Next Page  188 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 188 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

187

( ﻋﻨﺪ أﻓﻼﻃﻮن(، واﻧﻄﻼﻗﺎً

typos)

ﺗﺄتي اﻟﺬﻛﺮى، إذاً، ﺻﻮرة اﻟﺬﻛﺮى، ﻣﻦ ﻫﺬا اﻷﺛﺮ )اﻟﺴﻤﺔ/ اﻟﺒﺼﻤﺔ

ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻌﻞ اﻟﺘﺬﻛﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻤﻜﻨﺎً. واﻟﺘﻌﺮّف، إذاً، ﻫﻮ ﺗﻌﺮف ﻣﻄﺎﺑﻖ ﺑين اﻟﺘﺪوﻳﻦ واﻟﺘﻘﻴﻴﺪ

)اﻟﺼﻮرة اﳌﺸﻜﱠﻠﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﺬاﻛﺮة( واﻟﺒﺼﻤﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻷول. وﻳﻈﻬﺮ اﻟﺨﻄﺄ

ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷﺛﺮ: أن ﺗﺨﻄﺊ ﻳﻌﻨﻲ أن ﺗﺨﺘﺎر ﺑﺼﻤﺔ ﺳﻴﺌﺔ. وﻋﲆ ﻫﺬا اﻷﺳﺎس، ﻣﻬما ﻛﺎن ﻋﻤﻞ

اﻟﺬاﻛﺮة وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺬﻛﺮى، إﻧﻬما ﻳﺼﺪران، أو ﻳﻨﺒﺜﻘﺎن، ﻣﻦ اﻷﺛﺮ اﳌﱰوك ﰲ اﻟﺮوح )ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ ﻛما ﻳﻘﻮل

اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﰲ ﻋﻠﻮم اﻷﻋﺼﺎب(.

واﻟﺤﺎل أن اﻷﺛﺮ، اﻟﺬي ﻣﻨﻪ ﻳﺘﺸﻜّﻞ تمﺜﻴﻞ اﳌﺎﴈ، ﻫﻮ أﺛﺮ ﻣﺘﻌﺪّد. ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ، إن اﻷﺛﺮ ﻳﺸﻜﻞ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ

دائمﺔ ﻟﻠﺬاﻛﺮة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ثمﺔ آﺛﺎر، وﻫﻲ آﺛﺎر ﻣُﺨﻴﺔ )دﻣﺎﻏﻴﺔ( وﻧﻔﺴﻴﺔ وﻣﺎدﻳﺔ ﰲ

اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. وﺛﻼﺛﻴﺔ اﻵﺛﺎر ﻫﺬه، اﻟﺘﻲ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﻮل رﻳﻜﻮر، ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺪراﺳﺔ إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺬاﻛﺮة واﻟﺘﺎرﻳﺦ.

( إﻻ ﰲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ

mnésiques

لم ﻳﺘﻨﺎول ﺑﻮل رﻳﻜﻮر اﻵﺛﺎر اﳌﺨﻴّﺔ )أو اﻟﺬاﻛﺮﻳﺔ

اﻟﻜﺘﺎب، وﰲ اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺴﻴﺎن. وﻫﺬه اﻵﺛﺎر ﺗُﻜﺜﱢﻒ إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ دﻻﻟﺔ اﻟﺼﻮرة-اﻟﺬﻛﺮى ﻣﻊ ﺗﻠﻚ

اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـ »ﻣﺎدﻳﺔ اﻷﺛﺮ«. وﻫﺬه اﻵﺛﺎر ﻫﻲ، ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻵﺛﺎر، آﺛﺎر ﰲ اﻟﺤﺎﴐ، وﻫﻲ ﻣﻨﺬﺋﺬٍ

ﻋﻼﻣﺔ–أﺛﺮ-ﻋﻼﻣﺔ ﻟﻘﻀﻴﺔ ﻏﺎﺋﺒﺔ. وﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴين وﻣﻮﺿﻌﺔ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر ﰲ اﻟﺪﻣﺎغ ﺑﺄﻟﻔﺎظ اﻷﺳﻄﺢ، واﻟﺪارات،

واﻷﻧﺴﺎق اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﺘﻨﻈﻴمات واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ. وﺗُﺮﺳﻢ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ دﻣﺎﻏﻴﺔ )ﺗﺼﻒ اﻷﺳﻄﺢ اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﻠّﻬﺎ

ﻫﺬا اﻷﺛﺮ، أو ذﻟﻚ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ...( وﺗُﺼﻨ ﱠﻒ وﻇﻴﻔﻴﺎً )ﺗﻌﻴين اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ وﻣﺨﺘﻠﻒ أﺷﻜﺎل اﻟﺬاﻛﺮة(، وﺑﺬﻟﻚ

(، واﻏﺘﻨﻰ ﺑﻘﺮاءات أ.

