مجلة تأويليات - العدد الأول

90 / 160

90
:1ﻣﺪﺧﻞ ﻋﺎم
ﻻ ﻳﺘﻘﺼﱠ ـﺪ ﻫـﺬا اﻟﺒﺤـﺚ ﺗﻘﺪﻳـﻢ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ ﺷـﺎﻣﻠﺔ ﻟﻼﻫﺘمام
1976-) اﻟـﺬي ﺳـﺨﻲ ﺑـﻪ اﻟﻔﻴﻠﺴـﻮف اﻷﳌـﺎني ﻣﺎرﺗـﻦ ﻫﺎﻳﺪﻏـﺮ
1804-) (، وﻫـﻮ ﻳﻘـﺮأ ﺧﻄـﺎب ﻣﻮاﻃﻨـﻪ إيمﺎﻧﻮﻳـﻞ ﻛﺎﻧـﻂ1889
(، إنمّـﺎ ﻫـﻮ ﻣﺤﺎوﻟـﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌـﺔ ﻟﺮﺳـﻢ ﺟﻮاﻧـﺐ ﻣـﻦ ﺗﻠـﻚ 1724
اﻟﻘــﺮاءة اﻟﺪؤوﺑــﺔ، واﻟﺘﺠــﻮال اﳌﺜﻤــﺮ ﰲ ﺣﺪاﺋﻘﻬــﺎ اﳌﻌﺮﻓﻴــﺔ
اﻟﻐﻨّــﺎء، ﺧﺼﻮﺻــﺎً أنّ رﺣﻠــﺔ ﻫﺎﻳﺪﻏــﺮ ﻣــﻊ ﻛﺎﻧــﻂ اﻣﺘــﺪّت
ﻷﻛـثر ﻣـﻦ ﻧﺼـﻒ ﻗـﺮن، وﺗﻠـﻚ ﻓـﱰة ﻃﻮﻳﻠـﺔ لم ﻳﻨﺸـﻐﻞ ﺑﻬـﺎ
ﻓﻴﻠﺴـﻮف؛ ﻻ ﻫـﻮ ﺑﺎﻟﻜﺎﻧﻄـﻲ وﻻ ﺑﺎﻟﻜﺎﻧﻄـﻲ اﻟﺠﺪﻳـﺪ، ﻛمارﺗـﻦ
ﻫﺎﻳﺪﻏــﺮ، اﻟــﺬي ﺑــﺪا ﻣﻔﺘﻮﻧــﺎً ﺑﺨﻄــﺎب ﺳــﻠﻔﻪ أيمّــﺎ اﻓﺘﺘــﺎن
ﺧـﻼل ﺗﻠـﻚ اﻟﺴـﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠـﺔ، ﺣﺘـﻰ إﻧـﻪ، وﻫـﻮ ﰲ ﻣﻨﺰﻟـﻪ،
وﻛﻠ ّـما اﻟﺘﻔ ـﺖَ ﺷ ـﻄْﺮ رﻓ ـﻮف ﻣﻜﺘﺒﺘ ـﻪ، ﻳ ـﺮى ﻧﻔﺴ ـﻪ ﻣﻀﻄ ـﺮاً
إﱃ ﺗﺼﻔﱡ ـﺢ أﺣـﺪ ﻣﺆﻟﱠﻔـﺎت ﻛﺎﻧـﻂ، ﻓﻴﻤـﴤ ﻟﻴﻨﺸـﻐﻞ ﺑـﻪ ﻋـﻦ
ﻏـيره، وﻳﺠﻠـﺲ ﻟﻴﻘـﺮأه، وﻳﻌﻴـﺪ ﻗﺮاءﺗـﻪ ﻟﻴﻜﺘـﺐ وﻳﻜﺘـﺐ دون
ﻣﻠ ـﻞ، وذﻟ ـﻚ اﻓﺘﺘ ـﺎن ﻳﺒ ـﺪو ﻣﺜ ـيراً ﻟﻠﻔﻀ ـﻮل؛ ﻟﻜ ـﻮن ﺻﺎﺣ ـﺐ
،ﻧﻘ ـﺪ اﻟﻌﻘ ـﻞ اﳌﺤـﺾ( ﻟﻴ ـﺲ ﺻﺎﺣـﺐ ) اﻟﻜﻴﻨﻮﻧ ـﺔ واﻟﺰﻣ ـﺎن()
ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﳌﻌﻨــﻰ واﳌﺒﻨــﻰ، ﻟﻜــﻦ »اﳌﺴــﻜﻮت ﻋﻨــﻪ« ﰲ
ﻓﻠﺴـﻔﺔ ﺳـﻠﻔﻪ، وﻛﺬﻟ ـﻚ اﻟﻼﻣﻔﻜﱠ ـﺮ ﻓﻴ ـﻪ، ﻻ ﻳﻨﻔ ـﻚّ ﻳﺴـﺘﺪرﺟﻪ
* ﺑﺎﺣﺚ وأﻛﺎديمﻲ ﻋﺮاﻗﻲ.
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ ﻓﺘﻨﺔ اﻷﺳﻼف: ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ ﻗﺎرﺋﺎً ﻛﺎﻧﻂ )ﻣﺨﻄﻮط(. -1
ﺳﻼف.. ﻫﺎﻳﺪﻏﺮ ﻗﺎرﺋﺎً ﻛﺎﻧﻂ Qدروب ﺗﺄوﻳﻞ ا
........................
@رﺳﻮل ﻣﺤﻤﱠ ﺪ رﺳﻮل
ﺑﺤﻮث وﻣﻘﺎﻻت
ﰲ ﻣﻨﺘﺼـﻒ ﺛﻼﺛﻴﻨﻴـﺎت اﻟﻘـﺮن
اﻟﻌﴩﻳــﻦ، أوﺿــﺢ ﻫﺎﻳﺪﻏــﺮ
ﻗﺎﺋـﻼً: »ﻻ ﻧﺤﺘـﺎج إﱃ أن ﻧﺨـﱪ
ﻋـﻦ ﻓﻠﺴـﻔﺔ ﻛﺎﻧـﻂ ﰲ ﻧﻈﺮﻳﺎت
إﺟماﻟﻴـﺔ وأﺣﺎدﻳـﺚ ﻋﺎﻣـﺔ؛ ﺑـﻞ
ﻧﻨﺘﻘــﻞ إﱃ ﻫــﺬه اﻟﻔﻠﺴــﻔﺔ
ذاﺗﻬــﺎ، ﻓﻤﻨــﺬ اﻵن ﻳﻨﺒﻐــﻲ أن
ﻳﺘﻜﻠﱠـﻢ ﻛﺎﻧـﻂ وﺣـﺪه«. وذﻟـﻚ
ﺗﻘﻮﻳ ـﺾ ﳌ ـﺎ اﻟﺘ ـﺄم ﺣ ـﻮل ﻛﻼم
ﻛﺎﻧــﻂ ﻣــﻦ ﺗﻔﺴــيرات وﴍوح
أﴐﱠ ت ﺑﻔﻠﺴـﻔﺔ ﻛﺎﻧـﻂ ﻧﻔﺴـﻪ.
”
“