Next Page  140 / 160 Previous Page
Information
Show Menu
Next Page 140 / 160 Previous Page
Page Background

140

ﻓ ـﺈنّ نم ـﻂ ﺑﻨﺎﺋﻬ ـﺎ ﻛﻠ ّـﻪ ﻏ ـير أﳌ ـﺎنيّ. زﻳ ـﺎدةً ﻋ ـﲆ ﻫﺬﻳ ـﻦ

اﳌﻨﻬﺠــين، ﻣــﻦ اﻟﺒــين أﻧــﻪ ﻻ ﻳــﺰال ثمّــﺔ أﻳﻀــﺎً ﻧﺰﻋــﺔٌ

، ﻟﻌﻠّﻬــﺎ ﺛﺎﻧﻮﻳّــﺔ، إﻻ أﻧّﻬــﺎ ﺗﺒﺤــﺚ ﻋــﻦ إﻏﻨــﺎء

ﺻﻔﻮﻳّــﺔ

اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻔﻴّﺔ اﻟﺼّﻨﺎﻋﻴّــﺔ ﺷــﻴﺌﺎً ﻓﺸــﻴﺌﺎً اﻧﻄﻼﻗــﺎً ﻣــﻦ

ﻣﺨﺰوﻧﻨـﺎ اﻟﻠّﺴـﺎنيّ اﻟﻘﺪﻳـﻢ ﺑـﺄن ﺗﺠﻌـﻞ ﻟﻸﻟﻔـﺎظ وﻟﻠﺠﻤـﻞ

ﻗﻴﻤ ـﺔً ﻋﻠﻤﻴ ّـﺔً ﻋ ـﲆ ﻧﺤ ـﻮ ﺗﺤﻜّﻤ ـﻲّ، وﻫ ـﻲ اﻟﺠﺎرﻳ ـﺔ ﺑ ـﻼ

ﺿﺒـﻂ واﳌﺒﺘﺬﻟـﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ اﻟﻴﻮﻣـﻲّ. وﻟﻘـﺪ اﻧﺘﻬـﺖ ﻫـﺬه

اﻷﻣـﻮر ﻛﻠّﻬـﺎ ﺑﺎﻣﺘـﺰاج ﺑﻌﻀﻬـﺎ ﺑﺒﻌـﺾ ﰲ ﺧﻠﻴـﻂ ﻣُﺮﻳـﺐ،

ﺳـﺨﻴﻒ بمـﺎ ﻓﻴـﻪ ﻣـﻦ اﻟﺘﻘﻌّـﺮ، ﻣﻨﻔـﺮ بمـﺎ ﻳﻐﻠـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣﻦ

2

اﻟﺠﻤـﻮد، ﻋﺮﺿـﺔ ﻟﺘﻌﺮﻳـﺾ ﺷـﺪﻳﺪ ﻣـﻦ ﺟﺎﻧـﺐ اﻟﻠﻐﻮﻳـين

اﻷﻓ ـﺬاذ. إنّ اﻟﻨّﻘﺎﺋ ـﺺ اﻟﻜﺜ ـيرة ﳌﺜ ـﻞ ﻫ ـﺬه اﻟﻠّﻐ ـﺔ أﺣ ـﺮى

أن ﺗﺠﻌﻠﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻣﻀﺎﺣـﻚ اﻟﻌﻘـﻼء، وأن ﺗﺜـير –ﻻﻣﺤﺎﻟـﺔ-

ﺳـﺨﺮﻳﺔ اﻟﺴّـﺎﺧﺮﻳﻦ بمﺘﻌـﺔ ﻻ ﻧﻈـير ﻟﻬـﺎ، ﺻـﺎدرة ﻣـﻦ ﺷـﻌﺒﻨﺎ ﺷـﺪﻳﺪ اﻟﺠـﺪّ ﺑـﻼ ﺷـﻚ. ﻫـﺬا ﻣـﺎ ﺻـﺎرت إﻟﻴـﻪ

