔ ﺟﺰأﻳﻦ ﻣﺘماﻳﺰﻳﻦ، ﻳﺒﺪو اﻟﺜﺎني ﻣﻨﻬما )وﻫﻮ ﺟﺰء ﻻ أﺛﺮ ﻟﻪ ﰲ ﺷﻔﺮة

اﻟﺠﺰء اﻷول( بمﺜﺎﺑﺔ ﻣﺘﻤّﻢ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﴐورة اﺳﺘماﻟﺔ اﳌﺮوي ﻟﻪ وإﻗﻨﺎﻋﻪ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﺄتىّ، أﻛثر ﻣماّ ﻗﺪ

ﻳﺘﺄتىّ، ﻣﻦ اﻻﻧﺴﺠﺎم اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻢ ﻧﺸﺄة ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺣﻲّ وﺳﻂ ﺗﻠﻚ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﳌﻘﻔﺮة. وﻳﱪز ﻫﺬه

اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ، ﻋﲆ اﻷﺧﺺ، ذﻟﻚ اﻟﺘﴫﻳﺢُ اﻟﻮارد ﰲ ذﻳﻞ اﻟﻔﺼﻞ اﻷﺳﺎس: »ﻫﺬه ﻫﻲ ﻛﻞ اﻹﺷﺎرات اﻟﺘﻲ

ﺑﻮﺳﻌﻲ أن أﺑﻠﻐﻚ إﻳﺎﻫﺎ ﺣﻮل ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻪ ﺣﻲّ ﺑﻦ ﻳﻘﻈﺎن ﰲ ﻫﺬا اﳌﻘﺎم اﻟﻜﺮﻳﻢ. ﻓﻼ ﺗﻄﻠﺐ اﳌﺰﻳﺪ ﻋﻦ

.(99

ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻜﻠمات؛ ﻷن ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ اﳌﺤﺎل. أﻣﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﺼﺘﻪ، ﻓﺴﺄروﻳﻬﺎ ﻟﻚ...« )ص

ﰲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪاً ﺗﻈﻬﺮ ﺷﺨﺼﻴﺘﺎن اﺛﻨﺘﺎن ﻫما: أﺻﺎل وﺳﻼﻣﺎن، واﳌﺮاد ﺑﻬما اﳌﺠﺘﻤﻊ، اﻟﺬي

ﻳﻘﻮم ﺑﺪور اﳌﻌﺎرِض اﳌﻨﺎوئ ﳌﺎ ﻳﺨﻮض ﻓﻴﻪ اﻟﺒﻄﻞ ﻣﻦ ﺑﺤﺚ واﺳﺘﻜﺸﺎف. وﺣﺮيٌ ﺑﻨﺎ أن ﻧﺸير، ﰲ ﻫﺬا

اﻟﺴﻴﺎق، إﱃ أن ﺗﻔﺠّﺮ اﳌﺸﺎﻛﻞ اﳌﺤﺎﻳﺜﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ )ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺔ وﻗﻮاﻧين وﻟﻐﺔ ودﻳﻦ وﻏيرﻫﺎ(، وﺳﻂ

اﳌﻌمار اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﳌﻘﱰن ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة واﻟﻮﺣﺸﺔ، أﻣﺮٌ ﻳُﻔﴤ إﱃ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺒﺴﻴﻂ واﻻﺧﺘﺰال،

وإﱃ ﺗﺠﻠﻴﺎت ﻣﻦ اﻻرﺗﺒﺎك واﻻﺧﺘﻼل واﻟﺘﻬﺎﻓﺖ )اﻧﻈﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ يمﺖّ ﺑﺼﻠﺔ إﱃ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻠﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔً(

ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ أن ﺗﻠﺤﻖ ﺿﻴماً ﺑﺠﻮدة اﻟﺤكي ﰲ ﺟﺎﻧﺒﻪ اﻟﺸﻜﲇ؛ ﺑﻞ أن ﺗﻠﺤﻖ ﺿﻴماً أﻛﱪ ﺑﺠﺪﻳﺔ اﻟﻜﺘﺎب

وﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ.

وﰲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻳﺸﻜﻞ اﻟﺠﺰء اﻷول وﺣﺪة ﴎدﻳﺔ ﻣﱰاﻣﻴﺔ اﻷﻃﺮاف ﺗﻨﺘﻈﻤﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻜﻮﻧﺎت اﳌﻌﻬﻮدة

اﳌﺘﻌﺎرﻓﺔ؛ ﻓﻬﻨﺎك ﺑﻄﻞ ﻳﺠﺘﺎز ﻣﺤﻨﺎً وﺷﺪاﺋﺪَ ﻛﺜيرةً ﰲ ﺳﻌﻴﻪ إﱃ ﺑﻠﻮغ اﳌﻘﺎم اﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺒﺤﺚ،

وﻫﻨﺎك اﳌﺴﺎﻋﺪ اﻟﺬي ﻳﻘﺪم ﻳﺪ اﻟﻌﻮن ﺑﻼ ﻗﻴﺪ وﻻ ﴍط، وﻳﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻟﻌﻘﻞ، ﺛﻢ ﻫﻨﺎك اﻷﻃﺮاف

اﳌﻌﺎرِﺿﺔ، وﻫﻲ أﻃﺮاف ﻳﺆول ﻣﺼيرُﻫﺎ، دوﻣﺎً، إﱃ أن ﺗُﻐﻠَﺐ ﻋﲆ أﻣﺮﻫﺎ.

واﻟﺤﺎل أن اﻟﺘﻘﺴﻴمات اﻟﺴﺒﻌﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺎﺑﻖُ ﻛﻞﱞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﱰةً ﻗﻮاﻣُﻬﺎ ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻮام، وﻫﻲ اﳌﺪة اﻟﺘﻲ

ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻬﺎ ﻣﺴﺎر ﺣﻲّ، ﻋﲆ ﻏﺮار ﻣﺴﺎر اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻫﻲ ﺗﻘﺴﻴمات ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﻜﻠﻴﺔ

(، وإﱃ

7)

ﻗﻤﻴﻨﺔ ﺑﺄن ﺗُﻌﺘﻤَﺪ ﰲ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﴪد؛ ﻓﻬﻲ إنمﺎ ﺗﺤﻴﻞ إﱃ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺮﻣﺰﻳﺔ اﳌﻘﱰﻧﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪد

اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮّق إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺻﻒ ﰲ اﻷدﺑﻴﺎت اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺼﻮﻓﻴﺔ. إن

ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﴪد وﺗﺴﻠﺴﻞَ ﺣﻠﻘﺎﺗﻪ ﻣﻜﻮﻧﺎتٌ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﺳﺘﺠﻼؤﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺸﻜﻠﻴﺔ اﳌﺘﻌﺪّدة

ﺗﻘﺪﻳﻢ اﺑﻦ ﻃﻔﻴﻞ