89
2018
. ﺷﺘﺎء
1
اﻟﻌﺪد
ﻫـﺬا اﻟﻘﺎﻧـﻮن ﯾﺆﮐّـﺪ ﻣﻌﯿﺎرﯾـﻦ رﺋﯿﺴـﯿﻦ ﻫـما: اﻻﺣﺘﻔـﺎظ ﺑﺎﻟﺪﻻﻟـﺔ اﻟﻠﻔﻈﯿـﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬـﺎ وأﺳـﺎﻟﯿﺒﻬﺎ دون
اﻟﺨـﺮوج ﻣـﻦ إﻃﺎرﻫـﺎ، وإﺧـﻼء اﻟﻠﻔـﻆ ﻣـﻦ ﻣﻌﺎﻧﯿـﻪ اﻟﻈﺎﻫﺮﯾـﺔ وﻏﯿـﺮ اﻟﻈﺎﻫﺮﯾـﺔ، ﻓﮑﺄﻧﻬـﺎ ﻋﻼﻣـﺎت ورﻣـﻮز، وﻻ
ﯾَﻌﻠـﻢ ﻣﻐﺰاﻫـﺎ إﻻ اﻷوﺣـﺪي ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎس. أﻣـﺎ اﻵﺧـﺮون، بمـﻦ ﻓﯿﻬـﻢ اﻟﻌﻠـماء، ﻓـﻼ ﯾﻤﮑﻨﻬـﻢ اﻟﺘﻄـﺮّق إﻟﯿﻬـﺎ،
وﻻﯾﻤﮑﻨﻬـﻢ اﻟﺤـﺪس ﻗﺒـﻞ اﻟﺘﺄوﯾـﻞ، وﻻﯾﻤﮑﻨﻬـﻢ اﻟﺘﻄﺒﯿـﻖ؛ أي اﺳـﺘﺨﺮاج ﻫـﺬه اﳌﻌـﺎني ﻣـﻦ ﺗﻠـﻚ اﻷﻟﻔـﺎظ )ر.
؛ ﺣﯿـﺚ ﯾﻘـﻮل إنمّـﺎ اﻟﺘﮑﺬﯾـﺐ أن ﯾﻨﻔـﻲ ﺟﻤﯿـﻊ ﻫـﺬه اﳌﻌـﺎني، وﯾﺰﻋـﻢ أنّ ﻣـﺎ ﻗﺎﻟـﻪ
65
، ص
ﻓﯿﺼـﻞ اﻟﺘﻔﺮﻗـﺔ
ﻻ ﻣﻌﻨـﯽ ﻟـﻪ(. واﳌﻌﯿـﺎر اﻟﺜـﺎني ﻫـﻮ وﺟـﻮد ﺑﺮاﻫﯿـﻦ ﻋﻘﻠﯿـﺔ ﻋﻠـﯽ اﺳـﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﻈﺎﻫـﺮ )اﻟﻈﻬـﻮرات اﻷوﻟﯿـﺔ أو
اﻟﻈﻬـﻮرات اﻟﺜﺎﻧﯿـﺔ ﻃﺒﻘـﺎً ﻟﻠﻮﺟـﻮدات اﻟﺨﻤﺴـﺔ واﻟﺪرﺟـﺎت اﻟﺨﻤـﺲ ﰲ اﻟﺘﺄوﯾـﻞ(.
وأﺧﯿـﺮاً، ﯾﺘﺤـﺪث اﻹﻣـﺎم اﻟﻐـﺰاﱄ ﻋـﻦ أﻧـﻮاع اﻟﺘﺄوﯾـﻞ وﻣﻨﺎﻃـﻖ ﻣﺤﻈـﻮرة ﰲ اﻟﺘﺄوﯾـﻞ، وﻫـﻲ ﻣـﺎ ﯾﺘﻌﻠـﻖ
(؛ أي ﻣـﺎ ﯾﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺄﺻـﻮل اﻹﯾمان
71
ﺑﺄﺻـﻮل اﻟﻌﻘﺎﺋـﺪ اﳌﻬﻤـﺔ، ﻣﺜـﻞ ﺣـﴩ اﻷﺟﺴـﺎد واﻟﻌﻘﻮﺑـﺎت اﻟﺤﺴـﯿﺔ )ص
(. وﻻﯾﺴـﻌﻨﻲ أن ﻻ أذﮐـﺮ ﻣـﺎ ﯾﻘﻨﻨـﻪ اﻟﻐـﺰاﱄ ﻫﻨـﺎ
73
اﻟﺜﻼﺛـﺔ: اﻹﯾـمان ﺑﺎﻟﻠـﻪ، وﺑﺮﺳـﻮﻟﻪ، وﺑﺎﻟﯿـﻮم اﻵﺧـﺮ )ص
ﻟﻠﺘﮑﻔﯿـﺮ: »اﻋﻠـﻢ أن اﻟﻨﻈﺮﯾـﺎت ﻗﺴـمان: ﻗﺴـﻢ ﯾﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺄﺻـﻮل اﻟﻘﻮاﻋـﺪ، وﻗﺴـﻢ ﯾﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺎﻟﻔـﺮوع... ﻓﺎﻋﻠـﻢ
أﻧّـﻪ ﻻ ﺗﮑﻔﯿـﺮ ﰲ اﻟﻔـﺮوع أﺻـﻼً، ﻟﮑـﻦ ﰲ ﺑﻌﻀﻬـﺎ ﺗﺨﻄﺌـﺔ ﮐـما ﰲ اﻟﻔﻘﻬﯿـﺎت، وﰲ ﺑﻌﻀﻬـﺎ ﺗﺒﺪﯾـﻊ ﮐﺎﻟﺨﻄـﺄ
اﳌﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺎﻹﻣﺎﻣـﺔ وأﺣـﻮال اﻟﺼﺤﺎﺑـﺔ. واﻋﻠـﻢ أنّ اﻟﺨﻄـﺄ ﰲ أﺻـﻞ اﻹﻣﺎﻣـﺔ وﺗﻌﯿﯿﻨﻬـﺎ وﴍوﻃﻬـﺎ وﻣـﺎ ﯾﺘﻌﻠـﻖ
ﺑﻬـﺎ ﻻﯾﻮﺟـﺐﳾء ﻣﻨـﻪ ﺗﮑﻔﯿـﺮاً... وﻻ ﯾﻠﺘﻔـﺖ إﻟـﯽ ﻗـﻮم ﯾﻌﻈﻤـﻮن أﻣـﺮ اﻹﻣﺎﻣـﺔ، وﯾﺠﻌﻠـﻮن اﻹﯾـمان ﺑﺎﻹﻣـﺎم
ﻣﻘﺮوﻧـﺎً ﺑﺎﻹﯾـمان ﺑﺎﻟﻠـﻪ وﺑﺮﺳـﻮﻟﻪ، وﻻ إﻟـﯽ ﺧﺼﻮﻣﻬـﻢ اﳌﮑﻔﺮﯾـﻦ ﻟﻬـﻢ بمﺠـﺮّد ﻣﺬﻫﺒﻬـﻢ ﰲ اﻹﻣﺎﻣـﺔ ﻓـﮑﻞ
.(74
ذﻟـﻚ إﴎاف؛ إذ ﻟﯿـﺲ ﰲ أﺣـﺪ اﻟﻘﻮﻟﯿـﻦ ﺗﮑﺬﯾـﺐ اﻟﺮﺳـﻮل أﺻـﻼً« )ص
اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ:
اﻟﻨﺘﯿﺠـﺔ، اﻟﺘـﻲ ﯾﻤﮑـﻦ أن ﻧﺨـﺮج ﺑﻬـﺎ ﰲ ﻫـﺬه اﳌﻘﺎﻟـﺔ اﻟﻘﺼﯿـﺮة، أنّ ﺗﺄوﯾـﻞ اﻟﻨﺼـﻮص اﻟﺪﯾﻨﯿـﺔ -وإن
ﮐﺎن ﺳـﺎﺋﻐﺎً ﰲ ﺑﻌـﺾ اﻟﺤـﺎﻻت، أو أﻣـﺮاً ﻻ ﺑُـﺪﱠ ﻣﻨـﻪ ﰲ ﺑﻌـﺾ اﻟﺤـﺎﻻت اﻷﺧـﺮی- ﺑﺤﺎﺟـﺔ ﻣﺎﺳّـﺔ إﻟـﯽ أﺳـﺲ
وﻣﻌﺎﯾﯿـﺮ ﺗﺤـﻮل دون اﻟﻬﻤﺠﯿـﺔ واﻟﻔﻮﺿـﯽ اﻟﻔﮑﺮﯾـﺔ. واﻷﻫـﻢّ ﰲ ﻫـﺬه اﳌﻌﺎﯾﯿـﺮ ﻫـﻮ اﻻﻋﺘـماد ﻋﻠـﯽ اﻟﱪاﻫﯿـﻦ
اﻟﻘﻄﻌﯿ ـﺔ ﻟﻠﺘﺨـﲇّ ﻋ ـﻦ اﻟﻈﻮاﻫـﺮ، ﺛ ـﻢّ اﻻﻧﻀﺒ ـﺎط ﺑﺎﻟﺪﻻﻟ ـﺔ اﻟﻠﻔﻈﯿ ـﺔ، ﻓ ـﺈنّ ﺗﺄوﯾ ـﻼت ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻠﻬ ـﺎ اﻷﻟﻔ ـﺎظ،
وﻻﺗﺪﻋﻤﻬــﺎ اﻷﺳــﺎﻟﯿﺐ اﻟﮑﻼﻣﯿــﺔ، ﻻﯾﻤﮑــﻦ اﻟﺮﮐــﻮن إﻟﯿﻬــﺎ، وﻻ ﯾﻌﻘــﻞ وﻻ ﯾﺠــﻮز إﺳــﻨﺎدﻫﺎ إﻟــﯽ اﻟﻨﺼــﻮص
اﻟﺪﯾﻨﯿـﺔ اﻟﺒﻠﯿﻐـﺔ ﰲ أﺳـﺎﻟﯿﺒﻬﺎ واﻟﺮﺻﯿﻨـﺔ ﰲ ﻣﻀﺎﻣﯿﻨﻬـﺎ.
ﺣﻤﻴﺪ رﺿﺎ ﴍﻳﻌﺖ ﻣﺪاري