ﻟﻐﺘﻨـﺎ اﻟﻔﻠﺴـﻔﻴﺔ. أيّ ﻗـﺪر ﻏﺮﻳـﺐ ﻫـﺬا اﻟـﺬي ﺟﻌـﻞ ﻣﻨـﺎ ﻣﻌﺎرﺿـين ﻣﺘﺸـﺪّدﻳﻦ ﻟﻬـﺬه اﻟﺒﺴـﺎﻃﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴـﺔ،

ﻳﻌﺘـﺰم ﻧﴩﻫـﺎ. وﻟﻜـﻦ إن ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨـﺎ أن ﻧﺴـﻮّغ ﻣﻮﻗﻔﻨـﺎ ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ، أو ﺑﺎﻷﺣـﺮى

ﻻﻳﺒﻨﺘـﺲ

اﻟﺘـﻲ ﻛﺎن

اﳌﺴــﺎر اﻟﺘّﺎرﻳﺨــﻲ ﻟﺘﻄﻮّرﻧــﺎ، اﻟــﺬي ﺣــﺎد ﺑﻨــﺎ أﻛــثر ﻣــماّ ﻳﻠــﺰم ﻋــﻦ اﻟﺴــﺒﻴﻞ اﻟﺘــﻲ رﺳــﻤﻬﺎ ﻫــﺬا اﻟﺮّﺟــﻞ

اﻟﻌﻈﻴـﻢ: وﺟـﺐ أن ﻧﻔﺤـﺺ اﻟﻌﻤـﻞ اﻟـﺬي ﻳﻨﻬـﺾ ﻟـﻪ اﻟﻌﻠـﻢ إزاء اﻟﻠﻐـﺔ، ﻣـﻦ وﺟﻬـﺔ ﻧﻈـﺮ اﳌﺴـﺄﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣّـﺔ

ﻟﻠﻌﻠـﻢ، ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ إنّ ﻫـﺬا اﻟﻌﻤـﻞ ﻳﺴـﻬﻢ ﺑﻘﺴـﻂ ﰲ ﺣﻠّﻬـﺎ.

ﻟﻘـﺪ وﱃّ اﻟﺰّﻣـﺎن ﺑﻐـير رﺟﻌـﺔ؛ ذﻟـﻚ اﻟـﺬي ﺗﻔﺨـﺮ ﺑـﻪ ﺷـﻌﻮبٌ ﺧﺎﺻـﺔٌ وﺗﻔـﺮط ﰲ ﺗﻘﺪﻳـﺮ ﻧﻔﺴـﻬﺎ، ﻓﻬـﻲ؛

إذ ﺗﻨـﴗ أﺻﻮﻟﻬـﺎ، ﺗﻈـﻦّ أﻧّﻬـﺎ ﺗﺸـﻬﺪ بمﻔﺮدﻫـﺎ ﰲ وﺟﻮدﻫـﺎ ﻋـﲆ اﻹﻧﺴـﺎﻧﻴّﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴّـﺔ، وﻫـﻲ ﺗﻨﻜـﺮ ﻛﻞّ ﻣـﺎ

ﻳﻮﺟــﺪ ﺧﺎرﺟــﺎً ﻋﻨﻬــﺎ، وﺗﻌﺘﻘــﺪ أنّ ﺑﻘﻴّــﺔ اﻟﻨّــﺎس أﺣــﻖّ ﺑﺎﻟﻌﺒﻮدﻳّــﺔ؛ ﺑــﻞ يمﻜــﻦ اﺳــﺘﺨﺪاﻣﻬﻢ أو ﺗﻌﺮﻳﻀﻬــﻢ

ﻣﻘﻴﻤـﺔ ﰲ ﻟﻐﺘﻬـﺎ ﻓﻘـﻂ، وأنّ ﻛﻞّ ﻟﻐـﺔ ﻏيرﻫـﺎ ﻻ

3

[ اﻟﺮّﺑـﺎت

144] ّ

ﻟﻠﺘّﻬﺠـير. وﻫـﻲ ﻣـﻦ اﻟﺘـﻲ ﻳُﺰﻳ ﱠ ـﻦ ﻟﻬـﺎ أن

. واﻟﻴـﻮم، إنّ أﻓـﻖ اﻟﺠـمال اﻟﺮّوﺣـﺎني ﻗـﺪ اﻣﺘﺪّ ﺷـﻴﺌﺎً ﻓﺸـﻴﺌﺎً ﻋـﲆ اﻷرض

ﺗﻌـﺪو أن ﺗﻜـﻮن ﻏـير ﻟﻜﻨـﺔٍ أﻋﺠﻤﻴّـﺔ

ﻛﻠّﻬـﺎ، وﻧﺤـﻦ ﻣﻀﻄـﺮّون إﱃ اﻻﻋـﱰاف ﺑﺎﻟﻘـﺪرة ﻧﻔﺴـﻬﺎ ﻋـﲆ اﻹﺑـﺪاع ﻟﻠﺸّـﻌﻮب ﻛﺎﻓـﺔً، وﻣـﻦ ﺛَـﻢّ اﳌﺴـﺎواة

ﰲ اﻟﺤﻴـﺎة اﻟﺮّوﺣﺎﻧﻴّـﺔ ﺑﺘﻨﻮّﻋﻬـﺎ. ﻓـﺈن ﻧﺤـﻦ أﻗﺮرﻧـﺎ ﺑﺬﻟـﻚ، ﺣﻴـﺚ ﺗﻜـﻮن اﻟﻌﻔﻮﻳـﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴّـﺔ ﺿﻌﻴﻔـﺔ أﺻـﻼً،

وﻟﻜـﻦ ﺣﻴـﺚ ﻳﻨﻘﻠـﺐ اﻻﺳـﺘﻌﺪاد اﻟﺘّﻘﺒّـﲇ ﻣـﻦ ﺣـﺎل اﻟﻐﻔـﻮة إﱃ اﻟﻴﻘﻈـﺔ اﻟﻔﺠﺌﻴّـﺔ، أو ﻣﺘﻄـﻮراً ﺷـﻴﺌﺎً ﻓﺸـﻴﺌﺎً

ﺑﺎﺳﺘﻨﺸـﺎق رﻳـﺢ ﻟﻠﺤﻴـﺎة ﻏﺮﻳـﺐ: ﺟـﺎز أن ﻳﻜـﻮن ﻟﻨـﺎ أﻣـﻞٌ ﰲ أن ﻧـﺮى ﻣﻴـﺪان اﻟﺘّﻄـﻮّر اﻟﺮّوﺣـﺎني يمﺘـﺪّ ﺑﺴـﺒﻴﻞ

1-

puristische Tendenz.

2-

Sprachkünstlern.

3- Musen.

4-

barbarisches Gestön.

ﰲ ﻓﻜﺮة ﻻﻳﺒﻨﺘﺲ ﻏير اﳌﻜﺘﻤﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﻟﻐﺔ ﻓﻠﺴﻔﻴّﺔ ﻛﻠﻴّﺔ

ﻻ ﻳﺤـﻖّ ﻷيّ ﺷـﻌﺐٍ، اﻟﻴـﻮم وﻗﺒﻠـﻪ، أن

ﻳﺤــﴫ ﻧﻔﺴــﻪ ﰲ ﻟﺴــﺎﻧﻪ؛ ﺑــﻞ ﻳﺠــﺐ

ﻋ ـﲆ ﻗ ـﺪر

ﻋ ـﲆ اﻟﺸّـﻌﻮب ﻛﺎﻓ ّـﺔً، ﻛﻞﱞ

ﻃﺎﻗﺘــﻪ، أن ﺗﻜــﻮن ﰲ ﺟﻤــﻊ ﺑﻐيرﻫــﺎ.

ﻏــير أنّ ذﻟــﻚ ﻳﻠــﺰم أﻻ ﻳﻜــﻮن ﺑــﺄيّ

وﺟـﻪٍ ﺣﺎﺻـﻼً ﻋـﻦ اﻟﺘّـﻼﳾ اﻟﺘّﺪرﻳﺠـﻲ

ﻟﻸﻟﺴـﻨﺔ ﰲ ﻟﺴـﺎن واﺣـﺪ ﺳـﻴﺨﺮج ﻣـﻦ

ﻫـﺬا اﻟ ـﴫّاع ﻣﻨﺘ ـﴫاً ﻻ ﻣﺤﺎﻟ ـﺔ.