Jean-Pierre Changeux)

ﻳﻮاﺻﻞ ﺑﻮل رﻳﻜﻮ ﺣﻮاراً ﺑﺪأه ﻣﻊ ﺟﺎن ﺑﻴير ﺷﺎﻧﺠﻮ

(. وﻻ يمﻜﻨﻨﺎ، ﻫﻨﺎ، اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﰲ

P.Buser)

(، وب. ﺑﻮزﻳﻪ

A.Berthoz)

ﺑيرﺗﻮز

ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع، اﻟﺘﻲ ﺗُﺒينﱢ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﳌﺎدﻳﺔ ووﺿﻌﻴﺔ اﻷﺛﺮ. وﻻ ﺗﺄتي ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ، إﻻ إذا ﺗﻔﺤّﺼﻨﺎ

( إﻻ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ

autocompréhension)

اﻟﻨﺴﻴﺎن؛ ذﻟﻚ ﻷن »اﻟﺪﻣﺎغ ﻻ ﻳﺴﻬﻢ ﻣﺒﺎﴍة ﰲ اﻟﻔﻬﻢ اﻟﺬاتي

(. وﻫﺬه اﻵﺛﺎر اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻔﻜﺮ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻨﻤﺤﻲ

3

اﻟﻔﺼﻞ

III

اﻟﺨﻠﻞ اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ« )اﻟﻘﺴﻢ

وﺗﻀﻴﻊ.

وأﻣّﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻓﻤﺨﺘﻠﻔﺔ؛ إﻧﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ أن ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻣﻊ أﻓﻼﻃﻮن.

إﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻻﻧﻔﻌﺎﻻت أوﻟﻴﺔ »اﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ اﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ﻛﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺣﺪثٌ

(. إذاً، ﻳُﻘﺎل اﻷﺛﺮ اﻟﻨﻔﴘ

3

اﻟﻔﺼﻞ

III

أﺻﺎﺑﻨﺎ وأﺛﱠﺮ ﻓﻴﻨﺎ، وﻋﻼﻣﺔ اﻷﺛﺮ ﻻ ﺗﺰال ﺑﺎﻗﻴﺔ ﰲ ﻓﻜﺮﻧﺎ« )اﻟﻘﺴﻢ

. وﻛﺬﻟﻚ: أﻓﻼﻃﻮن، ﻣﺤﺎورة ﺛﻴﺎﺗﻴﺘﻮس، ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺰت ﻗﺮني، ﻣﺠﻠﺲ

38

اﻧﻈﺮ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﱰﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎب )اﻟﺬاﻛﺮة، اﻟﺘﺎرﻳﺦ، اﻟﻨﺴﻴﺎن(، ص

، وﻓﻴﻪ ﺗﻌﺪﻳﻞ واﺿﺢ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﻔﻜﺮة »ﻛﺸﺄن ﺑﺼمات اﻷﺧﺘﺎم اﻟﺘﻲ ﻧﻄﺒﻌﻬﺎ ﻋﲆ

239

، ص

2001 ،

اﻟﻨﴩ اﻟﻌﻠﻤﻲ، ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ، اﻟﻜﻮﻳﺖ

اﻟﺸﻤﻊ. وﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻗﺪ اﻧﻄﺒﻊ ﻫﻜﺬا، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺤﻔﻈﻪ ﰲ اﻟﺬاﻛﺮة، وﻧﺼﺒﺢ ﻋﺎرﻓين ﻟﻪ ﻃﺎﳌﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺻﻮرﺗﻪ«. )م(.

ﺑﻘﻠﻢ: إيمﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون/ ﺗﺮﺟﻤﺔ: اﻟﺰواوي ﺑﻐﻮره