Next Page  93 / 242 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 93 / 242 Previous Page
Page Background

اﻟﻌﺪد

(12)

92

ﻧﺪرك أن اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻠماني ﻳﺤﻴﻞ إﱃ »ﺗﻐﻴير ﰲ اﻟﻮﻋﻲ«، ﺳﻮاء، أﻛﺎن وﻋﻴﺎً دﻳﻨﻴﺎً، أم وﻋﻴﺎً

ﻋﻠماﻧﻴﺎً.

وﳌﻘﺎرﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ أوﺳﻊ، ﻻ ﺑﺪّ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ رﻣﺰﻳﺔ ﺗﺤﻤﻞ دﻻﻻت ﻣﻬﻤﺔ،

ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﻠﺤﻈﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﻛﻼًّ ﻣﻦ ﻫﺎﺑﺮﻣﺎس واﻟﻜﺎردﻳﻨﺎل ﺟﻮزف راﺗﺴﻨﻐﺮ )اﻟﺒﺎﺑﺎ ﺑﻨﺪﻛﺘﺲ

(. وﺗﻘﻮم أﻫﺪاف ﻫﺬه اﻟﺪﻋﻮة ﻋﲆ

2004)

( ﺑﺪﻋﻮة ﻣﻦ اﻷﻛﺎديمﻴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﺳﻨﺔ

XVI

ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﻨﺎﻇﺮة ﺑين ﻣﻤﺜﻞ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﻌﻘﻼني وﻣﻤﺜﻞ اﻻﺗﺠﺎه اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع »اﻷﺳﺲ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ

ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﺤﺮة«.

ﻳﻈﻬﺮ، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎء، أن اﻟﻬﻮاﺟﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻐﻞ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ

ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮع اﻫﺘمام وﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻌﻘﻼني اﳌﻌﻠﻤﻦ؛ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ

واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴﺔ. ﻓﺎﻻﻫﺘماﻣﺎت ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺸﱰﻛﺔ، ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﱃ اﳌﺆﻣﻨين، أم ﻏير

اﳌﺆﻣﻨين. وﻃﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﻘﺎم ﺣﻮارات ﻣﺸﱰﻛﺔ ﰲ اﻟﻔﻀﺎءات اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻠماﻧﻴﺔ.

وﻳُﻔﱰض ﰲ ﻫﺬه اﻟﻠﻘﺎءات اﻻﻧﻔﺘﺎح ﻋﲆ ﻛﻞ اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺘﻀﺎﻣﻨﻴﺔ واﻟﻘﻴﻢ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻣﻦ أﺟﻞ »ﺗﺤﺪﻳﺚ

(، وﺑﻨﺎء ﻣﻌﺎﻳير وﺗﺼﻮرات ﻋﻘﻠﻴﺔ وروﺣﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة. ﻟﻜﻦ، ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ﻻﺑﺪّ ﻟﻬﺎ

52)«

اﻟﻮﻋﻲ اﻟﻌﺎم

ﻣﻦ ﻗﻨﻮات ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺗُﻌْﻬﺪُ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء اﻟﻠﻐﻮي واﻟﺮﻣﺰي، ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺑﺴﻂ ﺗﺄﺛيراﺗﻬﺎ ﻋﲆ

ﻛﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳌﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﺳﻮاء ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺘﺪﻳﻨﺔ أم اﻟﻼﻣﺘﺪﻳﻨﺔ.

ﻣﺎرس اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻠﻴﱪاﱄ ﻋﻠﻮّاً ﻣﻨﻬﺠﻴّﺎً ﻋﲆ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﺗﺤﺖ ﺣﺠّﺔ أن اﻟﺘﱪﻳﺮات اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ

ﺗﻮﻇّﻒ اﳌﻨﻄﻖ واﻟﺤﺠﺔ وﻣﺒﺪأ اﻹﻗﻨﺎع، ﰲ ﺣين أن اﻟﺘﱪﻳﺮات اﻹيمﺎﻧﻴﺔ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌمال اﻟﻌﻘﲇ

واﻟﺘماﺳﻚ اﳌﻨﻄﻘﻲ. وﻧﻔﻬﻢ، ﻣﻦ ﻫﻨﺎ، إﱃ أيّ ﺣﺪﱟ ﺗﻘﺮن اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻠﻴﱪاﻟﻴﺔ اﳌﻮاﻃﻨﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠماﻧﻴﺔ،

وﻫﺬا اﻻﻗﱰان ﻳﻔﺘﺢ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎت ﺗﱪﻳﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤّﺔ أﻣﺎم اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ اﻟﻠﻴﱪاﱄ؛ ﻷن اﻟﺨﻄﺎب

اﻟﻌﻠماني ﻳﻨﺘﻤﻲ إﱃ »ﺳﻴﺎق اﻻﻓﱰاﺿﺎت، وإﱃ اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ أي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ

. ﰲ

53

أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻛما أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻄﻠّﺐ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﲆ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ داﺧﻞ ﺟماﻋﺔ اﳌﺆﻣﻨين«

ﺣين أن اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﺨﺎص ﺗﻌﻮزه اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ يمﺜﻞ »ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻟﺤﻴﻮي

.

54

داﺧﻞ اﻟﺤﺪاﺛﺔ«

،2013 ،

  - ﻫﺎﺑﺮﻣﺎس )ﻳﻮرﻏﻦ( وراﺗﺴﻨﻐﺮ )ﺟﻮزف(، ﺟﺪﻟﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻨﺔ: اﻟﻌﻘﻞ واﻟﺪﻳﻦ، ﺗﻌﺮﻳﺐ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺣﻤﻴﺪ ﻟﺸﻬﺐ، ﺟﺪاول، ﻟﺒﻨﺎن- ﺑيروت

52

.60

ص

53 - ‘Dialogue: Jürgen Habermas and Charles Taylor,’ in Eduardo Mendieta, eds,. ‘The Power of Religion in the

Public Sphere,’ (Columbia University Press, 2011), p.61.

54  - Ibid., p.77.

ﻋﻮدة اﻟﺪﻳﻦ إﱃ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﰲ ﻣﺴﺎءﻟﺔ اﳌﴩوع اﻟﻌﻠماني