Next Page  21 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 21 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

20

ﻣﻘﺪّس. وﻋﻨﺪﺋﺬٍ، ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك إﺟﺎﺑﺔ واﺣﺪة ﻋﻦ اﻟﺴﺆال اﻷﺳﺎﳼ: »ﻣﺎذا ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻠﻔﻈﺔ "ﻗﺮآن"

. اﻟﻘﺼﺪ أنّ اﻟﻘﺮآن لم ﻳﺼﺒﺢ ﻧﺼّﺎً ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﻟﺬي ﻧﻌﺮﻓﻪ

43

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻜﻠّﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ؟«

دﻓﻌﺔً واﺣﺪةً؛ ﺑﻞ ﻟﻪ ﺗﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺒﺤﺚ ﻓﻴﻪ. وﻫﻨﺎ ﻳﺘﻢّ اﻟﻔﺼﻞ ﰲ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت واﻧﺴﱪو

(، ﺑين اﻟﻨﴢّ واﻟﻜﺘﺎبيّ، وﻟﻜﻦ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺄنّ

scripture)

( و

text)

ﺑين اﻟﻨﺺ واﻟﻜﺘﺎب: ﺑين

اﻟﻜﺘﺎبيّ ﻟﻴﺲ ﻧﺼّﻴﺎً ﺑﻌﺪُ، أو لم ﻳﻜﻦ ﻧﺼّﺎً ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، وﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺆرّخ ﻷﻃﻮار ﺗﻜﻮّﻧﻪ بمﺎ ﻫﻮ ﻧﺺّ.

ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ واﻧﺴﱪو إﱃ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻘﺮآن وﻛﺄﻧّﻪ ﻣﺮﻛّﺐ ﻣﻦ ﻟﺤﻈﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ:

ﺟﺴﻢ ﻣﻦ اﻷﻗﻮال اﻟﺘﻲ تمّﺖ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ، ﺛﻢّ اﻛﺘﺴﺒﺖ ﺳﻠﻄﺔ داﺧﻞ ﺟماﻋﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻘﺮّ إﻻ

ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻟﻬﺠﺮي. أوّل وأﺧﻄﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ، ﻫﻨﺎ، أنّ ﻣﺼﺤﻒ ﻋﺜمان ﻟﻴﺲ ﻧﺼّﺎً ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ.

»اﻟﻨﺺ« ﻫﻮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻘﺪّﻣﺔ ﺟﺪّاً ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺮآن؛ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻘﺮّ ﻓﻴﻬﺎ »ﻣﺨﻄﻮط«

( واﺣﺪ ﺑﻮﺻﻔﻪ اﻟﻜﺘﺎب اﳌﻘﺪّس، اﻟﺬي يمﺎرس ﺳﻠﻄﺔ ﻋﲆ ﺟماﻋﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮّة ﺗﺎرﻳﺨﻴّﺎً.

script)

واﻻﻋﱰاض اﻷﻛﱪ، ﻟﺪى واﻧﺴﱪو، أنّ »اﳌﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮبي« اﳌﺴﻤّﻰ »ﻣﺼﺤﻒ ﻋﺜمان« ﻫﻮ ﻣﻦ

اﻻﻟﺘﺒﺎس واﻷﺧﻄﺎء ﺑﺤﻴﺚ إﻧّﻪ لم ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺆﻣّﻦ ﻗﺮاءة ﻧﺺّ ﻣﺴﺘﻘﺮّ بمﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ. وﻧﻌﻨﻲ:

( اﻟﺬي ﻧﻌﺮﻓﻪ

canonization) «

لم ﻳﻜﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺤﻘّﻖ ﻟﺘﻠﻚ اﻟﺠماﻋﺔ اﳌﺆﻣﻨﺔ »اﻟﺘﻜﺮﻳﺲ

اﻟﻴﻮم. لم ﻳﻜﻦ ﻣﺼﺤﻒ ﻋﺜمان ﻳﺘﻤﺘّﻊ، ﺑﺤﺴﺐ ﻫﺬا اﻟﺘﻤﴚ، ﺑـ»اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺬي ﻻ ﺟﺪال ﻓﻴﻪ، وﻻ

.

44

اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻨﺺ«

ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻋﺎﻣّﺔ ﺗﻨﺼﺐّ ﻛﻞّ ﺟﻬﻮد واﻧﺴﱪو، ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ، ﻋﲆ اﻟﻔﺤﺺ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑين

«، وﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻳﻬﻮدي- ﻣﺴﻴﺤﻲ

the canon»

(، وﺑين ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻴﻪ

Quranic revelation) «

»اﻟﻮﺣﻲ

( ﻳﻌﻨﻲ

κανών

/ kanôn)

( ﻟﻔﻆ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻳﻮﻧﺎني

Canon) .

ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻗﺮآني

( ﻳﻌﻨﻲ »ﻗﺼﺒﺔ«، ﻣﻘﻴﺎس،

qaneh) «

»اﻟﻘﺎﻋﺪة« أو »اﳌﻘﻴﺎس«، وﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ أﺻﻞ ﻋﱪي »ﻗﻨﺎه

ﻋﺼﺎ... وﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ دﺧﻞ اﻷوﺳﺎط اﳌﺴﻴﺤﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎني اﳌﻴﻼدي. ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎنٍ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺳﺘﺤﻀﺎرﻫﺎ:

( بمﻌﻨﻰ ﺟﻤﻠﺔ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻋُﺪﱠ ت ﻣﻘﺪّﺳﺔ، واﻟﺘﻲ أﻟّﻔﺖ ﻣﺎ ﺳُﻤّﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﻌﻬﺪ

canon) .1

. ﻣﺒﺪأ ﻣﻘﺮّر أو ﻗﺎﻋﺪة ﻣﻘﺮّرة.

3 .

. آﺛﺎر اﳌﺆﻟّﻒ اﳌﻮﺛﻮق ﺑﺼﺤّﺘﻬﺎ

2 .

اﻟﺠﺪﻳﺪ

ﻧﺬﻛّﺮ ﺑﺄنّ »اﻟﻌﻬﺪ اﻟﻘﺪﻳﻢ« )وﻫﻮ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ( لم ﻳﺄﺧﺬ ﻫﺬا اﻻﺳﻢ، وﻳﺴﺘﻘﺮّ ﻟﻪ، إﻻ ﰲ

« إﻻ ﺑﻌﺪ أن

canon»

ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻷول اﳌﻴﻼدي. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أنّ أيّ ﻛﺘﺎب ﻣﻘﺪّس ﻻ ﻳﺼﺒﺢ

ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻪ ﺟماﻋﺔ ﻣﺆﻣﻨﺔ، وﻳﻜﺘﺴﺐ ﺑﺬﻟﻚ ﺳﻠﻄﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﰲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق اﻻﺻﻄﻼﺣﻲ،

ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ، أتى واﻧﺴﱪو إﱃ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻘﺮآن ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻣﺴﺎﻓﺔً ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔً ﻃﻮﻳﻠﺔً ﺑين ﺣﺪث »اﻟﻮﺣﻲ«

43 - Ibid, p. xiv

44 - ibid, p. xvi.

اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ واﻟﻘﺮآن