مجلة ألباب - العدد الثاني عشر

19 / 242

اﻟﻌﺪد
(12) 18
اﳌﻀﺎدة« )ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺰال اﻟﺸﻔﻮي ﻣﻬﻴﻤﻨﺎً(، و»اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺰاﺋﻔﺔ« )ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺪاﺧﻞ اﻟﺸﻔﻮي واﳌﻜﺘﻮب(
...36( )ﻫﻲ ﻧﺼﻮص ﻳﺘﻢّ ﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ ﰲ اﺗّﺠﺎه ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻨﻬﺎ(pré-textes) «و»اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﱃ اﻟﻔﻬﻢ
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ، ﻟﻴﺲ اﻟﺘﺄوﻳﻞ إﻧﺘﺎج »ﻧﺺ«؛ ﺑﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﻧﺺّ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺎوض ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﺠﺒﻪ ﻋﻨّﺎ، وﻳﺠﻌﻠﻪ
ﻏير ﻣﻔﻬﻮم. واﻟﻨﺼﻮص اﻷﺻﻴﻠﺔ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻮﻗﻮع »اﻧﺼﻬﺎر ﰲ اﻵﻓﺎق« ﺑين أﻓﻖ اﻟﻨﺺ
وأﻓﻖ اﻟﻘﺎرئ. واﻟﻨﺺ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮّ؛ أي ﻻ ﻳﺘﺤﻮّل إﱃ »أدب«، ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﻜﺒير، إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ يمﻜّﻦ ﻣﻦ ﺣﺪوث
.37»ﺗﻜﺮارات وأﻋمال ﻟﻐﻮﻳﺔ« ﻋﻠﻴﻪ، وﻳﺘﺤﻤّﻠﻬﺎ ﰲ ﻛﻞّ ﻣﺮة
(، أو des non-lecteurs) «اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﻘﻼً ﻣﻦ ﻧﻮع ﻏير ﻣﺴﺒﻮق ﻣﻦ »اﻟﻼﻗﺮّاء
ﻛﻴﻒ ﻧﻌﺎﻣﻞ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪس ﻧﺼّﺎً أدﺑﻴّﺎً ﻻ ﻳُﻘﺮأ بمﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ.
،(1974 ( )ﺻﺪر ﺳﻨﺔQur’anic Studies) ﻟﻮ أﺧﺬﻧﺎ ﻋﻤﻞ ﺟﻮن واﻧﺴﱪو ﻣﺜﻼً، وﻋﻨﻮاﻧﻪ ﻛما ﻧﻌﻠﻢ
اﻟﺬي ﻳُﻌﺪّ أﺣﺪ اﻻﻧﺰﻳﺎﺣﺎت اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﳌﺜيرة، اﻟﺘﻲ أدﺧﻠﺘﻨﺎ ﰲ ﺣﻘﺒﺔ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﳌﺮاﺟﻌﻴّﺔ، واﻟﺬي لم ﻳﺨﺼّﺺ
(، وﺗﺴﺎءﻟﻨﺎ: ﻣﺎ ﻣﻜﻤﻦ اﻟﺨﻄﻮرة اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺷﺘُﻬِﺮ 52-1ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻘﺮآن إﻻ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ اﻷوﱃ ﻓﻘﻂ )ص
.38ﺑﻬﺎ، ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أنّ اﻷﻣﺮ ﻛﻠّﻪ ﻳﻌﻮد إﱃ ﻓﺮﺿﻴّﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ أدﺑﻴّﺔ
ﻳﻘﻮل ﻧﻴﻜﻮﻻي ﺳﻴﻨﺎي وأﻧﺠﻠﻴﻜﺎ ﻧﻮﻳﻔيرت: »ﻣﺜﻼً، أن ﻧﺨﺘﺰل ﻋﻤﻞ واﻧﺴﱪو اﳌﺮﻛّﺐ واﳌﺘﻌﺪد اﻷوﺟﻪ
ﻋﻦ اﻹﺳﻼم اﳌﺒﻜّﺮ، ﰲ )ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ( زﻋﻢ أنّ اﻟﻘﺮآن لم ﻳﺮَ ﻧﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ إﱃ ﺣﺪّ ﻣﺠﻲء اﻟﻌﺒﺎﺳﻴين، ﻫﻮ
Qur’anic) ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﻜﺎرﻳﻜﺎﺗﻮري ﻟﻪ؛ ﺑﻞ اﻷﻧﺴﺐ أن ﻧﻘﻮل: إنّ اﳌﺴﺎﻫﻤﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ
(... ﻗﺪ يمﻜﻦ رﺻﺪﻫﺎ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ واﻧﺴﱪو أن ﻳﺘﺼﻮّر اﻷﻋمال اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺴير واﻟﺴيرة Studies
( ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻈﻔﺮ cannibalized) )اﻟﺘﻲ ﺗﻢّ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﲆ أﻧّﻬﺎ »ﻣﺼﺎدر« ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻔﺘﻴﺘﻬﺎ
(، وأن ﻳﻄﺒّﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ literature) ﺑﺸﺬرات ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ(، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﴐﺑﺎً ﻣﻦ اﻷدب
.39«(form-critical analysis) اﳌﻨﺎﻫﺞ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻘﺪي اﻟﺸﻜﲇ
ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻵن أن ﻧﻨﻈﺮ إﱃ اﻟﻘﺮآن ﺑﻮﺻﻔﻪ ﴐﺑﺎً ﻣﻦ »اﻷدب«؟ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻋﲆ واﻧﺴﱪو أن ﻳﺮى
اﻷدب أنمﻮذﺟﺎً ﻷيّ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص.
36 - ibid, p. 216 sq.
37 - ibid, p. 221 sq.
38 - Cf. Travis Zadeh, “Quranic Studies and the Literary Turn”, in: Journal of the American Oriental Society, Vol.
135, No. 2 (April–June 2015), pp. 329-342.
39 Nicolai Sinai and Angelika Neuwirth, ‘’Introduction’’, op. cit, p. 3.
اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻘﺮآن