135
2018
. ﺷﺘﺎء
1
اﻟﻌﺪد
اﳌﻮﺟـﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺨـﻲﱡ ، ﻫـﻮ بمـﺎ ﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻫـﻮ، ﻓﺎﺳـﺪٌ ﺑﻌـﺪُ ﻣـﺎ أن ﻳﺴـﻠﻂ ﻋﻠﻴـﻪ اﻹﻟـﺰام
إﻣـﻜﺎن
ﻫـﻮ ﻣﺨﺼـﻮصُ
[Gegenstand] «ً
ﺑـﺄن ﻳﻜـﻮن ﻋـﲆ ذﻣّﺔ ﻓﻀـﻮل ﻓﻠﺴـﻔﻲ ﻳﺘـﻮﱃ وﺻﻔـﻪ. ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﻟﻴـﺲ اﻟﻜﻴـﺎن »ﻣﻮﺿﻮﻋـﺎ
ﻓﻘـﻂ، ﻋـﲆ ﻗـﺪر ﻣـﺎ »ﺗﻜـﻮن« ﻛﻴﺎﻧـﺎً، ﺣﻴـﺎةٌ.
ﻫﺎﻫﻨـﺎ
[. وإنمـﺎ اﻟﻜﻴـﺎن
Sein]
أﺑـﺪاً، وإنمـﺎ ﻫـﻮ وﺟـﻮد
وﻣـﻦ ﻗِﺒَـﻞ أنّ اﳌﺮاﻫﻨـﺔ اﻟﻬﺮﻣﻴﻨﻮﻃﻴﻘﻴـﺔ ﻫـﻲ ﻫﺎﻫﻨـﺎ ﻓﻘـﻂ ﻋـﲆ ﻫـﺬا اﻟﻨﺤـﻮ، ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﻟﻴﺴـﺖ ﻣﻮﺿـﻮع
اﺳـﺘﺪﻻﻻت ﻋﺎﻣـﺔ وﻻ ﻣﻮﺿـﻮع ﻧﻘﺎﺷـﺎت ﻋﻤﻮﻣﻴـﺔ. ﻓـما ﻫـﺬه وﺗﻠـﻚ إﻻ اﻷدوات اﳌﻔﻀﻠـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴـﺘﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ
اﻟﺤﺎﺟـﺔ، وﰲ اﻟﻮﻗـﺖ اﳌﻨﺎﺳـﺐ، ﻟﺪﻓـﻊ اﻟﺼّﺪﻣـﺎت اﻟﺘـﻲ ﻗـﺪ ﻳﺘﻌـﺮض ﻟﻬـﺎ اﳌﻮﺟـﺪ اﻟﺤﺪثي. وﻟﻌـﻞ اﳌﻄﺎﻟـﺐ
( أﻧـﻪ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻋـﲆ اﳌـﺮء أن ﻻ ﻳﻘﻴـﻢ ﻃﻮﻳـﻼً ﻋـﲆ
1 :
اﻟﺘـﻲ ﻛﺜـيراً ﻣـﺎ ﺗُﺮﻓـﻊ اﻟﻴـﻮم ﺑﻜﺜـير ﻣـﻦ اﻟﺼﺨـﺐ ﻫـﻲ
[ وإنمـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ أن ﻳﻨﻈـﺮ إﱃ اﻷﺷـﻴﺎء ذاﺗﻬـﺎ )ﻓﻠﺴـﻔﺔ اﻷﺷـﻴﺎء(.
Voraussetzungen]
[ اﻻﻓﱰاﺿـﺎت
aufhalten]
( أﻧـﻪ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﺣﻤـﻞ اﻻﻓﱰاﺿـﺎت إﱃ اﻟﻌﻠـﻦ ﺣﺘـﻰ ﺗﺸـﻒ ﻟﻠﻌﻤـﻮم، ﻣـﺎ ﻳﻌﻨـﻲ ﺟﻌﻠَﻬـﺎ ﻋـﲆ أﻗـﴡ ﻣـﺎ يمﻜـﻦ
2
ﻣـﻦ ﻋـﺪم اﻹذاﻳـﺔ وﻣـﻦ اﳌﻘﺒﻮﻟﻴـﺔ. وﻫـﺬان اﳌﻄﻠﺒـﺎن ﻳﺤﻴﻄـﺎن ﻧﻔﺴـﻴﻬما ﺑﺄﻟـﻖ ﻓﻠﺴـﻔﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴـﺔ ﻣﻄﻠﻘـﺔ
[ أﻣـﺎم اﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ.
Angst]
اﻟﺤـيرة
ﺧﺎﻟﺼـﺔ. وﻣـﺎ ﺗﻠـﻚ إﻻ أﻗﻨﻌـﺔ ﻳـﻮارون ﺑﻬـﺎ ﴏﺧـﺎت
«ﻓﻠﺴـﻔﺔ ﻫ ـﻮ إذن ﺳ ـﺆال ﻣ ـﻦ
اﻟـ
إنّ اﻟﺴـﺆال ﻋ ـﻦ ﻣﺤ ـﻞّ ﻫ ـﺬه اﻟﻬﺮﻣﻴﻨﻮﻃﻴﻘ ـﺎ ﺿﻤ ـﻦ إﻃ ـﺎر ﻣﻬ ـﺎم »
اﻟﺰواﺋـﺪ ]ﻋـﻦ اﻟﻠـﺰوم[، وﻫـﻮ ﰲ آﺧـﺮ اﻷﻣـﺮ ﺳـﺆال ﻻ وﺟﺎﻫـﺔ، ﻫـﺬا إن لم ﻳﻜـﻦ ﻻ ﻳﺴـﺘﻘﻴﻢ أﺻـﻼً. وﻻ ﻳﺠـﻮز
أن ﻳﺰﻳ ﱢ ـﻦ ﻟﻨـﺎ ﻣـﺎ ﻳﻌـﺮض ﻣـﻦ ﻏﺮاﺑـﺔ اﻟﻌﻨﺎوﻳـﻦ أن نمﻜـﺚ ﻃﻮﻳـﻼً ﻋـﲆ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻻﻋﺘﺒـﺎرات اﻟﻔﺎرﻏـﺔ.
ﺳـﺘﻈﻞّ اﻟﻬﺮﻣﻴﻨﻮﻃﻴﻘـﺎ ﺑﻐـير ﻣـﺎ ﺟـﺪوى ﻃﺎﳌـﺎ لم ﻳﻜـﻦ ثمـﺔ ﻫـﺬا اﻟﺘﻴﻘّـﻆ ﻟﻠﺤﺪﺛﻴـﺔ اﻟـﺬي ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻋﻠﻴﻬـﺎ
ﺗﻌﻬّـﺪه. وﺳـﻴﻈﻞﱡ ﻛﻞ ﻗـﻮل ﻋﻨﻬـﺎ ﻣﻐﻠّﻄـﺎً ﻓﻴﻬـﺎ. وﰲ ﻣـﺎ ﻳﺨﺼﻨـﻲ ﻓـﺈني أﺗﻈﻨّـﻦ، إن ﺟـﺎزت ﱄ ﻫـﺬه اﳌﻼﺣﻈـﺔ
اﻟﺸّـﺨﺼﻴﺔ، أنّ اﻟﻬﺮﻣﻴﻨﻮﻃﻴﻘـﺎ ﻟﻴﺴـﺖ ﻫـﻲ اﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ إﻃﻼﻗـﺎً، وإنمـﺎ ﻫـﻲ ﳾء تمﻬﻴـﺪي ﺟـﺪاً، ﻣـﻊ أنّ ﻟﻬـﺎ
ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻬـﺎ: ﻓـما ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﻪ اﻷﻣـﺮ ﻓﻴﻬـﺎ ﻟﻴـﺲ أن ﻧﺼـير إﱃ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬـﺎ ﺑـﺄﴎع وﻗـﺖ ﻣﻤﻜـﻦ ﺑـﻞ أن ﻧﻘﻴـﻢ
ﻓﻴﻬـﺎ وأن ﻧﺼـﱪ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻗـﺪر اﻹﻣـﻜﺎن.
ﻟﻘـﺪ ﴏﻧـﺎ اﻟﻴـﻮم إﱃ ﺣـﺎل ﻣـﻦ ﻓـﺮاغ اﳌـﺦ واﻟﻨﺨـﺎع ﺣﺘـﻰ ﺑﺘﻨـﺎ ﻻ ﻧﺼـﱪ ﺣﺘـﻰ ﻋـﲆ ﺳـﺆال: وإن أﻧـﺖ
لم ﺗﻈﻔ ـﺮ ﺑﺎﻟﺠـﻮاب ﻟ ـﺪى ﻫـﺬا اﻟﻌ ـﺮاف اﻟﺤﻜﻴ ـﻢ، ﻫﺮوﻟ ـﺖ إﱃ اﻟ ـﺬي ﻣ ـﻦ ﺑﻌ ـﺪه. ﻓﻌ ـﲆ ﻗ ـﺪر ﻣ ـﺎ ﻳ ـﺰداد
اﻟﻄﻠـﺐ ﻳﺮﺗﻔـﻊ اﻟﻌـﺮض. وﻫـﻮ ﻣـﺎ ﻳﻘـﺎل ﻟـﻪ ﰲ ﻟﻐـﺔ اﻟﻌـﻮام: اﻫﺘـمام ﻣﺘﺰاﻳـﺪ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ.
[ ﻟﻴﺴـﺖ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴـﺔ ﻫـﻲ ﻫـﻲ اﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ. وإنمـﺎ ﻫـﻲ ﺗﺮﻳـﺪ ﺑـﻜﻞ ﺑﺴـﺎﻃﺔ ﻣـﻦ ﻓﻼﺳـﻔﺔ اﻟﻴـﻮم أن ﺗﻠﻔـﺖ
20]
»ﻛﺮﻳـﻢ ﻋﻨﺎﻳﺘﻬـﻢ« إﱃ ﻣﻮﺿـﻮع أﺻﺒـﺢ ﻣﻨﺴـﻴﺎً. ﻻ ﻳﻨﺒﻐـﻲ أن ﻧﺴـﺘﻐﺮب أنّ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻷﺷـﻴﺎء اﻟﺜﺎﻧﻮﻳـﺔ ﻗـﺪ ﺿﺎﻋـﺖ
ﻣـﻦ اﻫﺘـمام اﻟﻴـﻮم إذا ﻣـﺎ أدﺧﻠﻨـﺎ ﰲ اﻻﻋﺘﺒـﺎر ﻫـﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋـﺔ اﻟﻔﻠﺴـﻔﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠـﺔ ﺣﻴـﺚ ﺑـﺎت اﻷﻫـﻢ، ﻋـﲆ ﻣـﺎ
ﻧﺴــﻤﻊ، ﻫــﻮ أﻻ ﻧﺼــﻞ ﻣﺘﺄﺧﺮﻳــﻦ ﻋــﻦ ﺑﺪاﻳــﺔ اﻧﺒﻌــﺎث اﳌﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘــﺎ، وﺣﻴــﺚ ﻻ ﻫﺎﺟــﺲ إﻻ ﻣﺴــﺎﻋﺪة اﻟﻨﻔــﺲ
وﻣﺴـﺎﻋﺪة اﻵﺧﺮﻳـﻦ ﻋـﲆ ﺻﺪاﻗـﺔ ﻣـﻊ ربّ ﻛﺮﻳـﻢ ﺗﻜـﻮن ﺑﺄﻗـﻞّ ﻣـﺎ يمﻜـﻦ ﻣـﻦ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴـﻒ، وﰲ أرﻏـﺪ ﻣـﺎ يمﻜـﻦ ﻣـﻦ
.
1
[Wesensschau]
اﻟﻈـﺮوف، وﺗﻜـﻮن ﻓـﻮق ذﻟـﻚ بمـﺮدود ﻣﺒـﺎﴍ، وﻛﻞ ذﻟـﻚ ﺑﻔﻀـﻞ اﻟﺤـﺪس اﳌﺎﻫـﻮي
ﻣﻠﺤﻖ ﻣﻦ ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ: »ﻻ ﻣﻘﺎﻳﺴﺔ بمﻌﺎﻳير وأﻃﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ وﻣﺸﻜﻮك ﻓﻴﻬﺎ. ﻣﺰﻳﺪ اﻟﺘﺸﺪﻳﺪ ﻋﲆ ﻃﺎﺑﻌﻪ اﻟﺠﻮﻫﺮي«.
-1
ﻣﺎرﺗﻦ ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ / ﺗﺮﺟﻤﺔ: ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﺠﻮب