71
2018
. ﺷﺘﺎء
1
اﻟﻌﺪد
( ﺣﻴﻨـﺎً آﺧـﺮ؛ وﻫـﻲ -وإن
16
»ﻗـﺮاءة ﻋﻠﻤﻴّـﺔ واﻋﻴـﺔ« )ص
ﻛﺎﻧــﺖ ﻛﺜــيرةً ﺑﻜــثرة ﻣﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻬــﺎ- واﺣــﺪة »ﺗﺼــﺪر ﻋــﻦ
ﻣﻨﻬ ـﺞ واﺣ ـﺪ وﻋ ـﻦ رؤﻳ ـﺔ واﺣ ـﺪة«، وﳌ ّـﺎ ﻛﺎﻧ ـﺖ ﻛﺬﻟ ـﻚ
ﻓﻬــﻲ »ﻟﻴﺴــﺖ ﻣﺠــﺮّد ﺑﺤــﺚ أو دراﺳــﺔ؛ ﻷﻧّﻬــﺎ ﺗﺘﺠــﺎوز
اﻟﺒﺤـﺚ اﻟﻮﺛﺎﺋﻘـﻲ واﻟﺪراﺳـﺔ اﻟﺘّﺤﻠﻴﻠﻴـﺔ... وﺗﻘـﱰح ﴏاﺣـﺔً،
وﺑﻮﻋـﻲ، ﺗﺄوﻳـﻼً ﻳﻌﻄـﻲ ﻟﻠﻤﻘـﺮوء »ﻣﻌﻨـﻰ« ﻳﺠﻌﻠـﻪ، ﰲ آن
واﺣـﺪ، ذا ﻣﻌﻨـﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ ﳌﺤﻴﻄـﻪ اﻟﻔﻜـﺮي – اﻻﺟﺘماﻋـﻲ
– اﻟﺴــﻴﺎﳼ، وأﻳﻀــﺎً ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻨــﺎ ﻧﺤــﻦ اﻟﻘﺎرﺋــين«. أﻣــﺎ
ﺻﻔـﺔ »اﳌﻌـﺎﴏة« اﻟﺘـﻲ ﺗﻠﺤـﻖ ﺑﻬـﺎ ﻓﻠﻬـﺎ ﻣﻌﻨﻴـﺎن: ﻣﻌﻨـﻰ
ﻋـﲆ ﺻﻌﻴـﺪ
ﻣﻌـﺎﴏاً ﻟﻨﻔﺴـﻪ
ﻳﻜـﻮن ﺑﺤﺴـﺒﻪ »... اﳌﻘـﺮوء
اﻹﺷــﻜﺎﻟﻴّﺔ واﳌﺤﺘــﻮى اﳌﻌــﺮﰲ واﳌﻀﻤــﻮن اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟــﻲ«
،
ﻣﻌــﺎﴏاً ﻟﻨــﺎ
(؛ وﻣﻌﻨــﻰ ﻳﻜــﻮن ﺑــﻪ »... اﳌﻘــﺮوء
11
)ص
« ﻫـما رﻛﻨـﺎ ﻫﺬه اﻻﺳـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
اﻟﻔﺼـﻞ واﻟﻮﺻـﻞ
(. إنّ »
12
وﻟﻜـﻦ ﻓﻘـﻂ ﻋـﲆ ﺻﻌﻴـﺪ اﻟﻔﻬـﻢ واﳌﻌﻘﻮﻟﻴّـﺔ« )ص
اﻟﻌﺎﻣ ـﺔ، اﻟﺘ ـﻲ ﺗﻜ ـﻮن اﻟﻘ ـﺮاءة ﻟﺪﻳﻬ ـﺎ ﺑﻨﻴ ـﺔ ﺗﻀﺎﻳ ـﻒ ﺑ ـين اﻟﻘ ـﺎرئ واﳌﻘ ـﺮوء ﻻ وﺟ ـﻮد ﻟﻬ ـما وﻻ ﻣﻌﻨ ـﻰ إﻻ
ﺑﺎﻟﻨﺴـﺒﺔ واﻟﻌﻼﻗـﺔ. وإنّ ﻫـﺬه اﻟﺒﻨﻴـﺔ ﻫـﻲ اﻟﺘـﻲ ﺗُﻘـﺎس ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟﻘـﺮاءات اﻟﺴّـﺎﺋﺪة )اﻟﺴّـﻠﻔﻴﺔ واﻻﺳـﺘﴩاﻗﻴّﺔ
واﳌﺎدّﻳـﺔ( ﻟﻴﺘﺒـينّ ﺗﻬﺎﻓﺘﻬـﺎ ﻻ ﻣـﻦ ﺧـﻼل »أﻃﺮوﺣﺎﺗﻬـﺎ« اﳌﻘـﺮّرة؛ ﺑـﻞ ﻋـﱪ »ﻃﺮﻳﻘـﺔ اﻟﺘّﻔﻜـير اﻟﺘـﻲ ﺗﻨﺘﺠﻬـﺎ،
(، واﻟـﺬي ﻻ ﻳﺨـﺮج ﺑﺎﻟﺠﻤﻠـﺔ ﻋـماّ ﻗـﺮّره اﻟﻘﺪاﻣـﻰ
16
اﻟﻼﺷـﻌﻮري اﻟـﺬي ﻳﺆﺳّﺴـﻬﺎ« )ص
˝
اﻟﻔﻌـﻞ اﻟﻌﻘـﲇ
˝
أي
(. ﻓﺎﻟﻘـﺮاءة ﻟﻴﺴـﺖ ﺗﻨﻮﻳﻌـﺎً ﻋـﲆ اﳌﻀﻤـﻮن؛ أي ﻧﻘـﺪاً
19-17
« )ص
ﻗﻴـﺎس اﻟﻐﺎﺋـﺐ ﻋـﲆ اﻟﺸّـﺎﻫﺪ
ﻣـﻦ ﻣﺒـﺪأ »
ﻟﻸﻃﺮوﺣـﺎت، وإﻻ اﺳـﺘﺤﺎﻟﺖ ﻧﻘـﺪاً إﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴّـﺎً ﻟﻺﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴـﺎ، وإنمّـﺎ ﻫـﻲ ﻓـﻮق ذﻟـﻚ ﺑـﴬب ﻣـﻦ اﻻﺧﺘـﻼف
ﺑﺎﻟﻄّﺒﻴﻌـﺔ ﻋـﻦ ﻫـﺬا اﳌﻀﻤـﻮن؛ إذ ﻳﻨﺼـﺐّ اﻟﻨﻘـﺪ ﻋـﲆ آﻟﻴّـﺔ اﻹﻧﺘـﺎج اﻟﻨّﻈـﺮي ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﻫـﻲ آﻟﻴّـﺔ ﻋﻘﻠﻴّـﺔ
أو ﻣﻌﺮﻓﻴّـﺔ ﻏـير واﻋﻴـﺔ ﺑﺬاﺗﻬـﺎ.
إنّ اﻻﻓ ـﱰاض اﻟﺮّﺋﻴ ـﺲ، اﻟ ـﺬي ﻳﺴـﻠّﻢ ﺑ ـﻪ ﺻﺎﺣـﺐ ﻫـﺬا اﳌ ـﴩوع، إنم ّـﺎ ﻳﺼـﺪر ﻋ ـﻦ ﺗﻮﻫّـﻢ ﳌﺸـﺎﻛﻠﺔ
اﻟﻨّﻘـﺪ اﻟـﺬي ﻳﻘﱰﺣـﻪ ﻟﻠﻤﻔﻬـﻮم اﻟﻜﺎﻧﻄـﻲ اﻟـﺬي أُﺛـﺮ ﻋﻨـﻪ أﻧـﻪ ﻟﻴـﺲ ﻧﻘـﺪاً ﻟﻠﻜﺘـﺐ واﳌﺆﻟﻔـﺎت، وإنمـﺎ ﻫـﻮ
ﻧﻘـﺪٌ ﻟﻘـﺪرات اﻟﻌﻘـﻞ ﻧﻔﺴـﻪ ﻣﺄﺧـﻮذة دون اﻋﺘﺒـﺎر ﻟﻠﻤﻀﻤـﻮن اﻟـﺬي ﻳﻨﺘﺠـﻪ وﻳﻌﻄﻴـﻪ. ﻓﻠﺬﻟـﻚ ﻧﺠـﺪه ﻳﻘـﺮّ
ﺑﺘﻔﻀﻴـﻞ ﻣﻄﻠـﻖ ﻟﻬـﺬا اﳌﻨـﻮال اﻟـﺬي ﻻ ﺗﻬﻤّـﻪ »اﻷﻃﺮوﺣـﺎت« وإنمـﺎ ﻛﻴﻔﻴّـﺔ إﻧﺘﺎﺟﻬـﺎ: »إنّ ﻓﺤـﺺ اﳌﻘـﺮوء،
ﻋﻨﺪﻣ ـﺎ ﻳﺘ ـﻢ ﺑﺼـﻮرة ﻣﻨﻬﺠﻴ ّـﺔ ﺻﺎرﻣ ـﺔ ﻗ ـﺪ ﺗﻜ ـﻮن أوﱃ ﻧﺘﺎﺋﺠـﻪ دﻓ ـﻊ اﻟﻘ ـﺎرئ إﱃ ﻣﺮاﺟﻌ ـﺔ أدوات ﻋﻤﻠ ـﻪ«
