Next Page  28 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 28 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

27

ﻟﻜﻦّ ﻫﺬا اﻻﻧﺰﻳﺎح اﳌﻔﺎﺟﺊ ﻣﻦ ﺑﺮاداﻳﻢ اﻟﺠماﻋﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ إﱃ ﺑﺮاداﻳﻢ اﻟﺬات اﻟﱰﻧﺴﻨﺪﻧﺘﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ

،(la Tradition) «

ﻗﺪّم ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻐﺎﻣﺮةً ﺗﻨﻮﻳﺮﻳﺔً ﺿﺪّ ﻧﻮع ﻣﺤﺪّد ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻮ ﺳﻠﻄﺔ »اﻟﱰاث

ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺳﻠﻄﺔ »ﻣﻮروﺛﺔ« »ﺣﺎرﺳﺔ« »ﻣﺘﻐﻮﻟﺔ« »ﺑﺪوﻳﺔ أو ﻣﱰﺣﻠﺔ«، »ﻣﻜﻨﺔ دوﻏماﺋﻴﺔ«، »ﺣﺎﺟﺰة«،

»ﻣﻮﻟﺪة وﻣﻨﺘﺠﺔ ﻟﻸﺳﺎﻃير«، »ﻣﺨﺘﺰﻟﺔ«، »إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ«، »واﺣﺪﻳﺔ«، »ﻣﺴﻴﻄﺮة وﻣﺘﴫّﻓﺔ ﰲ اﻟﻨﺺ

، ﻗﺎئمﺔ ﻋﲆ

72

(Tradition faussaire) «

ﺑﺤﺴﺐ اﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ« ﺗﺸﺒﻪ اﻟﺘﴫّف ﰲ ﺣﻠﻢ، »ﺳﻠﻄﺔ ﻣﺰوّرة

... إﻟﺦ.

73

(manipulation du sens) «

»اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﳌﻌﺎني

و»ﻣﻨﺬﺋﺬٍ«، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺼﺪّﻳﻖ، »لم ﺗﻜﻒّ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﰲ اﻟﻌﺎلم اﻟﻌﺮبي واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﺟﻴﻞ وإﻗﺼﺎء

ﻣﻦ ﻣﴪح اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﺮآن. ﻗﺎل: »ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻜﺎن ﻣﺨﺼّﺺ ﻟﻠﻤﻔﻜّﺮ ﰲ ﻓﻀﺎء ﻣﺤﺘﻞّ ﻋﲆ

74

اﳌﻔﻜّﺮ«

. ﻧﺺّ اﻟﱰاث ﻫﻮ ﻧﺺّ ﻣﺘﺼﺤّﺮ وﻏير

75

«(le texte-désert)

ﻧﺤﻮ ﺣﴫي ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻨﺺّ -اﻟﺼﺤﺮاء

ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﻘﺮاءة ﻃﺎﳌﺎ أنّ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﻀﺒﻮﻃﺔ وﻣﻜﺮّﺳﺔ ﺳﻠﻔﺎً.

وﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺨﺮط اﻟﺼﺪّﻳﻖ ﰲ ﻃﺮح ﺟﻤﻠﺔ ﻛﺒيرة ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻋﲆ اﻟﻘﺮآن، ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻫﺬه اﳌﺮة أﻛثر ﻣﻦ

ﻣﺠﺮّد »ﻣﺼﺤﻒ«. ﺻﺎر ﻳﻌﺎﻣﻞ اﻟﻘﺮآن ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻦ أﻗﺼﺎه إﱃ أﻗﺼﺎه »ﻧﺺّ« ﺑﺎﳌﻌﻨﻰ اﳌﻌﺎﴏ؛ أي

ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻧﺴﻴﺠﺎً ﴎدﻳﺎً ﻣﺴﺘﻘﻼًّ ﺑﺬاﺗﻪ ﻳﺘﻜﻠّﻢ أﻛثر ﻣﻦ ﻟﻐﺔ ﺑﻠﺴﺎن واﺣﺪ، ﻣﻨﻈﻮراً إﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ اﻷﺣﺪاث

اﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﻴﺔ اﻟﺤﺎﺳﻤﺔ ﻟﻸزﻣﻨﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ »ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ« و»ﻣﻮت اﻹﻟﻪ« و»ﻧﺴﻴﺎن

اﻟﻜﻴﻨﻮﻧﺔ« و»ﻣﻮت اﻹﻧﺴﺎن« و»ﻣﻮت اﳌﺆﻟّﻒ« و»ﺗﻔﻜﻴﻚ اﻟﺨﻄﺎب«... إﻟﺦ. وﻫﻲ ﻛﻠّﻬﺎ أدوات ﺗﻔﻜير

اﺳﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻟﺼﺪّﻳﻖ، وﻋﻮّل ﻋﲆ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻏير اﳌﺘﻮﻗﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ ﻧﺺّ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ اﳌﻴﻼدي.

ﰲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻧﺤﻦ أﻣﺎم اﻟﺨﺼﻢ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺷﺨّﺼﻪ ﺟﻮن واﻧﺴﱪو: اﳌﺸﻜﻞ ﻫﻮ ﻣﻊ ﺳﻠﻄﺔ اﳌﺼﺤﻒ

اﳌﻘﺪّس، وﻟﻴﺲ ﻣﻊ اﻟﻘﺮآن. ﻟﻜﻦّ اﻟﺼﺪّﻳﻖ ﻳﻀﻴﻒ أﻣﺮاً ﺟﺪﻳﺪاً ﻫﻮ ﻣﻐﺎﻣﺮة اﻟﻘﺮاءة ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺣﻘّﺎً

ﺷﺨﺼﻴّﺎً ﰲ ﺗﺠﺮﻳﺐ اﳌﻘﺪّس ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻣﻔﺮدة ﻣﻊ ﻧﺺّ ﻓﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ.

أﺟﻞ، ﻛﻞّ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻘﺮآﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻮﻟﺪﻛﻪ ﺗﻌﺪﻧﺎ ﺑﻘﺮاءات ﺟﺪﻳﺪة. إﻻ أﻧّﻨﺎ ﴎﻋﺎن ﻣﺎ ﻧﻼﺣﻆ أنّ

»اﻟﻘﺎرئ« دوﻣﺎً ﻣﺆﻟّﻒ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ؛ ﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻌﻴﺪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﺺّ »ﺑﻼ ﻣﺆﻟﱢﻒ«.

72 - ibid, p. 211 sq.

73 - ibid, p. 221.

74 - Ibid, p. 21.

75 - ibid, p. 22.

ﻓﺘﺤﻲ اﳌﺴﻜﻴﻨﻲ