اﻟﻌﺪد
(12)
181
ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻟﺼَﻮن اﻟﺤﻖ ﰲ اﻻﻋﱰاض، ﺑﴩط أن ﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮا اﻟﺴﻼح ﻋﲆ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺨﻮارج أو اﻷزارﻗﺔ
ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ. وﻣﻨﺬ )اﻷم( ﻟﻠﺸﺎﻓﻌﻲ ﻫﻨﺎك ﺑﺎب ﰲ ﻛﺘﺐ اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻌﺮض أﺣﻜﺎم اﻟﺒﻐﺎة أو اﻟﺨﺎرﺟين ﻋﲆ
اﻟﺴﻠﻄﺎن، واﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﺴﻠﻮك ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ وﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ، وإن لم ﻳﻨﺠﺤﻮا ﻛﺜيراً؛ ﺣﻴﺚ ﺻﺎر اﻟﺬﻳﻦ
»ﻳﺨﺮﺟﻮن«، وﻟﺪﻳﻬﻢ »ﺗﺄوﻳﻞٌ ﺳﺎﺋﻎٌ«، ﻳُﻌﺎﻣَﻠﻮن ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻛﺄﻧﻬﻢ ﻗﻄّﺎع ﻃُﺮُق ﻻ أﻛثر.
ﻓﺎن إﻳﺲ ﻳﺮى أن دﻋﻮة اﻟﻘﺮآن اﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ ﻟﻠﺘﺼﺎﻟﺢ أﺳﻘﻄﺖ دﻋﻮاﻫﻢ، وﺻﺎرت ﺣﺠﺞ اﻟﺘﻤﺮد ﺑﺎﺳﻢ
اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ﺿﻌﻴﻔﺔ. واﻟﺬي أراه أنّ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎن ﻋﲆ أنّ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﳌﺼﺎﻟﺢ
-وإن دﻓﻊ إﱃ اﳌﻌﺎرﺿﺔ- ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺪﻓﻊ إﱃ ﺣﻤﻞ اﻟﺴﻼح. أﻣﺎ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﺜﻮاﺑﺖ ﻓﻬﻮ ﻣُﻮﺟﺐٌ
ﻟﻠﺘﻤﺮد. وﻳﺒﻘﻰ أنّ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺮّق، ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل، ﺑين تمﺮدٍ وتمﺮد ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أنّ اﳌﻌﺎرﺿين
لم ﻳﺤﻤﻠﻮا اﻟﺴﻼح!
ﻣﻘﺎﻟﺔ اﻷﺳﺘﺎذ ﻓﺎن إﻳﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ واﺿﺤﺔ اﻟﻘﺴمات ﺷﺄن دراﺳﺎﺗﻪ اﻷُﺧﺮى. وﻟﺬﻟﻚ اﻗﺘﻀﺖ إﻳﺮاد
ﻫﺬه اﳌﻼﺣﻈﺎت؛ وﻳﺒﻘﻰ أنّ ﻛﻞﱠ ﻣﺠﺘﻬﺪٍ ﻣُﺼﻴﺐ!
رﺿﻮان اﻟﺴﻴﺪ
2018/5/26
ﺑيروت ﰲ
ﺗﺄﻟﻴﻒ: ﺟﻮزﻳﻒ ﻓﺎن إﻳﺲ / ﺗﺮﺟﻤﺔ: ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺒﻮﺳﻜﻼوي