Next Page  176 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 176 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

175

، وﻣﻦ ﺛﻢّ

57

ﻛﺎن اﻟﻨﻈّﺎم ﰲ ﺑﻐﺪاد ﰲ ﻓﱰة ﺧﻼﻓﺔ اﻷﻣين، ﻛما ﻧﻌﺮف ﻣﻦ ﻛﺘﺎب )اﻟﻜﻨﻮز( ﻷﻳﻮب اﻟﺮﻫﺎوي

ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻧﺤﺎز ﻣﺆﻗّﺘﺎً إﱃ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻼﻣﺔ، اﻟﺬي ﻇﻠّﺖ أﻓﻜﺎره، إن ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ أﻓﻜﺎر، ﻏﺎﻣﻀﺔً تمﺎﻣﺎً.

واﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻫﻲ أنّ اﻟﻨﻈّﺎم ﺗﺼﻮّر ﺟماﻋﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺑﻼ ﻗﺎﺋﺪ، وﻫﻲ ديمﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻗﺮآﻧﻴّﺔ ﺑﻨﺤﻮ

ﻣﺎ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ أنمﻮذﺟﺎً ﻧﻈﺮﻳﺎً ﺑﺪﻳﻼً ﻟﻠﻮاﻗﻊ اﳌﻮﺟﻮد؛ وﻷﻧّﻪ اﻋﺘﻘﺪ أﻳﻀﺎً، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ، أنّ اﻟﺤﺎﻛﻢ

اﻟﺬي ﻳﻮﺟﺪ ﰲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺳﻠﻔﺎً، واﳌﻌﺮوف ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻪ اﻟﺤﻖّ ﰲ أن ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﻨﺎس

. ﻟﻘﺪ ﺗﺨﲆّ اﻟﻨﻈّﺎم ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪة وﺟﻮب اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﺤﺴﺐ؛ أﻣّﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺒﺎﻗﻲ، ﻓﻜﺎن

58

ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ

ﻳﺘﺨﻴّﻞ ﻣﺜﺎﻻً )ﻳﻮﺗﻮﺑﻴﺎ( ﻳﻌﺮف أﻧّﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘّﻖ ﰲ ﻇﻞّ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴﺎﺋﺪة. ﻫﺬا اﳌﺜﺎل يمﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧّﻪ

ﻧﻮع ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠماء واﻟﻘﻀﺎة، وﻫﻢ أﺷﺨﺎص ﻣﺜﻠﻪ ﻗﺎدرون ﻋﲆ ﺗﻔﺴير

(: )إنّ أﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ

13 /49)

اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪّس. وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﻮﻗﻔﻪ، اﻋﺘﻤﺪ ﻋﲆ اﻟﺴﻮرة

. وﻫﺬا اﻷنمﻮذج لم ﻳﺤﻦ وﻗﺘﻪ ﺑﻌﺪ؛ ولم ﺗﺒﺪُ اﻷﻣﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ اﳌﺤﻨﺔ. ﻏير أنّ اﻟﻔﻘﻬﺎء،

59

أﺗﻘﺎﻛﻢ(

اﻟﺬﻳﻦ ﺣﺎوﻟﻮا اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﲆ اﻟﻔﻮﴇ اﻟﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺖ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴّﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻋﻠّﻠﻮا ﺗﺪﺑيرﻫﻢ اﻟﺸﺨﴢّ

. وﻓﻮر دﺧﻮﻟﻪ ﺑﻐﺪاد، ﺣﺮﻣﻬﻢ اﳌﺄﻣﻮن ﻣﻦ ﻫﺬا اﻻﻣﺘﻴﺎز؛ وﻗﺪ

60

ﺑﻮﺻﻔﻪ أﻣﺜﻠﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف

.