(؛ ذﻟــﻚ »...أن اﻟﻘﻀﻴــﺔ اﳌﻨﻬﺠﻴــﺔ اﻷوﱃ، اﻟﺘــﻲ ﺗﻮاﺟــﻪ اﻟﻔﻜــﺮ اﻟﻌــﺮبي اﳌﻌــﺎﴏ ﰲ ﻣﺤﺎوﻟــﺔ إﻳﺠــﺎد
17
)ص
ﻟﻠﺘﻌﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ ﺗﺮاﺛـﻪ، ﻟﻴـﺲ اﻻﺧﺘﻴـﺎر ﺑـين ﻫـﺬا اﳌﻨﻬـﺞ أو ذاك ﻣـﻦ اﳌﻨﺎﻫـﺞ اﻟﺠﺎﻫـﺰة؛ ﺑـﻞ
˝
ﻣﻼئمـﺔ
˝
ﻃﺮﻳﻘـﺔ
اﳌﺴـﺄﻟﺔ اﻷﺳﺎﺳـﻴﺔ ﻫـﻲ ﻧﻘﺪ
ﻓﺤـﺺ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺬﻫﻨﻴـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺳـﻴﺘﻢ ﺑﻮاﺳـﻄﺘﻬﺎ وﻣـﻦ ﺧﻼﻟﻬـﺎ ﺗﻄﺒﻴـﻖ اﳌﻨﻬـﺞ.
(. ﺑﻌ ـﺪ ذﻟ ـﻚ، ﻧﺠـﺪه ﻳﻨﺴـﺎق إﱃ اﳌﺠﺎزﻓ ـﺔ
20
)ص
اﻟﻌﻘ ـﻞ ﻻ اﺳـﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘ ـﻞ ﺑﻬ ـﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘ ـﺔ أو ﺗﻠ ـﻚ«
ﺑﻘـﺮار ﺧﻄـير ﻣﻔـﺎده أنّ اﻟﻔﻠﺴـﻔﺔ اﻹﺳـﻼﻣﻴّﺔ، ﻣـﺎدّة اﻟـﱰّاث اﳌﻘﺼـﻮد ﺑﺎﻟﻨﻈـﺮ واﻟﻘـﺮاءة، ﻳﻨﺒﻐـﻰ ﻟﻬـﺎ أﻻ ﺗﺆﺧـﺬ
ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ »اﳌﻀﻤـﻮن اﳌﻌـﺮﰲ«؛ ﺑـﻞ ﻣـﻦ ﺟﻬـﺔ »اﻟﻮﻇﻴﻔـﺔ اﻹﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴّـﺔ« اﻟﺘـﻲ اﺿﻄﻠـﻊ ﺑﻬـﺎ ﻛﻞّ ﻓﻴﻠﺴـﻮف
ﻓﺘﺤﻲ إﻧﻘﺰّو
إنّ اﻟﻘــﺮاءة ﺑﻬــﺬا اﳌﻌﻨــﻰ، أو ﺑﻬــﺬه
اﳌﻌـﺎني، ﻟﻴﺴـﺖ ﺷـﻴﺌﺎً ﻏـير ﻣـﺎ ﻗﺮّرﺗـﻪ
اﻟــﺬّات اﻟﻘﺎرﺋــﺔ، واﺗّﺨﺬﺗــﻪ ﻣــﻦ
ﻣﻮاﻗ ـﻒ ﻓﺎﺻﻠ ـﺔ ﺑﻴﻨﻬ ـﺎ وﺑ ـين ﻏيرﻫ ـﺎ
ﻓﺼــﻼً ﻣﺎﻧﻌــﺎً: ﺑﻴﻨﻬــﺎ وﺑــين ﺳــﺎﺋﺮ
اﻟﻘــﺮاءات اﳌﺮﻓﻮﺿــﺔ أﺻــﻼً وﺷــﻜﻼً،
وﺑﻴﻨﻬــﺎ وﺑــين ﻣﻄﻠﻮﺑﻬــﺎ )اﻟــﱰّاث(.