مجلة تأويليات - العدد الأول

56 / 160

56
ﻳﺘﺼــﻞ ﻣﻮﺿــﻮع ﻫــﺬه اﻟﻮرﻗــﺔ ﺑﺘﻘﺪﻳــﻢ ﻗــﺮاءة ﻧﻘﺪﻳّــﺔ
ﺗﻔﻬﻤﻴـﺔ ﻟﺴـيرورة اﻟﺘﻔﺴـير اﻟﻘـﺮآني ﰲ اﻟﻌـﴫ اﻟﺤﺪﻳـﺚ، ﺳـﻌﻴﺎً
إﱃ ﺗﻔﺤّــﺺ ﺑﻌــﺾ ﻣﺤــﺎوﻻت ﺗﺠﺪﻳــﺪ ﻗــﺮاءة اﻟﻘــﺮآن ﺳــﻮاء
ﺗﻠـﻚ اﻟﺘـﻲ رﻓﻌﻬـﺎ اﻟﻔﻜـﺮ اﻹﺻﻼﺣـﻲ ﰲ أواﺧـﺮ اﻟﻘـﺮن اﻟﺘﺎﺳـﻊ
ﻋــﴩ وﺑﺪاﻳــﺔ اﻟﻘــﺮن اﻟﻌﴩﻳــﻦ، أم ﺗﻠــﻚ اﻟﺘــﻲ ﺗﺸــﻜﻠﺖ ﰲ
اﻟﻔﻜـﺮ اﻹﺳـﻼﻣﻲ اﻟﺤﺪﻳـﺚ، وﺻـﺪرت ﻋـﻦ ﻋـﺪد ﻣـﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ
اﻟﺠـﺪد، وﺗﻔﺤ ّـﺺ ﻫـﺬه اﳌﻘﻮﻟ ـﺔ؛ ﺗﺠﺪﻳ ـﺪ ﺗﻔﺴـير اﻟﻘ ـﺮآن، أو
ﺗﺠﺪﻳـﺪ ﻗـﺮاءة اﻟﻘـﺮآن، ﻳﻀﻌﻨـﺎ ﰲ ﺳـﻴﺎق ﺗﺄوﻳـﻞ اﻟﺘﺄوﻳـﻞ، وﻫـﻮ
ﺳـﺒﻴﻞ إﱃ اﻟﻨﻈـﺮ ﰲ ﻣـﺪى اﺳـﺘﺠﺎﺑﺘﻬﺎ ﰲ آنٍ ﳌﻘﺘﻀﻴـﺎت ﺗﺠﺪﻳـﺪ
اﻟﻔﻜـﺮ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ، وﻟﻠﻤﻘﺘﻀﻴـﺎت اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴـﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜـﺔ
ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ ﺛﺎﻧﻴـﺔ.
وﻧــﺮوم، ﻋــﱪ ﺗﻔﺤّــﺺ ﻫــﺬه اﳌﺤــﺎوﻻت اﻟﺘﺠﺪﻳﺪﻳّــﺔ،
ﻃ ـﺮح اﻷﺳ ـﺌﻠﺔ اﻵﺗﻴ ـﺔ: أَﺗ ـﻢّ ﻓﻌ ـﻼً ﺗﺠﺪﻳ ـﺪ ﺗﻔﺴ ـير اﻟﻘ ـﺮآن ﰲ
اﻟﺘﺎرﻳـﺦ اﻹﺳـﻼﻣﻲ، أم أنّ اﻟﺘﻔﺴـير ﻛﺎن ﻋﻠـماً ﺗﻮاﺻـﻞ ﻧﺸـﺎﻃﻪ
ﰲ اﻟﻔﻜــﺮ اﻹﺳــﻼﻣﻲ وﻓــﻖ ﺳُــﻨّﺔ ﺗﺄوﻳﻠﻴــﺔ ﺗﺸــﻜّﻠﺖ ﻣﻌﺎﳌﻬــﺎ
اﻟﻜــﱪى ﰲ اﻟﻘــﺮون اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ اﻷوﱃ، وﻫــﻲ اﻟﺘــﻲ ﺗﻮاﺻﻠــﺖ
بمﺮﺗﻜﺰاﺗﻬـﺎ وﻣﺴـﻠماﺗﻬﺎ، وإن ﺑـﺪا ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺑﺮﻳـﻖ اﻟﺘﺠﺪﻳـﺪ؟ ﻣـﺎ
ﺳــﺒﺐ ﺗﻮاﺻــﻞ ﻫــﺬه اﻟﺴّــﻨّﺔ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴــﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳــﺔ؟ وﳌــﺎذا
ﺳﻼﻣﻲ وﻣﺂزق اﻟﺘﺄوﻳﻞ0اﻟﻔﻜﺮ ا
........................
@ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻤﺰة
* ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻮﺳﺔ – ﺗﻮﻧﺲ.
ﺑﺤﻮث وﻣﻘﺎﻻت
اﻟﻴــﻮم، وﺑﺎﻟﻨﻈــﺮ إﱃ اﻟﺘﻐﻴــيرات
اﻟﺘــﻲ ﺗﺼﻴــﺐ ﺑﻨﺴــﻖ ﺣﺜﻴــﺚ
ﺳــﺒﻞ اﳌﻌﺮﻓــﺔ ﺗﻠﻘّﻴــﺎً وإﻧﺘﺎﺟــﺎً،
ﻧــﺮى أنّ اﻟﺒﻨﻴــﺔ اﳌﺘﺤﺠّــﺮة
ﻟﻠﺘﻔﺴــير اﻟﻘــﺮآني ﻗــﺪ ﺗﺸــﻈّﺖ
وﺗﻨﺎﺳــﻠﺖ ﻣﻨﻬــﺎ ﺗﺄوﻳﻠﻴــﺎت
ﺟﺪﻳــﺪة ﻣﺜــﻞ اﻟﺘﺄوﻳﻠﻴــﺔ
اﻟﺠﻬﺎدﻳــﺔ اﻟﺤﺮﻛﻴّــﺔ، وﺗﺄوﻳﻠﻴــﺔ
اﻟﺪﻋــﺎة، وﻫــﻲ ﺗﺄوﻳﻠﻴّــﺔ
ﻧﻜﻮﺻﻴّـﺔ ﺻﻠﺘﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻘـﺮآن ﺑﺎﻫﺘـﺔ
واﻧﺘﻘﺎﺋﻴــﺔ ﻳﺴــﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻻﻫﺘــمام
ﺑﻬـﺎ ﻋـﺪد ﻣﺤـﺪود ﻣـﻦ اﻵﻳـﺎت،
وﺗﺴـﺘﻤﺪّ اﳌﻌﻨـﻰ ﻣـﻦ اﻟﻜﺘﺎﺑـﺎت
اﻟﻔﻘﻬﻴــﺔ اﻷﻛــثر اﻧﻐﻼﻗــﺎً.
”
“