61

ﻗﺒﺾ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﲆ اﳌﺤﺪّث اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ دﻛين، اﻟﺬي داﻓﻊ ﴏاﺣﺔً ﻋﻦ ذﻟﻚ، واﺳﺘﻔﴪه ﻋﻦ اﻷﻣﺮ

وﰲ ﻛﻞّ اﻷﺣﻮال، لم ﻳﻜﻦ اﻟﻨﻈّﺎم أوّل ﻣﻦ ﻳﻘﻮل ﺑﻬﺬه اﻷﻓﻜﺎر؛ ﺑﻞ إﻧّﻬﺎ ﺗﺸﻜّﻠﺖ، ﰲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ،

ﺧﺎرج اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟﺮﺳﻤﻴّﺔ، ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻷنمﻮذج اﳌﻀﺎدّ ﻟﻬﺎ ﻋﲆ ﻧﺤﻮ ﻃﺒﻴﻌﻲّ. ﰲ اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻨّﻲ، ﻓُﴪّ

اﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎدةً ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﻌﻘﺪ، اﻟﻌﻘﺪ ﻛما أﺳّﺴﺘﻪ اﻟﺒﻴﻌﺔ وأﻛّﺪﺗﻪ؛ ﻓﺎﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴّﺔ أو اﻟﺘﻤﺮّد

أﺛﺒﺖ، إذاً، أﻧّﻪ يمﻜﻦ ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﺨﲇّ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻘﺪ؛ وﻣﻦ ﺛﻢّ، ﻻ ﻧﺴﺘﻐﺮب إذا وﺟﺪﻧﺎ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻨﻈّﺎم

ﻳﻌﺘﻘﺪون أنّ اﻟﺠماﻋﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﱃ اﻹﻣﺎم ﻃﺎﳌﺎ ﻫﻲ

62

ﻟﺪى اﻟﺨﻮارج ﻗﺒﻠﻪ. ﻛﺎن أﺗﺒﺎع ﻧﺠﺪة ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ

، وﰲ اﻟﻌﺮاق ﻛﺎن اﻹﺑﺎﺿﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﴫة، اﻟﺬﻳﻦ أﻇﻬﺮوا ﻛﻴﻒ يمﻜﻦ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ

63

ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺄواﻣﺮ اﻟﻘﺮآن

.

64ً

اﻷﻋﻴﺎن أن ﻳﻘﻮدوا إﻣﱪاﻃﻮرﻳﺔ ﺗﺠﺎرﻳّﺔ، وﻫﺆﻻء اﻷﻋﻴﺎن ﻟﻴﺴﻮا ﺗﺠﺎراً ﻓﺤﺴﺐ؛ ﺑﻞ ﻋﻠماء دﻳﻦ أﻳﻀﺎ

واﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ.

299

، ص

3 ،

  - ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم واﳌﺠﺘﻤﻊ

57

.416

  - اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ، ص

58

.(264 ّ

واﻟﺼﻔﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ )ﻧﺺ

196

، أ( و

263 ّ

)ﻧﺺ

195

، ص

4 ،

  - اﻧﻈﺮ: ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم واﳌﺠﺘﻤﻊ

59

.448

، ص

3 ،

  - ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم واﳌﺠﺘﻤﻊ

60

(. وﻣﻦ أﺗﺒﺎع ﺳﻬﻞ ﺑﻦ

474

، ص

3 ،

. وﰲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ، ﻛﺎن ﻓﻀﻞ ﻣﻌﺎرﺿﺎً ﴍﺳﺎً ﻟﻠﻤﺤﻨﺔ )اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ

388

، ص

2 ،

  - ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم واﳌﺠﺘﻤﻊ

61

.(471

، ص

3 ،

ﺳﻼﻣﺔ ﻧﺠﺪ أﻳﻀﺎً أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﴫ اﻟﺨﺰاﻋﻲ، اﻟﺬي ﺛﺎر ﻋﲆ اﻟﻮاﺛﻖ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات )اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﻪ

، ﻣﺎدّة »اﻟﺨﻮارج«.

1076 ،4 ،2

  - اﻧﻈﺮ: ﻣﻮﺳﻮﻋﺔ اﻹﺳﻼم

62

. اﻧﻈﺮ أﻳﻀﺎً اﻵن ﻣﻊ ﺗﻔﺴير ﺷﻬﺎدة ﺟﺪﻳﺪة ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ:

164

، ص

4 ،

- ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم واﳌﺠﺘﻤﻊ

63

P. Crone, 'A Statement by the Najdiyya Kharijites on the Dispensability of the Imamate' Studia Islamica, 88 (1998), p. 55 ff.

واﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ.

194

، ص

2 ،

  - ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم واﳌﺠﺘﻤﻊ

64

ﺗﺄﻟﻴﻒ: ﺟﻮزﻳﻒ ﻓﺎن إﻳﺲ / ﺗﺮﺟﻤﺔ: ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺒﻮﺳﻜﻼوي