68
ܣ،
ۜ
ﺮدادٌ ﺗﻔهّﻤﻲ ﻟﻠﻤﺎع
»إن ﻣﻘﺎم اﻟﺘﺄوّل، ﻣﻦﺣﻴﺚهﻮاﺳ
ــܣ أﻻ
ۜ
هــﻮدوﻣــﺎً ﻣﻘــﺎم لحﺎﺿــﺮڌــيّ ]...[ ذﻟــﻚ أﻧّــﮫ ﻣــﻦ ﺷــﺄن اﳌﺎع
ﻳﻨﻔﺘــﺢ إﻻّ ﻋڴــى ﻗــﺪراﻟﻌــﺰم وﻣﻠﻜــﺔ اﻟﻘــﺪرة ﻋڴــى اﻟﻜﺸــﻒ اﻟﻠّﺬﻳْــﻦ
ـي ﻋهـﺪة الحﺎﺿـﺮ. أﻣّـﺎ أﺻﺎﻟـﺔ ﺗﺄويـﻞ ﻓﻠﺴـﻔﻲ ﻓﺘﺘﻌ؈ّـن ﺑﺎﻟﻨﻈـﺮﳌـﺎ
ࡩ
ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ ﻣﺨﺼﻮﺻﺔ ﺑﻨﻔﺴﮫ وﻣﻦ وﺛﺎﻗﺔ ﺗﻤﻜّﻨﮫ
ـܣ يُﻌهـﺪ ٭ڈـﺎ إﻟﻴـﮫ«.
ۘ
ﻣـﻦ اﻻﺿﻄـﻼع ﺑﺎﳌهﻤـﺎت اﻟ
.(1922)
ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ، ﺗﺄوﻳﻼت ﻓﻴﻨﻮﻣﻴﻨﻮﻟﻮﺟﻴّﺔ ﻷرﺳﻄﻮ
ﻻ ﻳـﺰال ﺳـﺆال اﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ ﰲ اﻹﺳـﻼم ﺳـﺆاﻻً راﻫﻨـﺎً ﻣﺤـيرّاً
ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳـﻦ، ﺑﺎﻋﺜـﺎً ﻋـﲆ اﻟﺘﺄﻣـﻞ ﰲ ﻣﺄﺛـﻮرٍ ﺻـﺎر ﰲ زﻣﺎﻧﻨـﺎ »ﺗﺮاﺛﺎً«
ﻛﻞﱞ ﻳﺠـﺪ ﻓﻴـﻪ ﺿﺎﻟّﺘـﻪ؛ وﻟﻌﻠّـﻪ ﰲ اﻷﻏﻠـﺐ اﻷﻋـﻢّ أﻣـﺮٌ ﻻ ﻳﺨﻠـﻮ
ﻣـﻦ اﻟﻨّـﺰوع إﱃ اﳌﺨﺎﺻﻤـﺔ، واﳌماﺣﻜـﺔ، وﻏﻠﺒـﺔ اﻟﻈـﻦّ، وﺑـﺎدئ
اﻟــﺮّأي، وﺗﻘﻠّــﺐ اﻷﻫــﻮاء؛ ﺑــﻞ اﳌﻴــﻞ إﱃ اﻟﺘﺤــﺰّب واﻟﻔُﺮﻗــﺔ،
واﻻﻧﻘﻴـﺎد إﱃ ﻣﺠـﺎدﻻت ﻏـير ذات ﻣﻮﺿـﻮع أﺻـﻼً. ﻓـما ﺑﺎﻟـﻚ
إن ﺻـﺎر ﺗﻄـﺎرحُ ﻫـﺬا اﻟﺴّـﺆال أﻣـﺮاً راﻫﻨـﺎً وﺷـﻴﺌﺎً ﻛﺎﻟﺘّﻮﻃﺌـﺔ
ﻟﻠﺰﻣــﺎن اﻟﺤــﺎﴐ، واﻟﺘّﻘﺪﻣــﺔ ﻟﻠﻌــﴫ، وإﻧﺸــﺎء ﻣﻘــﺎمٍ ﻳﻜــﻮن
ﻣﻨــﻪ اﻟﺒــﴫُ بمﻌــﺎﴏة أﺑﻠــﻎُ اﻵﻳــﺎت ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﺗّﺒــﺎعُ »ﺣﺪاﺛــﺔ«
ﻗﺎئمـﺔ ﺑﻌـﺪُ ﻋﻨـﺪ أﻫﻠﻬـﺎ، وإن لم ﺗﻜﺘﻤـﻞ، أو إﺣﻴـﺎء »ﻧﻬﻀـﺔ«
لم ﺗﻔﻠ ـﺢ ﰲ ﺗﺤﻘﻴ ـﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫـﺎ إﻻ ﳌﺎﻣ ـﺎً. وﻋ ـﲆ ﻛﻞّ ﺣـﺎل إنّ
ﺿﺪّ اﻟﺘﺄوﻳـﻞ
اﻟﺠﺎﺑـﺮي وﻣﻜـﺮُ اﻟﺘـﺮاث
........................
@
ﻓﺘﺤﻲ إﻧﻘﺰّو
* ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻮﺳﺔ – ﺗﻮﻧﺲ.
ﺑﺤﻮث وﻣﻘﺎﻻت
إنّ اﻟﺮﺷــﺪﻳﺔ ﻣﻤﻜــﻦٌ ﻓﻠﺴــﻔﻲﱞ
ﻣــﻦ ﺑــين ﻣﻤﻜﻨــﺎتٍ ﻛﺜــيرةٍ ﰲ
اﻟــﱰّاث اﻟﻌــﺮبي اﻹﺳــﻼﻣﻲ،
ﻓﻠﻴــﺲ ﺗﺄﺧّــﺮه ﺑﺎﻟﺰﻣــﺎن ﺣﺠّــﺔً
ﻋـﲆ إﻣﺎﻣﺘـﻪ اﳌﻄﻠﻘﺔ ﻟﻠﻔﻼﺳـﻔﺔ،
وﻻ تمﺴّــﻜﻪ ﺑﺄرﺳــﻄﻮ ﻋﻨﻮاﻧــﺎً
ﻻﺳـﺘﻘﻼل ﻓﻠﺴـﻔﻲ، وﻻ ﻫﺠﻮﻣـﻪ
ﻋـﲆ اﳌﺘﻜﻠﻤـين واﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻋﻼﻣـﺔ
اﺑﺘـﺪاع ﻓﺎرﻗـﺔ، وﻻ ردّه ﻋـﲆ أبي
ﺣﺎﻣــﺪ وﻧﻘــﺪه ﻷبي ﻧــﴫ وأبي
ﻋـﲇ اﺳـﺘﻨﻘﺎﺻﺎً ﻣـﻦ ﺷـﺄﻧﻬﻢ، وﻻ
ﺗﺠﺮﻳﺤــﺎً ﰲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬــﻢ.
”
“